وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحفي: “نقيّم بشكل جيد المفاوضات بين طهران والرياض، ونؤكد أنها تسير بالشكل الصحيح”.
وتابع ربيعي أن “المفاوضات بدأت على مبدأ أن إيران تسعى إلى الأمن والاستقرار في المنطقة، ولحل الخلافات في المنطقة، وخاصة بين البلدين، وقد حدثت تطورات في هذه المفاوضات”.
شروط سعودية للتوافق
اعتبر المحلل السياسي السعودي، الدكتور شاهر النهاري، أن مسألة تصالح السعودية مع إيران حلم ليس للسعوديين والإيرانيين ومنطقة الخليج فقط، بل لعموم الشرق الأوسط الذي تأثر خلال العقود الماضية، من التمدد الإيراني.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك“، فإن إيران تدخل هذه المفاوضات مع المملكة وهي تأمل بأن هناك تقدمًا، ولكن نعرف جيدًا نشاطاتها السياسية وغير السياسية، وتغيراتها المنطقية وغير المنطقية، وأنها تقول ما لا تفعل، وتفعل ما لا تقول، وفقا لقوله.
ويرى أن التفاوض السعودي مع إيران له عدد من النقاط التي يتم اتخاذ قرار بشأنها قبل الصلح، أهمها الثورة الإيرانية، حيث تؤمن طهران بضرورة تصديرها للعالم أجمع، وكذلك أذرعها في العراق ولبنان واليمن، ومن المستبعد أن تكون إيران مستعدة للتخلي عن هذا، وأي نقاش بين السعودية وإيران لن يصل إلى هذا الحد.
ويعتقد النهاري، أن المحادثات إذا تمت بينهما ستكون مخصصة فقط للحديث عن جماعة “الحوثي”، وما تفعله في اليمن، وإيران غير مستعدة لتغيير نهجها هناك، إضافة إلى سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وأنها لا تستجيب لمفاوضات فيينا مع أمريكا وأوروبا، وهي أيضا غير مستعدة للنقاش حول نووية مفاعلاتها.
وأكد أن طهران ستشترط على السعودية الضغط على أمريكا لرفع عقوباتها الاقتصادية من أجل تقدم الحوار، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون إسرائيل جزءًا من الحل، بسبب الصراع بينها وبين إيران، وحتى لا يستمر الخلل بين طهران والرياض.
اشتباكات معقدة
بدوره استبعد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، حدوث أي تقدم في الظروف الراهنة بين طهران والرياض، من خلال المفاوضات القائمة.
وفي حديثه لـ”سبوتنيك”، أكد صعوبة حدوث أي اختراق نظرًا لتعقيدات واشتباكات المواقف بين البلدين في كثير من الملفات وعلى رأسها الوضع في اليمن.
ويرى أبو النور أن الحد الأدنى المطلوب توافره لإذابة جليد الخلافات بين العاصمتين غير متوافر، نظرًا لسقف إيران العالي الذي تدخل به أي مفاوضات مع أي طرف.
وتابع: “وذلك إلى جانب اعتمادها على مسارين في المفاوضات أحدهما في غرف التفاوض والآخر من خلال ممارسات ميدانية تعقيدية، وكلا المسارين بطبيعة الحال يناقض الآخر”.
وفي حديثه السابق مع “سبوتنيك”، قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي أدلى بها قبل أشهر بشأن العلاقات مع إيران، تؤكد وجود أفق جديدة لحل الخلافات بين طهران والرياض.
وأكد أن “الإيرانيين ينظرون للموضوع من زاوية أن التغييرات في الولايات المتحدة وبدء الانسحاب الأمريكي من المنطقة يفتح الأرضية لقيام دول المنطقة بتفاهمات لحل خلافاتها فيما بينها البعض”.
واستضافت العاصمة العراقية بغداد أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية، وصرح الرئيس العراقي برهم صالح بأن تلك المحادثات السعودية الإيرانية مستمرة وهامة، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أيضا، في وقت سابق، أن لقاء عقد بين الجانبين في بغداد تناول العلاقات الثنائية، وملفات إقليمية، ولفتت إلى أن التوترات التي تشهدها المنطقة ليست في صالح البلدين.
كانت العلاقات بين الرياض وطهران قد شهدت قطيعة منذ مطلع عام 2016، إثر اقتحام سفارة المملكة في طهران، خلال احتجاجات على تنفيذ السلطات السعودية حكما قضائيا بإعدام رجل الدين الشيعي البارز، نمر النمر، وآخرين، واستمرت الخلافات بشأن موقف البلدين من الحرب في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بدعم الإرهاب وتهديد الملاحة في الخليج.