وصفتها إيران بـ “البناءة”.. هل حققت اجتماعات فيينا أي تقدم في الملف النووي؟

في ظل الأزمة القائمة بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي، حاول الطرف الأوروبي تحقيق أي خرق لجدار لمفاوضات عبر اجتماعات فيينا والتي وصفتها الأطراف المشاركة بالإيجابية.

وعقدت في فيينا، اليوم الثلاثاء، محادثات بين إيران والأوروبيين والروس والصينيين، لمناقشة ما يتعين على واشنطن وطهران القيام به، لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي.

وقال مراقبون، إن “الاجتماعات رغم إيجابيتها لم تحقق أي خروقات للأزمة، في ظل التعنت الأمريكي والإصرار على الشروط التي أعلنتها مسبقا عن توسيع الاتفاق النووي، وتضمين بعض الدول داخله”.

اجتماعات فيينا

وأكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، أن الاجتماعات حول الاتفاق النووي في فيينا كانت “بناءة”، مشيرا إلى عقد اجتماع آخر يوم الجمعة المقبل، لبحث سبل رفع العقوبات الأمريكية على بلاده وعودة طهران لالتزاماتها النووية.

وقال عراقجي لقناة “برس تي في” الإيرانية: “كانت مفاوضات فيينا بناءة، وسيبقى المفاوضون في فيينا لعقد اجتماع آخر يوم الجمعة المقبلة”، مشيرا إلى أن محادثات الخبراء بشأن رفع العقوبات وعودة طهران عن خطواتها النووية ستتواصل.

وأضاف: “نرفض وجود أي اتفاق للإفراج عن مليار دولار من أموال إيران المجمدة مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة”.

فشل جديد

محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، يرى أن اجتماع اليوم يأتي ترجمة لتصريحات الطرفين، الإيراني الذي يؤكد ضرورة رفع العقوبات الأمريكية قبل البدء في أي مفاوضات، والأمريكي الذي يطلب باتفاق جديد أطول وأوسع ويضم دول أخرى، يلبي المصالح الجوهرية الأمريكية.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، 

الشروط الأمريكية مرفوضة إيرانيا، ولن تحقق أي نتائج مرجوة، ما أدى إلى عدم تحقيق أي اختراق يذكر في اجتماعات فيينا، رغم التصريحات التي تؤكد إيجابية الاجتماعات.

وأكد غروي أن الوساطة الأوروبية حاولت تحقيق أي اختراق عن طريق اقتراح إعطاء جزء من الأموال الإيرانية المحتجز عليها، مقابل توقف طهران عن تخصيب اليورانيوم لمستوى 20%، مشددا على أن إيران لن تقبل بهذه الشروط وتصر على رفع كامل العقوبات.

واعتبر غروي أن الطرف الأوروبي لم يستطع تحقيق أي اختراق لجدار الأزمة في هذه الاجتماعات، خاصة بعد إسناد المحادثات للجان المختصة، وهو ما يعني أن الحل بات بعيدًا.

تعنت أمريكي

بدوره يرى الدكتور عماد إبشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت مرحلة جس النبض الإيراني، لكنها غير جادة في التفاوض بشكل حقيقي لحد الآن.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، أشار المحلل الإيراني إلى أن الجميع بمن فيهم الطرف الأوروبي يفقون على ضرورة تنفيذ الاتفاق النووي، كما هو وبدون إضافة أي تعديلات، أو إدخال بنود جديدة.

وأكد إبشناس أن “إيران تصر على شروطها فيما يخص الالتزام بالبنود الحالية للاتفاق النووي، وعدم السعي لاتفاق جديد، أو تضمين أي دول جديدة”.

وأوضح أن الاتفاق الدولي بشأن الحفاظ على الاتفاق بهيئته الحالية دون تعديل يتوافق مع أهداف طهران التي أكدتها من قبل، وتصر على تنفيذها، وهذا تعتبره إيران بادرة حسنة، يمكنها أن تجسر الجليد وتحلل الأزمة القائمة.

وكررت طهران رفضها المقترح الذي قدمته واشنطن برفع العقوبات عنها تدريجيا، مؤكدة أن الشرط الوحيد لوقف تقليص التزاماتها النووية هو الرفع الكامل للعقوبات، فيما وصف الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اجتماع اليوم بالقول: “لسنا متفائلين ولا متشائمين بنتائج اجتماع فيينا اليوم لكننا واثقون بأننا نمضي في الطريق الصحيح في هذا الشأن”.

وانسحبت واشنطن من الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع الجمهورية الإسلامية للرد بالتحلل من بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

[wpcc-iframe src=”https://www.youtube.com/embed/4IAHFpBmOC4″ width=”640″ height=”360″ allowfullscreen=”true” frameborder=”0″]

فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لن يعود للاتفاق، إلا إذا امتثلت طهران لبنوده، وهو ما ترفضه إيران وتطالب واشنطن بالعودة إلى الاتفاق، ودون شروط مسبقة، ومن دون تفاوض جديد، أو إشراك أطراف جديدة في الاتفاق.

Source: sputniknews.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *