أجمل آيات القرآن عن التفاؤل
١٧:٢٩ ، ١٩ يناير ٢٠٢١

}
أجمل آيات القرآن عن التفاؤل
هنالك العديد من الآيات في الكتاب الحكيم تبثّ في الروح البشرية الأمن والسلام والاستبشار، وتبعث في النفس الطاقة الإيجابية، ومن هذه الآيات نذكر ما يلي[١]:
- قوله -عز وجل-: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرً}[٢]؛ فكلمتيّ عسى ولعل، ذُكرت في القرآن الكريم بهدف طمأنة القلب وبثّ روح السرور واليسر، وخلق الأمل والطموح كي يسعى الإنسان للحياة التي يتمنّاها، وقد ورد في كتابه -جل وعلا-: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[٣].
- قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}[٤]، فهذه الصفات الـ5 التي اتصف بها الله -جل وعلا- فهو أهل من ندعوه ونرجوه بها، وأن نطلب منه كل ما نتوق إليه بقولنا: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}[٤].
- ورد في كتابنا العظيم: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[٥]، فقد ميزَّ الله -عز وجل المسلمين عن غيرهم بعدة أمور؛ كاليقين والإيمان والبصيرة، ومنَّ الله عليهم بهذه الصفات الداعمة لهم طوال رحلة حياتهم.
- قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}[٦]، فكل من قالم بمظلمة يخبره الله بأن يستعد لينال جزاءه في يوم القيامة؛ وهو الوعيد له، وقد قال -عز وجل-: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}[٧]، فيوم الفصل هو طمأنينة للمظلوم في الدنيا، وما يصبره ويهون عليه أذى الظلم والاستداد الذي وقع عليه.
- قوله -عز وجل- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ}[٨]، وفي هذه الآية يخبرنا -جل وعلا- أنّ المسلم المتصف بهذه الصفات المذكورة في الآية الكريمة سيفلح بإذنه، إذ يكمل قوله بعدها: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[٨].
- في أول أول 10 آيات من سورة العنكبوت التي يحدّثنا بها الله تعالى عن الفتن، وعن أهمية التفريق والتمييز بين الكاذب والصادق، ويخبرنا بفناء هذه الدنيا مهما قد بَدَتْ للعباد بأنها عظيمة ومُعقّدة الخلق، وأنّها لا تساوي شيئًا عنده، فقد قال -عز وجل- في بعض هذه الآيات: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}[٩]، وقد شبه الدنيا ببيت العنكبوت الخفيف، وأن الذين كفروا به مهما بدوا أقوياء وأظهروا سيطرتهم في الدنيا فهم أضعف من هذا البيت الواهي؛ إذ قال في كتابه: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون}[١٠]، وفي هذه الآيات حكمة من الله بأن يخبر المسلمين أن يأمنوا من فتن الدنيا، وأن يقفوا صامدين أمام الحق.
- أمّا ليصل العبد لتقوى القلب فقد يتطلب منه أن يُبجل آيات القرآن الكريم ويقدس ما جاء به؛ فقد قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[١١].
- يبقى حب الله وحده علاجًا للآلام النفسية، وجلاءًا للأحزان والهموم على اختلاف العباد بصفاتهم وبصورهم، وعلى الرغم من تميز الله لخلقه إلا أن العباد يزدادون جمالًا ورقيًّا بأخلاقهم عند اتباعهم لأحكام القرآن والسنة، فقد قال تعالى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُم}[١٢]، وفي هذه الآية طمأنينة للعبد بأنه مختلف عن غيره من اخوته المسلمين وأن الله خلق به ما سيثمر به ويميزه عن عمل غيره.
- كي يُخلق التسامح والألفة في قلب المؤمن المكسور من أخطاء الناس وأذيتهم له، فقد أخبر الله تعالى بحبه لمن يعفو ويكظم الغيظ عند مقدرته، فقد قال -جل وعلا-: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}[١٣].
‘);
}
آيات قرآنية تبعث الطمأنينة
ذكر الله تعالى آيات عدة في القرآن الكريم، تتضمن معاني الطمأنينة والسكينة التي بعثها الله لعباده المؤمنين، ولرسله وأنبيائه، ومن هذه الآيات ما يلي[١٤]:
- قال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[١٥].
- قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}[١٦].
- قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[١٧].
- قال تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا}[١٨].
- قال تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[١٩].
- قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[٢٠].
التفائل والطمأنينة بالله سنة نبوية، اتبعيها!
التفاؤل من صفات النفس السوية، كما أنه من صفات النبي عليه السلام، ويتجلّى ذلك في أعمال الفرد ومواقفه، فالتفاؤل يبعثُ في النفس الطاقة الإيجابية، ويبثّ بها حب الحياة والأمل بها، ونلمس التفاؤل في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- ففي الهجرة انطلق المشركون وراء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، يفتشون عنه في الجبال والطرق، حتى وصلوا إلى غار ثور، وأنصت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه إلى أصوات أقدام المشركين وحديثهم، ويقول أبو بكر رضي الله عنه: قلتُ للرسول صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: (لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما))[٢١].
عن خَباب بْنِ الأَرَتِّ ـ رضي الله عنه ـ قال: (شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟، قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)[٢٢].
وأجمل المواقف للرسول -صلى الله عليه وسلم- عن التفاؤل في غزوة الأحزاب، في ظل والظروف العصيبة والقاسية التي حلت بالمسلمين حينها، بسبب الحصار الجماعي من قبائل اليهود والعرب بجيش يُقدّر بعشرة آلاف من المقاتلين، خوفهم من الجوع والبرد وقلقهم الدائم، إضافةً إلى العناء الشديد في حفر الخندق، إلا أنه -عليه السلام- كان يبث في نفوس أصحابه الأمل والتفاؤل، فيبشرهم بفتوحات الشام وفارس واليمن ويعدهم بذلك.
والمتأمل في السيرة النبوية يجد فيها من الأخلاق الرفيعة والشريفة ما لا يُعَدُّ ولا يحصى، عدا عن شهامته وصفاته النبيلة -صلى الله عليه وسلم- فقد فضله الله على بني آدم، وختم به الأنبياء والرسل، فنحن بأمس الحاجة إلى اتباع نهجه -صلى الله عليه وسلم- في الاستبشار في كل أمور حياتنا كما فعل، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[٢٣][٢٤].
المراجع
- ↑“من كلمات التفاؤل والأمل في القرآن الكريم”، الألوكة، 28/8/2016، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021. بتصرّف.
- ↑سورة الطلاق، آية:1
- ↑سورة المائدة، آية:52
- ^أبسورة آل عمران، آية:26
- ↑سورة الحجرات ، آية:17
- ↑سورة المرسلات، آية:12-14
- ↑سورة النبـأ، آية:17
- ^أبسورة آل عمران، آية:200
- ↑سورة العنكبوت ، آية:2
- ↑سورة العنكبوت، آية:41
- ↑سورة الحج، آية:32
- ↑سورة الروم، آية:22
- ↑سورة آل عمران، آية:134
- ↑“آيات السكينة”، طريق الإسلام، 10/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021.
- ↑سورة التوبة، آية:26
- ↑سورة البقرة، آية:248
- ↑سورة الفتح، آية:4
- ↑سورة التوبة، آية:40
- ↑سورة الفتح، آية:26
- ↑سورة الفتح، آية:18
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3653 ، صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن خباب بن الأرت ، الصفحة أو الرقم:3612 ، صحيح .
- ↑سورة الأحزاب، آية:21
- ↑“التفاؤل سنة نبوية”، إسلام ويب، 14/7/2013، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021. بتصرّف.