قد يتبادر للذهن عند سماع مصطلح “أدوية  التنحيف” بأن هناك عقارا سحريا يجعل المُصابين بفرط السمنة يفقدون أوزانهم بسرعة البرق أو يضفي رشاقة للأشخاص الذين يُعانون من مشكلة الكرش أو امتلاء مناطق معينة من أجسامهم دون غيرها . ويزيد من هذه الأحلام الجميلة، وخصوصا لدى السيدات ، ما تقوله وتسرف في قوله الشركات المنتجة لهذه الأدوية، غير أنها لا تشير بشكل مفصل إلى ما لها من مخاطر ومضاعفات تدفع للتفكير مليا قبل الشروع باستخدامها .

لا ننكر أن بعض أدوية التنحيف قد تلعب دورا فعالا في تحفيز الشعور السريع بالشبع , حرق الدهون , تعزيز عملية الاستقلاب دون التسب بأي ضررغير أن بعض المواد المستخدمة في تصنيعها تم حظر استخدامها بقرار من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية ( FDA )  لما لها من أعراض جانبية خطيرة كزيادة سرعة دقات القلب , ارتفاع ضغط الدم  , الأرق , الاضطرابات الكلوية , التلف الكبدي ونزيف المستقيم في بعض الحالات .

يُوصى بضرورة أخذ عدد من الامور بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار بتناول أدوية التنحيف ومنها :

–  عدم وجود ضمان على أن المكملات الغذائية التي تزعم الشركات المصنعة بأنها تنقص الوزن ذات فعالية مؤكدة . فموافقة مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية ( FDA ) التي تختبر أمن وفعالية المادة لا تعني وصول هذه المكملات ليد المستخدم .  ونظرا لتعدد المنتجات والشركات المصنعة فمن السهل أن تجد المواد المضرة منزلتها بين الأدوية الشهيرة المخصصة للتنحيف .

– يجب الانتباه إلى أن النشرة المرفقة مع مكملات التنحيف مليئة بالادعاءات الزائفة، ففي تقرير أصدره قسم خدمات الصحة والإنسانية في الوﻻيات المتحدة حول تحليل 127 مكمل غذائي اشتملت على ادوية التنحيف تبين أن 20% من مصنعي هذه المواد ادعوا ادعاءات زائفة وغير قانونية بأن منتجاتهم تعالج حالات مرضية محددة ومنها فرط السمنة .

قد يتسبب استخدام بعض أدوية التنحيف بالادمان وخاصة التي تتركب من خليط من الأمفيتامينات التي تمثل أدوية منشطة، كما يتركب بعضها من أدوية مضادة للقلق والاكتئاب مما يجعل الخليط الدوائي مصدر للخطر على صحة مستخدمه .  

نظراً لتركب أدوية التنحيف بشكل رئيسي من المشطات فقد تتسبب بزيادة فرصة التعرض للنوبات القلبية أو السكتات دماغية , وعلى الرغم من استخدام التركيبة ذاتها لعلاج حالات الاضطرابات المرضية المختلفة كاضطراب خلل الانتباه وفرط الحركة بعد موافقة مؤسسة الغذاء والدواء الامريكية ( FDA ) إلا أن استخدامها لغاية التنحيف محظوراً بقرار صادر عن المؤسسة ذاتها .  

يرافق استخدام أدوية التنحيف باختلاف أشكالها الصيدلانية عدد من الأعراض الجانبية كاضطرابات المعدة , الإمساك , الصداع والتقلبات المزاجية .

ويذكر أن معظم أدوية التنحيف ليست إلا خليطا من الكافيين (البنين) ومدرات البول ولذلك ينخفض الوزن بالفعل في الأسابيع الاولة لاستخدامها ويُعاود الجسم اكتساب الوزن من جديد فضلا عن ذلك ، فان استخدام الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة لمدرات البول يزيد فرصة اصابتهم بالجفاف الذي يرافقه مُضاعفات خطيرة تهدد حياة الانسان .

تجدر الاشارة الى أن السعي لفقدان الوزن يتطلب تغيير جملة العادات الغذائية واليومية السلبية واستبدالها بأخرى صحية وليس فقط لفقدان الوزن، وإنما للحد من اكتساب الوزن الغير صحي وبالاعتماد على أدوية التنحيف فان ذلك لا يدفع الشخص الذي يُعاني من السمنة الى تغيير عاداته السلبية , كما ويجب التنويه الى أنه ﻻ يمكن الاستمرار باستخدام أدوية التنحيف لفترة زمنية طويلة وسيُعاود الجسم اكتساب الوزن كما في السابق عند التوقف عن تناولها .  

تتوافر العديد من الأدوية المخصصة للتنحيف والموافق عليها من مؤسسة الغذاء والدواء وتتميز بكونها آمنة وفعالة حالها حال الأدوية الأخرى التي أصدرت المؤسسة الموافقة عليها , ولا تعني الموافقة عدم مرافقة استخدامها لأية أعراض جانبية وتدل بشكل كبير كونها آمنة وفعالة إلى حد مطمئن مقارنة بتلك التي لم يتم الموافقة عليها .