أسباب الخوف من الظلام
٠٨:٠٥ ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٩
}
الخوف من الظلام
يستعدّ الجميع في أوقات الليل للنوم دون تفكير، لكن حوالي ما نسبته 10٪ من البالغين في وقت النوم لا يشعرون بالراحة بسبب الخوف من الظلام أو ما يسمى برهاب الليل (النيكتفوبيا)، إذ يمكن أن يُسبب مشكلات الأرق والقلق والاكتئاب، والخوف من الظلام أمر شائع ومتوقع في سن الطفولة بدءًا من سن الثانية تقريبًا، ويُنظر إليه على أنه جزء طبيعي من التطور إذ يبدأ الأطفال في فهم العالم من حولهم، كما يخلقون سيناريوهات مخيفةً تبدو واقعيةً للغاية بالنسبة لهم، وتُعدّ كل هذه الأفكار هي حقائق ممكنة للطفل، كما أظهرت الدراسات التي تركز على رهاب الليل أن البشر غالبًا ما يخشون الظلام نتيجة عدم وجود أي منبهات بصرية، لكنّ الإفراط في الشعور بالخوف وتأثيره على أنماط الحياة والنوم يُلزم زيارة الطبيب[١][٢].
‘);
}
أسباب الخوف من الظلام
تتعدد أسباب الخوف من الظلام، ومن أبرزها[٣]:
- الخوف من الظلام ينشأ عمومًا من تجربة مؤلمة في الماضي، كطفل تُرك في الظلام كعقاب.
- الأشقاء والأصدقاء مسؤولين أيضًا عن غرس الخوف من الظلام، فتعريض الشخص لأحد المقالب المرعبة يؤدي إلى الخوف من البقاء لوحده في الظلام خاصةً وإن كانت ردة الفعل قويةً.
- الأفلام والبرامج التليفزيونية التي تصور رعب الظلام والدم والأشباح والجن، وغيرها من الأنشطة غير الطبيعية في غياب ضوء النهار وحلول الظلام، وتعدّ غالبًا سببًا بالخوف عميق الجذور من الظلام في عقل الإنسان.
- العنف المنزلي والاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة ليلًا.
- حوادث السيارات وغيرها من الأحداث المدمرة أو المؤلمة، فمن المعروف أن المراهقين والأطفال الصغار يتفاعلون بطريقة مختلفة تمامًا مع مثل هذه الأحداث، فقد يكون أحد الردود على مثل هذه الحوادث هو الخوف المستمر من الليل أو الظلام.
- عدم الشعور بالأمان أو الحماية في الظلام بسبب الإحساس بأن خطرًا قد يصيب حول الإنسان من تلك الظّلمة، فأظهرت الدراسات المهتمة برهاب الليل أن البشر غالبًا ما يخشون الظلام بسبب افتقاره إلى أي محفزات بصرية، بمعنى آخر يخاف الناس من الليل والظلام لأن العين لا تستطيع رؤية ما يحيط به.
أعراض الخوف من الظلام
تختلف أعراض الخوف من الظلام من شخص لآخر ووفقًا لشدة حالته، وعمومًا توجد بعض المعايير التشخيصية الشائعة لجميع الأشخاص المصابين بالرهاب من الظلام والتي تميز هذه الحالات عن حالات الخوف البسيطة منه، إذ تشمل هذه الأعراض أعراضًا جسديةً وشعوريةً، وتتلخص فيما يلي[١]:
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
- مشكلة في التنفس.
- تسارع نبضات القلب.
- ضيق الصدر.
- الارتجاف والقشعريرة.
- الشعور بالمرض بالغثيان والصداع.
- اضطراب في المعدة.
- التعرق .
- الشعور بالقلق أو الذعر.
- الحاجة الشديدة للهرب من الغرف المظلمة.
- فقدان السيطرة أو الشعور بالجنون.
- الشعور بفقدان الوعي أو المشارفة على الموت.
- الشعور بالعجز نتيجة الخوف.
علاج الخوف من الظلام
إذا كان الشخص يعاني من الأعراض السابقة لمدة تزيد عن ستة أشهر فهو مصاب بالخوف من الظلام، وعليه اتخاذ الخطوات التالية للتغلب على هذا الخوف وعلاجه[٤][٢]:
- الاسترخاء قبل النوم، بمنح النفس وقتًا كافيًا لتستريح قبل الذهاب إلى السرير، وإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية قبل نصف ساعة على الأقل من النوم، وتجنب الكافيين في وقت متأخر، كما يمكن القيام بشيء لطيف كالقراءة أو الاستماع لموسيقى هادئة.
- تجربة التأمل لمدة عشر دقائق قبل النوم بالجلوس والتركيز على التنفس العميق، وإبعاد كل الأفكار التي تثير القلق.
- تَجنُّب القيام بأي شيء من شأنه أن يجعل الإنسان أكثر خوفًا أو قلقًا، مثل مشاهدة الأخبار المسائية أو برنامج تلفزيوني عنيف يثير الهلع.
- تَجنُّب ما يثير الإجهاد والقلق في الليل، مثل الواجبات المنزلية في وقت متأخر أو محادثة جادة مع أحدهم.
- الابتعاد تدريجيًا عن الضوء دون الحاجة لإغلاق جميع الأنوار في وقت واحد، فيجب أن العلم أن النوم في الظلام يمنح نومًا أعمق وأكثر راحة من النوم بوجود الضوء، وتذكر هذا كنقطة بداية لتشجيع نفسك على النوم في الظلام، فإذا كان الشخص ينام بوجود الضوء الكامل يمكنه أن يبدأ بتخفيف الأضواء قليلًا قبل أن يذهب إلى السرير، أو حتى أن يغلق بعض الأنوار إذا استيقظ في منتصف الليل، فهذا يمكنه المساعدة على التعود على النوم في الظلام.
- التحدث مع النفس بعبارات مثل (ستكون على ما يرام مع النوم دون ضوء، أو مع وجود ضوء آخر في الغرفة الأخرى يسلل لغرفتك نورًا خفيفًا).
- ترك القليل من الضوء إذا كانت توج حاجة له، فلا خجل من استخدام إضاءة ليلية أو مصابيح منخفضة الإضاءة، إن كان هذا يخفف المخاوف، كما يمكنه المساعدة على التنقل بسهولة إذا استيقظ الشخص واضطر إلى الذهاب إلى الحمام مثلًا، إذ إن الكثير من الناس ينامون مع القليل من الضوء، فليس من الضروري النوم في ظلام دامس للتعامل مع الخوف من الظلام.
- محاولة النوم الإنسان لوحده، فإذا كان خائفًا من الظلام فقد يرغب في النوم في نفس سرير الوالدين أو الإخوة، لكن إذا كان يريد حقًا التغلب على هذا الخوف، فعليه أن يتعلم أن يرى سريره الخاص كمكان آمن يمكنه البقاء فيه بنفسه.
- تغيير الأفكار حول الظلام، إذ إن أحد أسباب الخوف من الظلام هو الشعور بأن الظلام مخيف أو فظيع أو غامض أو فوضوي أو ما شابه ذلك من الأفكار السلبية، وإذا كان الشخص يرغب في البدء بتقبل الظلام فعليه أن يعمل على تكوين أفكار إيجابية تجاهه، مثلًا أن يكتب كل الأفكار المرتبطة بالظلام، ثم يشطبها أو يمزق الورقة ثم يكتب أفكارًا أكثر إيجابيةً، وإذا لم يرغب بهذه الطريقة فيمكنه نطق هذه الأفكار بصوت عالٍ.
- عدم الخجل من الخوف فكلما زاد الانفتاح على المشاعر يمكن التعامل معها بسرعة، وبغض النظر عن العمر فلا داعي للحرج من المخاوف لأن كل شخص لديه خوف من شيء معين إذ أظهرت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 40٪ من البالغين اعترفوا بخوفهم من الظلام، بل على العكس يجب أن يكون الإنسان فخورًا بنفسه لكونه صادقًا مع نفسه ويرغب باتخاذ خطوات لمعالجته.
- طلب المساعدة إذا وجدت الحاجة إليها، فالأفضل طلب المساعدة من الطبيب لأن قلة النوم خوفًا من الظلام يمكن أن تسبب العديد من المخاطر الصحية الأخرى، ويمكن للطبيب أن يساعد في تحديد طريقة العلاج الأنسب،و قد تتضمن خطة العلاج التي يقترحها المعالج ما يلي:
- العلاج بالتعرض للظلام، فهذا يساعد الكثيرين على التغلب بنجاح على الرهاب، ويستخدم هذا النوع من العلاج إما بالتعرض لتخيل مواقف معينة في الظلام أو المواجهة المباشرة مع الظلام، أو أي أسلوب آخر يساعد على التأقلم مع الموقف والتغلب عليه.
- التأمل وتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتمارين الرياضية التي تساعد على تهدئة العقل بالتركيز على الاعتراف بالأفكار والمشاعر دون التفاعل العاطفي معها، والتخفيف من حدة التوتر والذعر والأعراض الجسدية المرتبطة بالرهاب من الظلام.
المراجع
- ^أب“What Is Nyctophobia and How Is It Treated?”, healthline, Retrieved 2019-11-10. Edited.
- ^أب“Are You Too Afraid of the Dark?”, Tuft and Needle, Retrieved 2019-11-10. Edited.
- ↑“Fear of Darkness Phobia – Nyctophobia”, fear of, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑“How to Not Be Afraid of the Dark”, wikiHow, Retrieved 2019-11-9. Edited.