أدوات التشبيه في اللغة العربية
١١:١١ ، ٧ يونيو ٢٠٢٠
}
ماذا نعني بالتشبيه؟
التشبيه في اللغة العربية هو إلحاق شيء بشيء في وصف جامع باستخدام إحدى أدوات التشبيه، فيسمى الأول مشبهًا والثاني مشبهًا به والوصف الجامع هو وجه الشبه والأداة تكون إحدى أدوات التشبيه، وهذه الأربعة تسمى بأركان التشبيه، والتشبيه في اللغة العربية أنواع، فهناك تشبيه التمثيل وغير التمثيل، وهناك التشبيه البليغ وهو التشبيه الذي حذفت منه الأداة ووجه الشبه، وسمي بليغًا للمبالغة بالتشبيه فأنت تجعل المشبه والمشبه به شيئًا واحدًا، فيقال: أحمدٌ بحر بدل قول: أحمدٌ كالبحر في كرمه، وهناك التشبيه المجمل أو المرسل وهو ما حذف فيه وجه الشبه وأبقي على الأداة، والتشبيه المؤكد المفصل وهو الذي حذفت منه الأداة وبقي وجه الشبه[١].
‘);
}
ما هي أدوات التشبيه؟
للتشبيه عدّة أنواع وكل نوع له اعتبارات معينة، فمثلًا إذ صرّح المتكلم بالمشبه والمشبه به كان تشبيهًا صريحًا، وإذا لم يُصرّح بهما كان تشبيهًا ضمنيًّا، وللتشبيه طرفان هما المشبه والمشبه به، وأركان أربعة وهي: المشبه والمشبه به والأداة ووجه الشبه[٢]، وتُعرَف أدوات التشبيه بأنها الألفاظ التي تدل على المماثلة، وتكون ملفوظة أو ملحوظة، وتقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي[٣]:
- الحروف: وهي الكاف وكأن.
- الأسماء: مثل، ومثيل، شبه، وشبيه، وما جرى مجراها.
- الأفعال: يُحاكي، يُضاهي، يضارع، يساوي، يشابه، ويماثل، وأسماء الأفعال منها.
ما هي أهمية استخدامنا للتشبيه؟
التشبيه في اللغة العربية يُعطي بلاغة في الكلام، كما أنه يضيف الروعة والجمال إلى النص، فهو يخرج الخفي من الجلي، ويدني البعيد من القريب ويكسب المعاني جمالًا وفضلًا ويزيدها رفعةً ووضوحًا، كما أن التشبيه يعد فنًّا أطرافه متشعبة ونطاقه واسع، ومجراه دقيق ومسلكه غامض، وإن التشبيه يعد الطريقة الأولى لبيان المعنى الذي تدل عليه الطبيعة، وإذا كان بالإمكان إدراك المشبه والمشبه به بالحواس الخمسة يكون التشبيه تشبه حسيًّا، وإذا كان المشبه والمشبه به لا يدركان بالحس فهو عقلي[٤].
وللتشبيه عدّة مقاصد، فإما أن يقصد به المتكلم المدح وإما الذم وإما البيان وإما الإيضاح، ومن بلاغة الكلام أن يكون المشبه به أحسن في حال المدح وأقبح في حال الذم وأبين وأوضح في حال التشبيه، وبهذا يكون الكلام أكثر بلاغة، وإذا كان تشبيهًا بليغًا فيجب أن تقدّر فيه كلمة أفعل، وإن لم تُقدر فليس بتشبيه بليغ[٥].
من حياتكِ لكِ
يكون التشبيه محمودًا إذا كان له هدف في الكلام، أما إذا كان التشبيه دون هدف ولا داعيَ لوجوده فهو حشو أو تطويل وهذا مذموم في اللغة، وتختلف الأمثلة على التشبيه باختلاف نوعه والهدف منه، وقد سبق ذكر ذلك في المقال، وإليكِ هذه الأمثلة عن التشبيه مع توضيح لنوعه في كل مثال منها[٦]:
- أحمد كالبحر كرمًا: وهو تشبيه مرسل مفصل، مرسل لأنه صُرِّحَ بالأداة، ومفصل لأنه صرح فيه بوجه الشبه، ومن حيث البلاغة فهو أضعف أنواع التشبيه لأنه احتوى الأركان الأربعة.
- عُمَر كالبحر: هذا تشبيه مرسل لأنه صرّح بأداة التشبيه.
- عزيز بحرٌ في الكرم: هذا تشبيه حذفت منه الأداة فهو مؤكد، وذكر فيه وجه الشبه فهو مفصل.
- محمد بحر: تشبيه بليغ، وسمي بليغًا لأن المتكلم يبالغ في التشبيه فيجعل المشبه والمشبه به شيئًا واحدًا، وهو ما حذفت فيه الأداة ووجه الشبه، وهو أقوى أنواع التشبيه في اللغة.
المراجع
- ↑“التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2020. بتصرّف.
- ↑“التشبيه: تعريفه وأقسامه وأمثلة عليه”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2020. بتصرّف.
- ↑“أدوات التشبيه”، uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2020. بتصرّف.
- ↑“جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع”، hindawi، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2020. بتصرّف.
- ↑الدكتور عبدالعزيز عتيق، علم البيان، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑“التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-6-2020. بتصرّف.