أبو ظبي تصعّد استفزازها للرباط وتفتح خطا ساخنا مع تل أبيب لإجلاء سياحها من المغرب

الرباط –« القدس العربي» : تذهب العلاقات المغربية الإماراتية من الفتور نحو التوتر، بعد تصعيد أبو ظبي استفزازها للرباط، والاستعانة بإسرائيل لممارسة الضغوط على

Share your love

أبو ظبي تصعّد استفزازها للرباط وتفتح خطا ساخنا مع تل أبيب لإجلاء سياحها من المغرب

[wpcc-script type=”3f5073081af16bedf1192ce1-text/javascript”]

الرباط –« القدس العربي» : تذهب العلاقات المغربية الإماراتية من الفتور نحو التوتر، بعد تصعيد أبو ظبي استفزازها للرباط، والاستعانة بإسرائيل لممارسة الضغوط على المغرب.
وبعد الحملة الإلكترونية التي شنها «الذباب الإلكتروني الإماراتي» ضد الحكومة المغربية واتهامها بالعجز في تدبير أزمة فيروس كورونا المستجد، يبدو أن خط الرباط – أبو ظبي انقطع بعد أن توجهت الإمارات إلى إسرائيل من أجل إيجاد صيغة لإجلاء بعض رعاياها الذين ما زالوا عالقين في المغرب، بعد أن «ضيعوا» رحلة خاصة لإعادتهم إلى الإمارات قبل ثلاثة أسابيع.
وقال موقع الصحيفة المغربي إن الإمارات فتحت خطاً ساخناً مع تل أبيب لدفعها من أجل الضغط على المغرب لقبول تسيير رحلة خاصة يتم من خلالها إجلاء بعض الإسرائيليين الذين ما زالوا عالقين في المغرب، مقترحة أن تتكفل طائرات إماراتية بجلبهم نظير نقل إماراتيين عالقين بالمغرب في نفس الرحلة.
وأوضحت المصادر أنه وفي الوقت الذي رفضت الرباط تنظيم أي رحلة مباشرة بين المغرب وإسرائيل لغرض الإجلاء، ورفضت طلب الإمارات تنظيم رحلة ثانية للإجلاء بعد رحلة سابقة تم تنظيمها لنفس الغرض، توجهت الإمارات إلى تل أبيب، حيث عرضت خدماتها على الحكومة الإسرائيلية من أجل تسيير هذه الرحلة. إلا أن الرباط رفضت جميع المقترحات التي وُضِعت على طاولتها، وتقول السلطات المغربية إن أغلب اليهود الموجودين بالمغرب يحملون الجنسية المزدوجة، الإسرائيلية- المغربية، وبالتالي هم مغاربة وفق القانون المغربي، أو يحملون جنسيات دول أخرى (فرنسية، كندية، أمريكية..) وبالتالي يعتبرون رعايا لهذه الدول، وأي تفاوض لإجلائهم يتم مع سفارات هذه الدول، رافضين فتح أي قناة تواصل مع إسرائيل في هذا الموضوع.
وقالت المصادر نفسها إن أبو ظبي ما زالت تضغط لعرض خدماتها على تل أبيب مقابل الضغط على المغرب، إلا أن الجيش الإسرائيلي أفاد، الخميس، أن عملية ترحيل مجموعة من الإسرائيليين في المغرب بعد أزمة كورونا أصبحت صعبة للغاية في ظل وجود أزمة سياسية بين المغرب والإمارات، ونتيجة لذلك، «توزع الإسرائيليون بين فنادق في مدينة مراكش والمنازل اليهودية في الدار البيضاء» في انتظار الحل.ونقلت مواقع عبرية أن المغرب رفض نزول طائرات «العال» الإسرائيلية في مطاراته لإجلاء المواطنين الإسرائيليين العالقين في مراكش والدار البيضاء، مشيرة إلى أن إسرائيل نسقت مع الإمارات العربية المتحدة لإرسال طائرة لترحيل المواطنين الإسرائيليين والإماراتيين وأن «الاتفاق الإمارتي الإسرائيلي، الذي تم التوصل إليه بعد اقتراح الإمارات، أثار غضب السلطات المغربية التي رفضت وساطة الإمارات».
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن اليهود المغاربة، الذين يبلغ عددهم حوالي 2500 شخص، يُعتبرون الأكثر «استهدافاً» من طرف فيروس كورونا المستجد، مقارنة بباقي التجمعات اليهودية في مختلف مناطق العالم خارج دولة الكيان الإسرائيلي، حيث يُمثلون 11 في المئة من مجموع وفيات فيروس كورونا المستجد داخل تراب المغرب وراح ضحيته في مدينة الدار البيضاء وحدها 13 يهودياً، إضافة إلى تسجيل ضحايا آخرين في مناطق أخرى في المغرب، من بينها مدينة الصويرة. وأشارت إلى أن زعيم حزب العمال الإسرائيلي، عمير بريتز، الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي سابقاً، قد أعلن عن وفاة 3 من أقربائه في الدار البيضاء، راحوا ضحية فيروس «كورونا» المستجد، كلهم أصيبوا في حفل زفاف أقيم في أغادير شارك به يهود من الخارج كانوا يحملون الفيروس.
وطالب رئيس الطائفة اليهودية في المغرب، سيرجي بيردوغو، في الأيام القليلة الماضية، جميع اليهود المغاربة بالبقاء في منازلهم والالتزام بالحجر الصحي لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.ويعيد المراقبون العلاقة الغامضة بين المغرب والإمارات إلى حملة تشهير مستمرة من قبل الإمارات ضد الملك محمد السادس وحكومته، وتزعم أن حكمه أصبح ضعيفاً وتحت سيطرة حزب العدالة والتنمية الذي له مرجعية إسلامية.
وقال «مغرب أنتلجنس» إن «أزمة دبلوماسية غير مسبوقة اندلعت بين المغرب والإمارات السنة الماضية، وسحب المغرب سفيره في أبو ظبي، محمد آيت وعلي، الذي ظل في منصبه أكثر من 9 سنوات، وتم استدعاء القنصلَين المغربيَّين في دبي وأبو ظبي وإفراغ سفارتها في أبو ظبي من جميع المستشارين والقائم بالأعمال؛ وهو ما قلل من تمثيليتها الدبلوماسية بشكل كبير».
وقال موقع «برلمان كوم» المغربي إن «العلاقات بين البلدين ليست على ما يرام، بعد سحب السفيرين»، وأضاف أن «العلاقات بين البلدين تمر بفتور تعكسه مؤشرات عديدة، على رأسها عدم وجود سفير للإمارات في الرباط منذ أكثر من عام، وهو الأمر الذي عزز الأزمة بينهما ودفع المغرب إلى سحب سفيره من أبو ظبي»، ولفت إلى أن «أبو ظبي غاضبة من العلاقات الجيدة التي تربط المغرب وقطر، الدولة المحاصَرة من قِبل السعودية والإمارات» بعد خلاف بينهما في طريقة التعامل مع الربيع العربي والديمقراطية والإسلاميين بشكل كبير، حيث «نصَبت الإمارات نفسها قائدة للمحور المعادي للديمقراطية وللإسلاميين»، في حين اتخذ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، طريقاً مختلفاً تضمَّن فتح المجال لإجراء إصلاحات دستورية وعقد انتخابات ديمقراطية، أفضت إلى فوز الإسلاميين وتشكيل حكومة بقيادتهم.
وتوقف المراقبون حملة الذباب الإلكتروني الإماراتي ضد الحكومة المغربية ورئيسها الدكتور سعد الدين العثماني، تبعتها حملة مشابهة في قناة العربي التي تبث من الإمارات عبر تقارير تحمل الكثيرة من «الآراء» و»وجهات النظر» أكثر مما تحمله من محتوى خبري، إذ بعد الفيديو المثير للجدل حول «مريضة سطات» والذي تبين عدم صحته، اختارت هذه المرة مهاجمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني واعتبرته «مخالفاً للقانون» بسبب نزعه الكمامة داخل البرلمان، بل زعمت أن هذا الأمر أدى إلى «إشعال جلسة البرلمان وأثارت الخلاف».
وتطرقت القناة لمداخلة العثماني أمام أعضاء مجلس النواب في جلسة يوم الإثنين الماضي، لكنها لم تركز على أي من المواضيع الكثيرة التي ناقشتها الجلسة، وإنما على طلب بعض البرلمانيين من رئيس الحكومة ارتداء الكمامة خلال مداخلته، والذي رد عليه هو بالقول إنه «يحافظ على مسافة الأمان الضرورية، وبالتالي لا حاجة لارتدائه الكمامة أثناء الكلام»، مبرزاً أن هذا الأمر معمول به في كل البرلمانات.غير أن القناة الممولة من السعودية علقت على هذا الأمر بأنه «مخالف للقانون»، ونسبت للبرلمانيين استغرابهم من أن ينتهك رئيس الحكومة قانوناً و»خرقه» لقرار الحظر الصحي هو من صادق على قانون إجبارية ارتداء الكمامة وفرضه على المغاربة، وهو الأمر الذي لم يظهر في الفيديو المعروض كما لم يصدر عن أي برلماني خلال هذه الجلسة.ونالت «العربية» نصيباً وافياً من الانتقادات من طرف المغاربة بسبب هذه المادة، وخاصة عقب نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ أوردت إحدى المعلقات «لا وجود لأي جدل في المغرب حول هذا الأمر، الجدل الوحيد هنا هو خبركم الزائف الذي لا أساس له من الصحة»، فيما أوردت أخرى: «جدل واتهامات مرة واحدة، ما سمعنا بهذا إلا على قناتكم».
ودافع العديد من المعلقين عن خيار رئيس الحكومة، إذ أوردت معلقة: «إذا كنتم تفهمون فهذه هي الطريقة الصحيحة لإزالتها، وأضيفوا إلى معلوماتكم أن العثماني طبيب»، فيما أورد آخر: «العربية تهاجم كمامة العثماني وتتناسى إجرام ابن سلمان»، وأضاف حساب آخر: «لم أر أي جدل في المغرب بسبب الكمامة، بل بالعكس هناك هاشتاغ شكراً العثماني يتصدر الترند المغربي، الشعب المغربي ليس قطيعاً يساق على هواكم».

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!