وقال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عقب استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي أبي احمد في الخرطوم الخميس، إن الجانبان اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في القضايا الثنائية إقليميا ودوليا.
وأكد البرهان خلال جلسة المباحثات المشتركة بين الجانبين السوداني والاثيوبي بالقصر الجمهوري، يوم الخميس، أن السودان وإثيوبيا متوافقين ومتفقين حول كافة قضايا سد نهض النهضة.
وفيما يتعلق بقضية الحدود بين البلدين أكد رئيس مجلس السيادة ان الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن.
ومن جانبه، قالآبي أحمد أن السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية، مشددا على ضرورة المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين. وأكد أن سد النهضة لن يسبب أي ضرر للسودان بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء.
وحول لقاءاته مع البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو وقوى الحرية والتغيير وعدد من الأحزاب والكيانات السياسية، أكد آبي أحمد دعمه للعملية السياسية الجاربة حاليا والتي تسعى لتطوير اتفاق نهائي بناء على الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022، وقال أنه لن يقدم مقترحات جديدة معبرا عن ثقته في قدرة السودانيين علي تجاوز قضاياهم السياسية.
وعقب لقائه أبي احمد، أعلن دقلو التزامهم بتنفيذ الاتفاق الإطاري لتحقيق الاستقرار في البلاد؛ مشدداً على ضرورة تعاون الأطراف على تنفيذ الاتفاق لتجاوز الأزمة السياسية واستكمال الفترة الانتقالية.
كما أكد دقلو على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثبوببا في المحافل الاقليمية والدولية، إلى جانب العمل على ترقية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لمصلحة البلدين ودول المنطقة.
وفي ذات السياق؛ قال الواثق البرير القيادي في قوى الحرية والتغبير إن لقائهم بأبي احمد تناول ضرورة دعم الحوار السوداني دون أي تدخلات خارجية من أي جهة بجانب دعم العملية السياسية الجارية حاليا.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي دعا إلى الإسراع في إكمال العملية السياسية لإخراج السودان من الأزمة، مرحبا بالزيارة المرتقبة لوفد الحرية والتغيير لدولة إثيوبيا.
وجاءت زيارة أبي أحمد للخرطوم والتي استغرقت يوما واحدا، في وقت يعيش فيه البلدان أوضاعا اقتصادية وسياسية وامنية داخلية معقدة للغاية. ويواجه آبي أحمد تداعيات حرب إقليم التيغراي التي ألقت بتبعات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة على اثيوبيا بالرغم من الهدوء النسبي الذي ساد الإقليم في أعقاب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الإثيوبية ومقاتلي جبهة التيغراي في أكتوبر 2022.
وفي الجانب الآخر يعيش السودان أزمة سياسية كبيرة في ظل الاحتجاجات المستمرة المناوئة للإجراءات التي اتخذها البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر والتي ألغت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019؛ والذي كان أبي احمد أحد الوسطاء الرئيسيين له.
وطغت قضايا سد النهضة والحدود والأزمة السياسية الداخلية في السودان على زيارة أبي احمد الخرطوم التي استغرقت يوما واحدا. وشكلت الملفات الثلاثة ابرز محاور العلاقة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، وتسبب ملفي سد النهضة والأزمة الحدودية في حالة من التوتر بين الجانبين، لكن منذ آخر لقاء بين أبي أحمد والبرهان في مدينة بحر دار الإثيوبية في منتصف أكتوبر 2022؛ سادت علاقة البلدان حالة من التهدئة.