‘);
}

الرزق

قضية الرزق من أهمّ القضايا التي تشغل بال الكثيرين من النّاس على اختلاف معتقداتهم وأصولهم، ويظهر ذلك في حديثهم فيما بينهم وفي طبيعة انشغالاتهم،[١] ومسألة الرزق مسألةٌ حاضرةٌ بقوّةٍ في دين الإسلام؛ فقد قرّر القرآن الكريم في مواضع كثيرةٍ على حقيقة أنّ الله هو الرّزاق، فقال -عزّ وجلّ-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)،[٢] وأمر المولى -سبحانه- عباده بأن يمشوا في مناكب الأرض، وأنْ يبتغوا ما قدّر الله لهم من رزقٍ، وقد سخّر لهم -سبحانه- كلّ أنواع المعايش، وفي ذلك يقول المولى سبحانه: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا)،[٣] وقال: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ)،[٤] ولأنّ البشر يخافون على أرزاقهم؛ فقد طمأن الله -تعالى- عباده بأنّ أمر الرّزق بيده سبحانه، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،[٥][٦] وعلى المسلم أنْ يُفرِّق بين الأسباب ومسببها، فالله -عزّ وجلّ- هو مقدّر الأسباب ومسخّرها لخلقه، أمّا الوظائف والأعمال والتّجارات وغيرها ما هي إلّا أسباباً للرّزق الذي قدّره الله -تعالى-، وجعْلُ الأسباب بمنزلة المسبّب اختلالٌ في العقيدة، لذا كان حريٌّ بالمسلم أنْ يوقن أنّ الله هو الرّزاق، وقد قدّر لهذا الرّزق أسباباً، وعليه أنّ يأخذ بأسباب الرّزق مع اليقين الكامل على أنّ الله هو الرازق والمدبّر لعباده أسباب الرّزق،[٧] ومن سنن المولى -تعالى- في مسألة الرّزق أنْ جعل أسباباً يُبارك فيها رزق العباد، وأسباباً أخرى تكون سبباً لضيق أرزاقهم وانتزاع البركة منها؛ فما هي أسباب ضيق الرّزق؟

أسباب الضيق في الرزق

لضيق الرّزق أسبابٌ كثيرةٌ، وقد جلّى أهل العلم هذه الأسباب تحذيراً منها، ودعوةً إلى تجنّبها، ويمكن القول أنّ من أهمّ هذه الأسباب ما يأتي:[٨]