آثار مص الإبهام على أسنان وفم الطفل

Share your love

هل تسبب عادة مص الإبهام ضرراً بالأسنان؟

لا تؤدي جميع حالات مص الإبهام إلى أذية الأسنان أو الفم، فعلى سبيل المثال، لا ينتج في العادة أي ضرر عن وضع الإبهام في الفم دون مصِّه، ولكن مص الإبهام بشكلٍ نشطٍ مع تحريكه بكثرة، يمكن أن يسبب ضرراً في أسنان الأطفال الأَوَّلِيَّة (الأسنان الَّلبنيَّة)، ولكن عادة ما تصحح هذه المشكلة نفسها عند طلوع الأسنان الدائمة. إنَّ المواظبة على مصِّ الإبهام بقوة يمكن أحياناً أن يسبب سوء اصطفاف أسنان الطفل الدائمة، ويؤثر على الفك أو شكل الفم وسقفه، ويمكن لمص الإبهام أيضاً أن يُعرِّض طفلك للأوساخ والبكتيريا والفيروسات.

وجدت دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال، أنَّ الأطفال الذين يمصون إبهامهم كانوا أقل عرضة لردات الفعل التحسسية تجاه مواد، مثل غبار الطلع وعث الغبار، في وقتٍ لاحقٍ من حياتهم. لذا فإنَّ تحديد العمر الذي يجب فيه إيقاف عادة مص الإبهام، أو حتى حسم القرار بشأن ذلك، يتطلب أخذ العديد من العوامل في الحسبان.

آثار مص الإبهام الطويلة الأمد على الفم

مص الإبهام بشدة يمكن أن يكون له الكثير من الآثار على الأسنان والفم، وذلك بسبب الضَّغط المتكرر للإبهام، وتأثيره على مناطق، كالأسنان وعظم الفك وسقف الفم. ويمكن أن يتسبب بأيٍّ مما يلي:

  • تراكب العضَّة، حيث تبرز الأسنان الأمامية من الفك والفم
  • مشاكل إطباق أخرى، مثل انحناء الأسنان السفلية نحو الداخل باتجاه مؤخرة الفم أو الإطباق المفتوح، حيث لا تلتقي الأسنان العلوية والسفلية عند غلق الفم
  • التغيُّرات التي تطرأ على شكل الفك، والتي يمكنها أيضاً أن تُؤثر على اصطفاف الأسنان، وقد تؤدي لاضطرابات الكلام، مثل اللثغة
  • حساسية سقف الفم

معظم هذه المشاكل تختفي أو لا تظهر نهائياً، وذلك في حال توقف الطفل عن عادة مص الإبهام عند ظهور الأسنان الدائمة. أما الأطفال الذين يمصون إبهامهم لوقتٍ طويل، ويستمرون بمصه بقوة، فيمكن أن يكونوا أكثر عرضة لهذه الآثار الجانبية.

ما عليك فعله إذا لاحظتِ وجود مشاكل (بالإطباق أو بالأسنان)؟

يجب على جميع الأطفال أن يبدأوا بزيارات طبيب الأسنان الدورية عند بلوغهم عامهم الأول، وإذا لا حظتِ لاحقاً أنَّ أسنان طفلكِ الأمامية بارزة للأمام، أو أنَّه يواجه مشكلة في الإطباق، أخبري طبيب أسنان الأطفال بمخاوفك.

إنَّ أسنان طفلك الدائمة لن تبدأ بالبزوغ حتى يبلغ عامه السَّادس. لكن الأذى الذي يُصيب أفواه الأطفال قبل ذلك الوقت، قد يختفي أو لا يختفي لوحده، ولهذا السبب، من المُفضَّل أن تُخبري الطبيب في أبكر وقتٍ ممكن، وخاصة إذا كنت قلقة.

ما هي أطول مدة يمكن للطفل فيها أن يمص إبهامه بأمان؟

إذا تجاوز طفلك عمر الأربع سنوات وظلَّ معتاداً على مصِّ إبهامه بكثرة خلال اليوم، أو إذا كنتِ قلقة حيال ممارسة طفلك لهذه العادة، استشيري طبيب الأطفال أو طبيب الأسنان، فمن الممكن أن يقترح الطبيب علاجات أو أساليب يمكنك تجربتها لمساعدة طفلك على التوقف عن مصِّ إبهامه، ومن الممكن أن ينصحك بالسماح له بالاستمرار بممارسة هذا السلوك إلى أن يتخلى عنه من تلقاء نفسه، بالرغم من الآثار المحتملة على أسنان الطفل.

يتوقف الكثير من الأطفال طوعياً عن مصِّ إبهامهم، في الفترة الممتدة بين السنتين إلى الأربعة سنوات من عمرهم. إن المص المتواصل والشديد للإبهام الذي يستمر إلى ما بعد ذلك الوقت، يمكن أن يؤثر على اصطفاف أسنان طفلك الأمامية الدائمة وعلى شكل فمه.

كيف يمكنك مساعدة طفلك على التوقف عن مصِّ إبهامه؟

إذا كنت تفكرين بحضِّ طفلك على التوقف عن مصِّ إبهامه، يجب أن تُدركي أنَّ أية طريقة تختارينها، ستكون فرص نجاحها أكبر في حال أراد طفلك أيضاً أن يتوقف. إنَّ طريقة مساعدة طفلك على التوقف عن مصِّ إبهامه تعتمد على عمره.

بالنسبة للأطفال الأكبر في العمر، فقد يكون التحدُّث إليهم كافياً، وخاصة إذا تعرضوا للمضايقة من قبل أطفال آخرين بسبب عادتهم تلك، إذ يمكن أن يُشكل ضغط الأقران رادعاً قوياً عند الأطفال الذين سيدخلون إلى المرحلة السابقة للمدرسة أو الروضة. إذا لاحظت في أيِّ مرحلة أنَّ طفلك يقاوم فكرة تخليه عن هذه العادة، فمن الأفضل أن تتجاهلي سلوكه، ففي بعض الأحيان، كلما أعرت هذه العادة اهتماماً أكبر كلما أصبحت أكثر إلحاحاً.

بعض الطُّرق لمساعدة طفلك على التوقف عن عادة مصِّ الإبهام:

  • انتبهي إلى الأمور التي تدفع طفلك إلى مصِّ إبهامه
    بعض الأطفال يمصون إبهامهم حين يشعرون بالملل أو التعب أو الاضطراب أو الجوع. إذا لا حظت أنَّه يمص إبهامه كطريقة لتهدئة نفسه خلال المواقف الضاغطة، حاولي معرفة السبب الأساسي لقلقه لتتمكني من معالجته. أما إذا كان يمصُّ إبهامه في أوقاتٍ أخرى، فحاولي أن تُلهيه بنشاطاتٍ تتطلَّب استخدام اليدين، مثل الرسم أو لعبة التقاط الكرة، لكن لا تدعي الطفل يعتاد على مصِّ إبهامه كوسيلة لجذب انتباهك، سواء بالإيجاب أو السلب.
  • اتبعي طريقة التحفيز الإيجابي
    حرضي طفلك على إيقاف السلوك من خلال الإطراء عليه عندما لا يقوم بمصِّ إبهامه، أو من خلال جعله يتتبع غياب هذا السلوك باستخدام جدول الملصقات التحفيزي.
  • ذكريه بلطف
    إذا كان الطفل يمص إبهامه وهو شارد الذهن، اطلبي منه بهدوء أن يتوقف، واستعدي لفعل ذلك مراراً. إنَّ هذه الطريقة تكون فعالة فقط في حال أراد الطفل مساعدة ليتمكن من إيقاف عادة مص الإبهام.
  • اطلبي مساعدة طبيب أسنان الأطفال
    يمكن لطبيب أسنان أطفالك أن يتحدث مع طفلك عن عادة مص الإبهام، ويشرح له نوع الأذية التي قد يسببها لنفسه.
  • جربي جهاز التقويم
    يوجد أجهزة تقويم قابلة للنزع وأخرى غير قابلة للنزع، يمكن استخدامها من أجل إعاقة قدرة طفلك على مصِّ إبهامه، ويمكن لأخصائيّ تقويم الأسنان أن ينصحك بالنوع الأنسب لطفلك.
  • استخدمي واقيات الإبهام
    إذا رغب طفلك بوسيلة تذكره بعدم مص إبهامه، فهنالك العديد من أنواع واقيات الإبهام المصنوعة من البلاستيك الطري أو القماش، ويمكن شرائها دون الحاجة لوصفة طبية. يمكن أن يلبسها الطفل طوال الوقت، أو في الأوقات التي يُرجَّح فيها أن يمارس تلك العادة. إذا كان الطفل يمص إبهامه أثناء النوم، يمكنك تغطية إبهامه ليلاً بواسطة قفازٍ أو جَورَب. أمَّا إذا كان الطفل لا يمص إبهامه إلا أثناء النوم، فيجب أن تُدركي أنَّ الأمر خارجٌ عن سيطرته.

لماذا يمص الأطفال إبهامهم؟ الفوائد

مصُّ الإبهام هو سلوكٌ انعكاسيٌّ مُهدِّء، يبدأ في الرَّحم، أي قبل الولادة، وغالباً ما يستمر الأطفال والرضَّع في ممارسة هذه العادة المهدئة بعد ولادتهم، والتي كثيراً ما تُساعدهم على الاستسلام للنوم. يمكن أن تستمر عادة مص الإبهام عند بعض الأطفال إلى سنوات الحبو، وغالباً ما ينتفع منها الطفل كوسيلة لتهدئة نفسه عند تعامله مع المواقف الضَّاغطة.

وفقاً للجمعية الأميركية لأطباء الأسنان، فإنَّ معظم الأطفال يتوقفون عن مصِّ إبهامهم، في المدة المتراوحة بين السنتين إلى الأربع سنوات من عمرهم.

مقارنة بين مصِّ الإبهام واللهاية

إحدى الأمور التي يجب ألا تفعليها هي استبدال عادة مص الإبهام عند الطفل بعادة مص اللهاية. إنَّ مص اللهاية يُعرض الطفل لنفس الأضرار المحتملة التي تصيب الأسنان نتيجة مص الإبهام، ومن الممكن أيضاً أن تقع اللهاية على الأرض، مما يجعلها مرتعاً للجراثيم. أمَّا الجانب الإيجابي الوحيد لاستخدام اللهاية، هو إمكانية أخذها من الطفل كطريقة لكسر عادته.

الخلاصة

مصُّ الإبهام هو عادة انعكاسية طبيعية تبدأ قبل الولادة. يستمر الكثير من الأطفال بها حتى عمر السنتين أو أكثر، وتختفي هذه العادة إجمالاً لوحدها، ولكن يمكنها أحياناً أن تسبب الضَّرر للفم، وخاصة إذا استمرت بعد عمر الأربع سنوات، وكان الطفل يمارسها بشدة ولأوقاتٍ طويلة، كما يمكن لهذه العادة أن تُعرض الأطفال للجراثيم والفيروسات.

يمكن للأهل أن يساعدوا أطفالهم على كسر تلك العادة، ويمكن طلب المساعدة أيضاً من طبيب أسنان الأطفال أو من طبيب الأطفال.

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!