الجهاز العصبي هو جهاز مهم جدا في جسم الإنسان ، فهو من أول الأشياء التي تتطور خلال مرحلة الأجنة ، تبدأ هذه الأعضاء كنسيج صغير يعرف باسم الأنبوب العصبي ، وأي عيب في الأنبوب العصبي يؤثر على أهم أعضاء الجنين كالدماغ والحبل الشوكي والأعصاب .
ما هي عيوب الأنبوب العصبي ؟
خلال المرحلة المبكرة من الحمل عندما ينمو الجنين ، يتكون الأنبوب العصبي عادة خلال أسبوعين من الحمل ، هذا الأنبوب عبارة عن هيكل صغير يشبه الشريط ويتطور فيما بعد إلى الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب ، وإذا حدث خلل في هذا الأنبوب سينتج عنه مشاكل في تطور الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب أيضًا ، وتعرف مجموعة هذه العيوب التي تؤثر على هذه الأعضاء الحيوية باسم عيوب الأنبوب العصبي ، ومن المحتمل أن يكون السبب المسبب لهذه المشاكل يبدأ خلال الشهر الأول من الحمل .
هناك نوعين من عيوب الأنبوب العصبي : العمود الفقري المشقوق حيث لا ينغلق العمود الفقري في الجنين بشكل صحيح ويبرز خارج الجسم ، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب التي قد تسبب الشلل في الساقين وسيطرة سيئة على البراز والمثانة ، وهذا هو الشكل الأكثر شيوعًا من عيوب الأنبوب العصبي ، والنوع الآخر هو انعدام الدماغ وهو شكل أكثر شدة ، حيث تمتد بعض أجزاء الدماغ إلى النخاع الشوكي ، وهذا يعني أن نصف الدماغ تقريباً لم يكتمل ، مما يؤثر على آداء النصف الآخر أيضًا ، فغالبا الأطفال المولودين بهذه الحالة يولدون ميتين أو لا يبقون على قيد الحياة لفترة طويلة .
أسباب عيوب الأنبوب العصبي
العيوب الخلقية العصبية شائعة جدا واحتمالية ولادة الطفل بعيب الأنبوب العصبي هي 1 من كل 1000 ، وتحدث العيوب الخلقية العصبية بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب ، وأكثرها شيوعًا هي الوراثة ، فإذا كان أي شخص في العائلة ، حتى العائلة الممتدة قد أنجب طفلاً يعاني من عيوب الأنبوب العصبي ، فإن الفرصة تزيد تلقائيًا .
من الأسباب الأخرى الشائعة لخلل الأنبوب العصبي لدى الأطفال الرضع :
نقص حمض الفوليك
حمض الفوليك أو فيتامين (ب) مهم جدا للنمو الصحي للجنين ، هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل الأطباء يصفون ببدء تناول مكملات حمض الفوليك إذا كانت الأم تخطط لحمل رضيع ، فحمض الفوليك مهم جدا للحفاظ على النمو الصحي للهيكل الخلوي ، والذي يشكل في نهاية المطاف الجهاز العصبي ، وتنشأ مضاعفات عندما لا يكون هناك الكثير من حمض الفوليك في جسد الأم .
سكري الحمل
يقال إن الأم التي تعاني من السكري أثناء الحمل لديها فرص أكبر في ولادة طفل يعاني من خلل في الأنبوب العصبي ، حيث تتأثر الجينات المسؤولة عن الحالة بشكل مباشر بسبب مرض السكري .
الأدوية أثناء الحمل
في بعض الأحيان يمكن أن تتداخل بعض الأدوية لتؤثر على تطور الجهاز الجنيني ، والأدوية الأكثر شيوعا لحدوث هذا العيب أدوية السيطرة على النوبات وهي تزيد من خطر عيوب الأنبوب العصبي في الجنين .
التدخين
من المعروف أن النيكوتين والدخان يدمران احتياطيات حمض الفوليك في جسم الأم ، ويزيدان من فرصها في إنجاب طفل يعاني من خلل في الأنبوب العصبي .
كيف يتم تشخيص خلل الأنبوب العصبي ؟
يتم اكتشاف عيوب الأنبوب العصبي بسهولة من خلال الموجات فوق الصوتية بعد 15 أسبوعًا من الحمل ، فإذا اكتشف الطبيب وجود خلل ، يمكن إجراء فحص موجات فوق صوتية مفصلة يسمى فحص الشذوذ في الأسبوع الثامن عشر من الحمل لفهم النوع الدقيق لخلل الأنبوب العصبي الذي يعاني منه الجنين .
علاج عيوب الأنبوب العصبي
هناك خيارات علاج متاحة لبعض أشكال عيوب الأنبوب العصبي :
شلل الحبل الشوكي الخفيف : يمكن تصحيح الحالات ذات السنسنة المشقوقة المفتوحة ، وإذا كان يوجد ثقب في الحبل الشوكي أو إذا كان جاحظ من الجسم كل ذلك يتم تصحيحه من خلال الجراحة ، شكل آخر من أشكال عيب الأنبوب العصبي حيث يوجد تراكم السوائل في وحول الدماغ وينطوي على زرع أنبوب مجوف صغير لتصريف السوائل ، ويمكن علاج أعراض أخرى من عيوب الأنبوب العصبي مع الأدوية أو القسطرة .
من عيوب الأنبوب العصبي الشكل الأكثر حدة مثل عدم وجود الدماغ وهذا ليس له أي خيار علاجي متاح لأن الأطفال سيكونون غير قادرين على البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة .
هل عيوب الأنبوب العصبي المعروفة تسبب حالات الإجهاض ؟
لا توجد سجلات تشير إلى أن عيوب الأنبوب العصبي تسبب الاجهاض ، فعادة ما يولد الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة بشكل طبيعي ، فقط الأطفال الذين يعانون من حالة حادة يموتون بعد الولادة بوقت قصير .
أيضا يقرر معظم الناس إنهاء حملهم إذا اكتشفوا أن طفلهم يعاني من خلل عصبي حاد وليس لديه أي فرصة للبقاء على قيد الحياة بعد ولادته .
منع عيوب الأنبوب العصبي
أسهل طريقة للوقاية من العيوب الخلقية العصبية هي التأكد من تناول كميات كافية من حمض الفوليك قبل وأثناء الحمل ، والمكملات الغذائية بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك يمكن أن يساعد على تلبية الاحتياجات اليومية من 500 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميا .
من المهم أيضًا جمع المعلومات عن تاريخ العائلة لمعرفة ما إذا كان هناك أي ولادة مع عيوب الأنبوب العصبي في تاريخ العائلة ، كما يجب على النساء اللاتي يتناولن الأدوية للسيطرة على النوبات أن يتحدثن إلى طبيبهن حول مواصلة الأدوية أثناء الحمل .