‘);
}

قيام ليلة القدر

ينبغي على المسلم أن يكثر من العبادات التي تقرّب من الله تعالى في ليلة القدر، حيث إنّ أوّلها يتمثّل بالمحافظة على الفرائض التي تعدّ من أفضل الأعمال عند الله تعالى، وذلك في كلّ وقتٍ، كما أنّ القيام له دورٌ كبيرٌ في مغفرة الذنوب والخطايا التي ارتكبها العبد، والدعاء في ليلة القدر له فضلٌ كبيرٌ، ومن الجدير بالمسلم أن يجتهد في العبادات والطاعات على اختلاف أنواعها؛ اقتداءً بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ)،[١][٢] كما أنّ تلاوة القرآن الكريم وذكر الله -تعالى- وصلاة النوافل والقيام له نصيبٌ في ليلة القدر.[٣]

ولا شكّ أنّ للدّعاء في ليلة القدر شأن عظيم، فقد جاء عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن الدّعاء في ليلة القدر؛ فأرشدها إلى قول: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)،[٤] وهذا الدّعاء يتضمّن الثّناء على الله -تعالى- بأسمائه الحسنى، واعتراف من العبد بأنّ الله -تعالى- صاحب العفو، كما أنّ فيه تذكير بأنّ العبد لا يرى لنفسه فضلاً في سائرِ الأعمال رغم اجتهاده بالصّالحات من الأعمال؛ فيسألُ الله -عزّ وجلّ- العفو، وهذا الدّعاء يحمل حُسنَ ظنّ العبد بربّه عزّ وجلّ، وافتقاره إلى عفو الله تعالى، وصيغة الدّعاء المأثور كلماته قليلة معدودة، لكنّه يحمل خيراً وطمعاً كبيراً برحمة الله تعالى.[٥]