نقدم لكم اليوم معلومات حول حرب القرم حيث تعتبر واحدة من الحروب الهامة التي دارت بين الدولة العثمانية وحلفائها، والدولة الروسية، وقد نسبب التعصب الديني السبب الرئيس لهذه الحرب، بالإضافة إلى الرغبة في السيطرة على القوى العالمية، وهذه الحرب تعتبر واحدة من أهم الحروب في تاريخ الروس والأتراك في القرن التاسع عشر، وعبر المقال التالي من موسوعة سنتعرف بالتفصيل على أسباب هذه الحرب والنتائج التي أفضت إليها فتابعوا معنا هذا المقال.
أسباب حرب القرم
كانت شبه جزيرة القرم واحدة من المناطق الواقعة تحت النفوذ الروسي قبل أن تنفصل عنه في القرن العشرين، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي تتمتع بحكم ذاتي، وتقع داخل نطاق الدولة الأوكرانية.
وقد كانت حرب القرم من الحروب العنيفة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الجنود، والتي انتهت بهزيمة الروس.
أما فيما يخص الأسباب التي أدت إلى اندلاع حرب القرم في الفترة ما بين عامي 1853 وحتى عام 1856 ميلادية، فقد انقسم المؤرخون حولها، فما بين زيادة الأطماع الروسية في السيطرة على مناطق نفوذ الدولة العثمانية التي كانت قد أصابها الوهن في هذا الوقت، وما بين زيادة التطلعات الاستعمارية للدول الأوروبية في القضاء على الدولة العثمانية التي امتدت رقعتها لتشمل بلادًا امتدت في قارات ثلاثة كانت هذه الحرب.
ويرجع المؤرخون السبب الحقيقي وراء هذه الحرب هو التعصب الديني، حيث كان القيصر الروسي آنذاك “نيكولا الأول” في السيطرة على الأماكن المقدسة للمسيحيين في القدس، وفرض الحماية على المسيحيين الأرثوكس الموجودين بالدولة العثمانية، وهو الأمر الذي رفضته فرنسا الكاثوليكية التي كانت قد فرضت سيطرتها بالفعل على المقدرات المسيحية بالقدس.
بينما يقول آخرون، أن حماية الأرثوذكس التي ادّعاها الروس، كانت تقف وراءها أطماع استعمارية، ترغب في مد نفوذ القيصرية الروسية إلى البلدان الأوروبية، وهو الأمر الذي لاقى رفضًا واسعًا من الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا العظمى، التي رأت في التوسع الروسي تهديدًا لنفوذها على المستعمرات الهندية، ورأت فرنسا أن روسيا تهدد نفوذها على الأراضي العثمانية، ما أدى إلى تحالفهم مع الدولة العثمانية في حربها ضد الروس.
أحداث حرب القرم
بدأت أحداث حرب القرم حينما قامت القوات الروسية التي يقدر عددها بعشرات الآلاف من الجنود الذين اختلف المؤرخون في تحديد عددهم ما بين ثلاثين ألف جندي أو ثمانين ألف جندي، قاموا باقتحام منطقة البلقان التي تقع على الحدود الروسية العثمانية، والتي تعرف حاليا باسم دولة رومانيا.
أثار هذا الاعتداء استياء الدول الأوروبية التي رأت تهديدًا لنفوذها في تلك المنطقة، فتحالفت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، والتي كانت تُعرف في هذا الوقت باسم مملكة سردينيا” مع الدولة العثمانية، مع بعض الدول الأخرى مثل تونس ومصر، وقام التحالف بإرسال جنوده الذين قاموا باحتلال شبه جزيرة القرم التابعة للسيطرة الروسية، ودارت معارك دموية بين الفريقين انتهت بانتصار الدولة العثمانية وحلفائها.
نتائج حرب القرم
وكانت من أهما النتائج التي أفرزتها حرب القرم، ما يلي:
- انعقد مؤتمر السلام في باريس في عام 1856 ميلادية، والذي استمرت مفاوضاته شهرًا كاملًا، وكان هذا المؤتمر قد تم بدعوة من النمسا إلى فرنسا أن تقبل الصلح مع الحلفاء الأوروبيين دون قيد أو شرط، وقبل القيصر الروسي هذا العرض حينما رأى الخسائر التي حلت به، والموارد التي تم استنزافها في الحرب.
- عملت هذه الحرب على وقف التطلعات الاستعمارية للدولة الروسية، وتهديدها لمصالح الدول الأوروبية المتحالفة.
- أجبرت هذه المعاهدة روسيا على سحب نفوذها على البحر الأسود حيث كان من بين بنود المعاهدة إعلان حياد البحر الأسود.
- بعد انتهاء الحرب وانتصار الدولة العثمانية، التي خرجت من هذه الحرب يثقلها الإنهاك، لأنها تم الزج بها إلى تلك الحرب على الرغم من حالة الوهن والضعف التي كانت تعاني منها.
- ازداد نفوذ الدول الأوروبية، بريطانيا وفرنسا، في المناطق التي تسيطر عليها الدولة العثمانية، كما أنها قد حاكت المؤامرات للقضاء عليها تماما، وهو ما تم بالفعل في عام 1908.
- قضت معاهدة باريس التي تم إبرامها عقب الحرب بالمحافظة على سيادة واستقلال الدولة العثمانية، وهو ما لم يحدث في الواقع حيث قامت الدول الأوروبية باستعمار أجزاء منها، كما أثارت التحريض على الانفصال والاستقلال لدول أخرى، مما أضعف الدولة العثمانية وهنًا فوق الوهن التي كانت تعاني منه، وكانت منهمكة في تدبير أمورها الداخلية.



