‘);
}
أصل النوبة
تعرف النوبة بأنها مجموعة من القبائل التي تتقاسم المسكن في منطقة جغرافية معينة، داخل الجزء الجنوبي من ولاية كردفان، والتي تشتهر باسم “جبال النوبة”، فمعظم أصول القبائل النوبية الموجودة فيها غير معروفة بشكلٍ دقيق، ولكن لا شك في أن أصولهم تنحدر من القارة الأفريقية، فقد وصلت هذه القبائل قبل آلاف السنين من مناطق عدة، ليصل عدد القبائل فيها إلى أكثر من خمسين قبيلة تعود في انتمائها إلى النوبة، وقد جاوز إجمالي أعدادهم (٢.٥) مليون نسمة في وقتنا الحاضر.[١]
نبذة عن النوبة جنوب كردفان
تعرف هذه المنطقة باسم مرتفعات النوبة أو جبال النوبة، وتقع في جنوب كردفان، والتي هي مسكن العديد من الجماعات العرقية الأصلية، وتعرف بقبائل النوبة، حيث تحولت جبال النوبة في بداية القرن الثامن عشر موطنًا لمملكة “تقالي” بعدما فرضت نفوذها على الجبال والهضاب، أما موقع جبال النوبة ففي المنطقة الوسطى من الجنوب الغربي السوداني، بمساحة تقدر (٣٠٠٠٠) ميل مربع.
‘);
}
امتدادات ولاية جنوب كردفان
تنقسم ولاية جنوب كردفان إلى أربعة أقسام، وهي:
الجهة الغربية: حيث تتضمن بعض قبائل المسيرية العربية، وقبائل النوبة من عدة بطون مختلفة.
الجهة الشرقية “نوبة وعرب”: تشمل قبائل النوبة، وعدد من القبائل العربية والأفريقية كالحوازمة، وأولاد حميد، والمسيرية، وكنانة، والكبابيش، وبني فضل، وبعض من قبائل دارفور.
الجهة الشمالية: تشمل بعض القبائل الرعوية عربية الأصل وبعض من قبائل النوبة، والتي تطبعت بعادات وتقاليد قبائل شمال كردفان.
الجهة الجنوبية: تشتمل على منطقة “أبيي” وتسمى منطقة التماس بين الجنوب والشمال، خلال فترة الحرب الأهلية، ويحتوي على قبائل النوبة، وعدداً من القبائل الرعوية العربية والأفريقية.
وتنتشر قبائل النوبة في الجهات الأربعة، ويطلق عليها اسم “الجبال التسعة”، والتي تعبر عن عدد البطون الرئيسية لقبيلة النوبة، كما تشير بعض الروايات إلى أن عدد الجبال في ولاية جنوب كردفان هي تسعة وتسعون جبلًا بنفس العدد من القبائل النوبية.
عمل سكان النوبة
يعد القطاع الزراعي العمل الرئيسي والتقليدي لأغلب سكان النوبة، بالإضافة إلى عمل العديد منهم في القطاع الاقتصادي والمنشآت الحكومية في الوقت الحالي، كما ساهمت هجرات العمالة منذ مطلع القرن العشرين، بنشأة تجمعات نوبية كبيرة نوعًا ما، داخل المدن الكبيرة في السودان، كالأبيض، والخرطوم، وبورتسودان، كما هاجر العديد من النوبيين إلى المدن للعمل فيها جراء الحرب الأهلية، ولكنهم عادوا إلى جبال النوبة بعد انتهائها عام ٢٠٠٢م، كما امتاز النوبيون بصناعة الحديد، وانتقلت هذه الصناعة من النوبة إلى جميع أنحاء أفريقيا، وعمل النوبيون في صناعة النسيج أيضًا حتى يومنا هذا.[١]،[٢]
مسكن قبائل النوبة
تعد هذه القبائل خليطًا من القبائل التي تختلف بثقافتها ولهجتها الخاصة، فكانت هذه القبائل تسكن معظم مناطق كردفان، ولكن مع تكرار الهجمات من القبائل العربية في القرن السادس عشر، لجأت إلى جبال النوبة جنوب ولاية كردفان وجعلتها موطنًا له، وتعد قبيلة المحس من القبائل السودانية النوبية الكبيرة، والتي كانت تسكن منطقة المحس شمال النوبة، كما يسكنون معظم ولايات السودان، كولاية نهر النيل، وولاية الجزيرة، والخرطوم، والنيل الأبيض، وفي منطقة البطانة، وكسلا، والبحر الأحمر، وكردفان، وسكن، فيعتبر النوبيون من الشعوب الأصيلة، ويعد اسم النوبة مشتقًا من قبائل النوبة البدو، أو النوبادي، الذين سكنوا المنطقة في القرن الرابع الميلادي، وذلك عقب انهيار مملكة "كوش" وعاصمتها (مروي).
العادات والتقاليد
توصف عادات وتقاليد سكان جبال النوبة بتنوعها، حيث تتضح معالم التنوع فيها من خلال العبارات التي عمل على تسجيلها وكتابتها "سيجفيرد ناديل" عام 1947م، إذ قال: "عدد اللهجات التي يتحدثها قاطنو النوبة جنوب كردفان تساوي عدد الجبال التي يعيشون فيها"، ولكن الباحث الشهير "رولاند سيتيفنسون" عمل على بحثٍ أجراه على مدار سنواتٍ عديدة تلخصت نتائجه بوجود تعددٍ في اللهجات لا يتجاوز الخمسين لهجة فقط، وبالرغم من ذلك فإنّ هذا التنوع اللغوي في منطقة واحدة تجاوز التنوع الذي تعيشه السودان وكامل أفريقيا التي تحت خط الاستواء، فتعطي العناصر المكونة لثقافة النوبة صورة واضحة عن الأسلوب والطريقة التي أدت إلى تأقلم هذه الجماعات المتنوعة، وقبولها العيش ضمن ظروف متشابهه، فالزراعة من أحد العناصر المشتركة بينهم، فهم يستغلون جميع الأراضي القابلة للزراعة ويقومون بزراعتها، ويشتركون أيضًا في عناصر مشتركة مثل المصارعة، ورقصة الكمبلا، ومصارعة العصا، ويشتركوز في ذات العادات والتقاليد المتعلقة بالزواج والإنجاب.
المراجع
- ^أبسوادانيل، “التاريخ القديم والحديث لنوبة الجبال: (قبائل نوبة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان) .. بقلم: ناني أوبت انده .. ترجمة: غانم سليمان غانم”، سوادنيل، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
- ↑عرب سبوتنيك، “نوبيو شمال السودان…أصحاب حضارات قديمة وتراث لا يندثر”، عرب سبوتنيك، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.