فرح عطيات

عمان ـ أظهرت دراسة متخصصة أن ” تأثير الفيروس التاجي كوفيد-١٩على النشاط الاقتصادي للأردن والدول، يستدعي إعادة النظر بشأن الأعمال المسؤولة عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإعادة تصميم سلاسل التوريد لتقليل التلوث البيئي وانتشار الأمراض”.
وأشارت الدراسة البحثية، الصادة عن جامعة برمنغهام البريطانية أمس، الى أن ” هذه التعديلات لها انعكاسات بيئية يمكن أن تساهم في الحد من الآثار السلبية المرتبط في عملية زيادة مشاركة الشركات في الأسواق الدولية بتغير المناخ”.
وبينت أن “تفشي الفيروس التاجي شهد تغييرات واسعة النطاق في السلوك البشري، مما شجع الشركات على تغيير العمليات الانتاجية اليومية من خلال السماح للموظفين بالعمل من المنازل، ما قلل من نسب الازدحام وعزز من جودة الهواء.”
الا أن “تطوير حلول فعالة طويلة الأمد للحد من تغير المناخ مهمة صعبة للغاية”، وفق معد الدراسة البروفسور في الجغرافية الاقتصادية والمشاريع جون بريسون.
واستند في رأيه على أن “تطوير الحلول ينطوي على ضرورة أحداث تغييرات جذرية في الطرق التي نعيش بها، والتي تشمل في البداية تكيفًا تدريجيًا طفيفًا، ولكنه سيتطلب بسرعة تغييرًا ثوريًا”.
“وسلط الفيروس التاجي كوفيد -١٩ الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة بالسفر الدولي، فيما ترتبط عملية زيادة مشاركة الشركات في الأسواق الدولية، والتجارة الحرة والسياحة الدولية، بالعديد من الفوائد، ولكن لها كذلك العديد من المشكلات المحتملة، مثل المساهمة في التلوث البيئي وانتشار الأمراض”.
ومع ذلك في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، تم تحديد فيروس جديد يؤثر على سكان مقاطعة ووهان الصينية، وبحلول ٢٣ كانون الثاني (يناير)، تم إيقاف النقل من والى المدينة للحد من انتشاره.
ومنذ ذلك الحين، كان ظهور الفيروس التاجي أو كوفيد -١٩ له تأثير فوري، وربما قصير إلى متوسط الأجل على تغير المناخ، والتي “يمكن القول بأنها أكثر أهمية وفورية وفعالة”، وفق بريسون.
ونشرت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (وكالة ناسا) مؤخراً صور ملتقطة من الأقمار الصناعية للصين تسلط الضوء على الانخفاض الكبير في التلوث، خاصة ثاني أكسيد النيتروجين(NO2) ، الذي حدث هذا العام.
ينبعث ثاني أكسيد النيتروجين من المركبات الآلية، والمنشآت الصناعية، ومحطات الطاقة، فق وقت حذر فيه برنامج الامم المتحدة للبيئة من أن “أي تأثير بيئي إيجابي في أعقاب هذا الوباء، يجب أن يكون في تغيير عادات الإنتاج والاستهلاك في العالم بشكل أكثر خضرة وأنظف، لأن التحولات النظامية طويلة الأجل فقط هي التي ستغير مسار مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي:
كما لا بد من “التفكير لدى تصميم حزم التحفيز الاقتصادي التي تتكون من البنية التحتية، هناك فرصة حقيقية للأردن والدول، لتلبية هذا الطلب بإرفاق الحزم الخضراء من استثمارات في الطاقة المتجددة، والمباني الذكية، والنقل العام الأخضر “.
ووفق الدراسة ذاتها فإن “الأفراد سيغيرون من سلوكهم لفترة وذلك لمحاولة تجنب المخاطر الفعلية أو المتصورة المرتبطة بالفيروس التاجيـ وظهور عدوى فيروسية جديدة أخرى، ولكن لا يمكن التنبؤ ان كانت ستؤدي إلى تغيير على المدى الطويل”.

farah.alatiat@alghad.jo