‘);
}

علاقة الزوج بزوجته أثناء الصيام

شرع الله -تعالى- الزواج، وجعل فيه المودّة والرحمة بين الرجل وزوجته، وجعله أساساً لتكوين الأُسرة المُسلمة التي تُعدّ عماد المجتمع، ومن جانب آخر تجدر الإشارة إلى أنّ التّوجيهات الشرعية المتعلّقة بالعلاقة الزوجية في شهر رمضان توصي الزوجين بالحذر من تبعاتِ الأفعال المقترنة بالشهوة، ولا بأس بالجلوس، والمزاح، والكلام، والتعليم، وغير ذلك، ويُفضَّل اجتناب كلّ ما يُؤدّي إلى الجِماع، كالتقبيل، أو الضمّ، أو المباشرة؛ لأنّها تُعدّ من الشهوات التي امتدح الله -تعالى- الصائم لتركه إيّاها؛ تقرُّباً إليه -سبحانه-، فقد ورد في الحديث القدسيّ: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا)،[١] وعلى الصائم التنبُّه إلى أنّ تلك المحظورات تتفاوت في الخطورة؛ إذ تعدُّ المباشرة أكثرها خطراً على الصائم؛ فقد تتسبّب بالإنزال، وبالتالي إفساد الصيام، وعلى الرغم من إباحة بعض أهل العلم التقبيل، وما شابه ذلك أثناء الصيام، إلّا أنّهم وضعوا شروطاً له، ومنها: أن يأمن الصائم على نفسه عدم الانتقال إلى ما بعد التقبيل، وبالتالي إفساد صيامه، وفي الحقيقة ينبغي للمُتزوّجين الوقوف على العديد من الأحكام الخاصّة بصيام رمضان، وفيما يأتي بيان بعضها.[٢]

أحكام الصيام للمُتزوّجين

حُكم الجِماع للصائم

يُحرّم على الصائم في نهار رمضان جماع زوجته؛ لأنّ الجماع يُعَدّ كالأكل، والشُّرب في اعتباره من مبطلات الصيام، قال الله -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)؛[٣][٤] فالآية تدلّ على الإِذن بالمباشرة في ليلة الصيام، ويُستفاد من ذلك أنّ الصيام يكون عن الأكل، والشُّرب، والجماع، وسائر المُفطرات.[٥]