كثيرا ما نرى اللب الأجوف في البطيخ عند شراءه، حيث يتبادر إلى الذهن في حينها أنه ثمر فاسد، وضار جدا على الصحة، ومن الممكن أن يؤدي إلى أمراض عدة منها السرطان، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، فعندما تصاب البطيخ باضطراب اللب الأجوف لابد وأن يكون هناك سببا ورائها عند زراعتها
ظاهرة اللب الأجوف في البطيخ
يخطأ من يعتقد بأن اللب الأجوف في البطيخ مرضا، وأن هذا الشرخ من الممكن أن يؤثر بالسلب على الصحة أو على نوعية ومذاق البطيخ، حيث تؤثر زراعة البطيخ بهذا الشكل على المزارعين في كل أنحاء العالم، بسبب خوف التجار والمستهلكين من شراء البطيخ بهذا الشكل .
وقد أقيمت دراسة في جامعة ديلاوير على يد ( غوردون جونسون ) وهو خبير لدى الوكالة الحكومية الأمريكية لوزارة الزراعة، واستاذ مساعد في كلية علوم النباتات والتربة في جامعة ديلاوير حول هذه الظاهرة ، والتي اهتم فيها بمباعدة المسافة بين الملقحات بالتدرج، حيث انتهت الدراسة على نتيجة مهمة وهي أن زيادة المسافة بين مصدر الإلقاح والبطيخ يرفع من نسبة إصابتها بظاهرة اللب الأجوف، ويخفف من كثافة النسيج المكونة للبطيخة نفسها .
وأشار أيضا بأن من أحد أهم المشاكل أن التنبؤ بهذه الظاهرة من قبل المزارعين من الصعب حدوثه، فهو ليس بمرض فطري أو بكتيري يمكن تجنبه أو القضاء عليه، ولا يمكن علاجه بالمبيدات الحشرية أو الأسمدة والمخصبات الزراعية المعروفة عند المزارعين .
حل المشكلة
يشير أيضا البروفيسور جونسون أن حل مشكلة اللب الأجوف من أكثر المشاكل التي واجهته، لذلك قام بالكثير من الدراسات، أهمها التي تمت في عام 2010 والتي كانت بهدف تحديد كمية الإلقاح المتوفر للبطيخ ، والذي تكون فيه ثمرات البطيخ على مسافات بعيدة أو قريبة من مصدر الإلقاح .
كما قام أيضا بهذه الدراسة على ثمرات البطيخ التي ليس بها بذور، ووجد أن هذه الظاهرة حدثت للأسف لهذا النوع أيضا، وذلك لأن أغلبية المزارعين يعتمدون على زراعة هذا النوع من البطيخ بشكل كبير ، على الرغم من كونه بنظام معقد لأنه يتطلب نبتة ملقحة التي لابد أن تكون من النوع ذو البذور
زراعة البطيخ ذات اللب الأجوف
بشكل عام زراعة هذا النوع من البطيخ تتم عن طريق نبتة ملقحة واحدة ذات بذور كل ثلاثة نبتات من عديمة البذور، وذلك حتى توفر البطيخة التي بها بذور لكل ثلاث بطيخات عديمة البذور والتي لا تستطيع إنتاج إلقاح قابل للحياة .
وقد اكتشف البروفسور جونسون أيضا بأن نسيج البطيخ يلعب دورا مهما في احتمالية حدوث ظاهرة اللب الأجوف، حيث رأى في تجربته أيضا أن الأنواع ذات الكثافة القليلة في نسيجها لديها قابلية أكثر لتكون اللب الأجوف، عن الأنواع ذات الكثافة القليلة .
كما أن حالة الطقس تؤثر في ظهور هذه الظاهرة، حيث تحدث أكثر في ظروف الطقس السيئة والليالي الباردة، حيث تكون البراعم معرضة أكثر لها، ومن النادر العثور على هذه الظاهرة في باقي أيام السنة .
عوامل ظهور اللب الأجوف
هناك ثلاثة عوامل تؤثر في وتيرة حدوث اللب الأجوف وهي كالتالي :
1- احتمال عدم توفر القدر الكافي من الالقاح، والذي يتم انتاجه عادة من طرف ذكور البراعم في النباتات الملقحة.
2- تحدث مشكلة انتقال حبوب اللقاح من الملقحات إلى النبات عديمة البذور من النحل الذي قد لا يكون بالمستوى العالي المطلوب .
3- طبيعة اللقاح المنتج، والذي لا يكون قابلا للحياة من الأساس .
الخلاصة
أن ظاهرة القلب الأجوف أو اللب الأبيض ليس لها علاقة بالنيتروجين أو الري، ولكن يرتبط بشكل أكبر بالتلقيح وبالأحوال الجوية الذي تم فيها التلقيح، فقلة التلقيح يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون النبات وهو المتحكم في نمو أنسجة البطيخ مما يؤدي إلى اللب الأجوف .