أسرار لا تعرفها عن عالم البحار

قد تذهب في إحدى أيام الصيف المشمسة إلى شاطئ البحر وتجده هادئاً، فيُخيَّلُ إليك أنَّه لا كائنات فيه؛ ولكن في الواقع، يوجد فيه عالمٌ ثانٍ على عمق آلاف الكيلومترات يضج بالحياة، إذ هناك الكثير من الكائنات التي تدافع عن سيادتها، وأخرى همها الوحيد أن تبقى على قيد الحياة؛ بدءاً ممَّا لا يتجاوز طوله الخمسة سنتيمترات، وصولاً إلى أكبر الحيوانات الحية التي قد يبلغ طولها أكثر من 33 متراً. سنذكر في هذه المقالة العديد من أنواع الحيوانات البحرية.

Share your love

ولعلَّنا نذكر من أنواع الحيوانات البحرية ما يأتي:

1. الجمبري:

الجمبري

يعدُّ الجمبري أصغر هذه الكائنات، حيث لا يكاد طوله يتجاوز الـ 5 سنتيمترات، وهو يعيش حول الشعب المرجانية، ويمتلك نوعاً فريداً من المخالب يشبه تماماً “المسدس” في عمله، حيث يطلق من خلاله فقاعة ماء فائقة السرعة تفتك بكلّ ما يقع في طريقها.

2. الحوت الأزرق:

الحوت الأزرق

يُصنَّف الحوت الأزرق كأكبر الكائنات الحية بوزن يتجاوز 120 طناً، مسجلاً بذلك أرقاماً قياسية، حيث يزن كبده بمفرده نصف طن، وعظمه عشرين طناً، وعضلاته خمسين طناً؛ كما يتجاوز طول زعنفته الـ 5 أمتار، ويبلغ عرض ذيله 7 أمتار.

يُصنَّف الحوت من الثدييات وفقاً لعدة معايير؛ فهو يتنفس من رئتيه، ويعدُّ من ذوات الدم الحار، إضافة إلى أنَّه يُرضِّع صغاره الحليب، وله زوجان من الأطراف؛ ورغم أنَّ زعانفه تبدو وكأنَّها زعانف سمكة، إلَّا أنَّ عظامها الداخلية مرتبة بطريقة مماثلة لتركيب ذراع الإنسان؛ أي أنَّ فيها لوحاً كتفياً وكتفاً وذراعاً أمامية وخمس أصابع؛ أضف إلى أنَّ زعانفه الذيلية أفقية وليست رأسية كما في باقي الأسماك، ويتحرك ذيله في الماء بالاتجاهين العلوي والسفلي، فيتحرك وفقاً لذلك بتموجات رأسية (علوية وسفلية) للجسم، بينما تتحرك الأسماك الأخرى بالاتجاهين الأيمن والأيسر.

إذا شاهدت في أحد الأيام حوتاً أزرق اللون، فستلاحظ أنَّه يطفو على سطح الماء كلَّ عشرين دقيقة تقريباً، ولا عجب في ذلك كونه يتنفس من خلال فتحات أنفه التي توجد في أعلى قمة رأسه.

3. الحوت القاتل:

الحوت القاتل

الغريب في هذا النوع من الحيتان أنَّ طول الإناث يعادل نصف طول الذكور الذي يبلغ عشرة أمتار ويزن عدة أطنان، ويعدُّ من أشد الحيوانات البحرية شراسة وعدواناً، حيث يحتوي فكاه على أسنان مخيفة شبيهة بالأنياب.

أيضاً، غالباً ما تتجمع هذه الحيتان في مجموعات لتتربص بأعدائها، والتي قد تكون حيتاناً أخرى.

4. الحوت وحيد القرن:

الحوت وحيد القرن

يعيش هذا النوع من الحيتان في المنطقة المتجمدة الشمالية، ويعدُّ من أغرب الحيتان من ناحية الشكل الخارجي؛ إذ يملك الذكر ناباً حلزونياً من العاج طويلاً وثقيل الوزن، وقد يبلغ طوله ثلاثة أمتار.

عادةً ما يصطاد سكَّان الأسكيمو هذا الحيوان من أجل لحمه ودِهنه.

5. فراشة البحر:

فراشة البحر

تعيش في قاع البحر الأبيض المتجمد في شمال غرب روسيا، وعلى عمق يصل إلى 40 متراً في منطقة ذات ظروف مناخية قاسية.

تتميز فراشة البحر بإمكانية جعل جسمها شفافاً، ممَّا يساعدها على التخفي وحماية نفسها من الأخطار المتربصة بها في قاع المحيط.

6. قنديل البحر الشفاف:

قنديل البحر الشفاف

ينتمي إلى فصيلة الرخويات، ويمتاز بأنَّ جسمه يتكون من نسبة كبيرة من الماء تصل إلى 95% من وزنه؛ فهو يخلو من العظام والقلب والدماغ والدم والعيون، ويمتلك معدة وجهازاً هضمياً بسيطاً.

يتغذَّى هذا النوع من الحيوانات على يرقات وبيوض الأسماك، وتكمن خطورته في أنَّ سُمَّه قادر على قتل الإنسان في أقل من 5 دقائق.

7. القرش الحوت:

القرش الحوت

يبلغ طوله 12.65 متراً، ووزنه 36 طناً، كما يصل عرض فمه عندما يفتحه إلى متر ونصف تقريباً، ويحتوي على ثلاثمئة وخمسين صفاً من الأسنان؛ ورغم حجمه الهائل، إلَّا أنَّه لا يشكل مصدر خطر للغواصين الذين يدركون أنَّه يتمتع بحاسة بصر ضعيفة وسرعة بطيئة جداً في السباحة، لذا يمكن السيطرة عليه بسهولة.

8. حبار السبيط:

حبار السبيط

ينتمي إلى طائفة من قبيلة الرخويات تُسمَّى “الرأسقدميات”، وقد تبيَّن عند تشريحه أنَّه يمتلك ثلاثة قلوب منفصلة، يقع اثنان منها عند قاعدة الخياشم، والتي تتمثل وظيفتها في دفع الدم من الأعضاء إلى الخياشم ليُنقَّى من غاز ثنائي أوكسيد الكربون ويُحمَّل بالأوكسجين؛ ثمَّ يمرُّ الدم المنقَّى بعدها عبر القلب الثالث (المركزي)، والذي يدفعه بدوره إلى أعضاء الجسم المختلفة.

يتميز هذا الكائن بلون دمه الأزرق؛ وذلك نظراً إلى وجود مركَّب أزرق اللون يُسمَّى “الهيموسيانين”، والذي يحتوي على النحاس.

تمتلك فصيلة الرأسقدميات عموماً عيوناً تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ عيون الإنسان؛ إذ تتكوَّن كل عين من قرنية وعدسة وقزحية وغيرها من الصفات الأخرى المشتركة مع الإنسان؛ كما يمتلك حبار الأسكويد العملاق -الذي يعدُّ أكبر الرأسقدميات- أكبر عيون في العالم، حيث يبلغ حجم كل عين ضعف حجم كرة القدم تقريباً.

9. أسماك السلمون المرقط أو “التروت”:

أسماك التروت

تعدُّ من الأسماك المحببة لهواة الصيد، ويعيش بعضها في البحر ويتكاثر في الأنهار ويُعرَف بالتروت البحري؛ بينما يعيش بعضها الآخر دائماً في المياه العذبة والأنهار سريعة الجريان.

10. أسماك التونة:

أسماك التونة

تضع أنثى سمك التونة عدة ملايين من البيوض كلَّ عام، وذلك عند اعتدال الجو في أوائل فصل الصيف؛ وهي عبارة عن بيوض على هيئة كرات شفافة صغيرة لا يزيد حجمها عن حجم رأس الدبوس، وتسبح في أعماق البحر وحول شواطئ البحر المتوسط.

تمتاز أسماك التونة بألوانها الهادئة، حيث يتلون ظهرها بالأزرق المائل إلى السواد، بينما يتلون بطنها وجانبيها بلون رمادي يميل إلى الفضي.

من أغرب الظواهر التي لُوحِظت بشأن أسماك التونة هي اختفاؤها شتاءً من البحر المتوسط، وقد عُزِيَ ذلك قديماً إلى هجرتها إلى المحيط الأطلنطي (الأطلسي)؛ ولكن اتضح فيما بعد أنَّ السمك يغوص إلى الأعماق شتاءً، ويصعد ثانيةً إلى الأعلى في أوائل الربيع؛ وذلك لكي تضع الإناث بيوضها على الشواطئ الأكثر حرارةً والأقلّ عمقاً.

في الختام:

يمتاز عالم البحار والمحيطات بالغموض والأسرار التي يسعى جميع العلماء إلى سبر أغوارها واقتحام آفاقها، أملاً منهم في إشباع فضولهم المتعطش لمزيدٍ من خباياها المكنونة؛ فسبحان من خلقها وأبدع صُنعها.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!