‘);
}

الأصوات

لكل كائن صوتٌ يُميّزه عن غيره، وهذه الأصوات هي طرق ووسائل وسبل تستخدمها الحيوانات البحرية والبرية، سواء كانت من الثديّات أو الزواحف أو الكائنات البحرية أو غيرها، للاتصال فيما بينها وتبادل المعلومات، فقد تكون وسيلة للتحذير، أو التّعبير عن الخوف، أو الدلالة على مكان وُجود الطعام، أو تعليم الصِّغار، أو فرض السَّيطرة والهيمنة على منطقة مُعيَّنة، أو التودُّد، أو اجتذاب انتباه شريك، أو طقساً من طُقوس التزاوج.

مع أنَّ الحيوانات لا تمتلك لغاتٍ قادرة على إيصال أفكارٍ أو معلوماتٍ مُعقَّدة، إلا أنَّها تحتاج بشدَّة لنوعٍ من التواصل البسيط فيما بينها، فحتى الحيوانات التي تقضي مُعظم وقتها بمُفردها تحتاج إلى الالتقاء ببني جنسها لأسبابٍ مُختلفة، وقد تُضطَّرُّ للتواصل معهم سواء لإبعادهم عن منطقتها أو لإيجاد شريكٍ للتكاثر.[١]

لا تعتمد جميع الحيوانات على الصَّوت كوسيلتها الوحيدة أو الأساسيَّة للتواصل، فبعضُ الكائنات تلجأ إلى الإشارات البصريَّة أو الكيميائيَّة، وحتى بالنسبة لتلك الحيوانات التي تلجأ إلى الصَّوت، فهي لا تعتمد بالضَّرورة على صوت الحُنجرة، فبعض أنواع الحشرات والمفصليَّات – على سبيل المثال – قد تحكُّ أرجلها أو أجزاءً أخرى من جسدها لإصدارٍ أصوات للتواصل مع الحشرات الأخرى، حيث إنَّ الصراصير والجراد معروفان على وجهٍ خاصٍّ بهذه السِّمة. من جهة أخرى، يُمكن أن تلجأ العديد من أنواع الأسماك إلى هزِّ مثانتها الهوائيَّة لإصدار أصوات مُعيَّنة، بينما تقوم بعض الأفاعي (وأشهرها الأفعى ذات الأجراس) بهزِّ ذيولها لإصدار إشاراتٍ تحذيريَّة، بينما تضرب الغوريلا على صدرها بقُوَّة لإيصال نفس الرسالة.[٢]