فياض قزان
إني أستهجن عندما أسمع سيد المقاومة السيد حسن نصر الله يخاطب المجرم سمير جعجع! نعم أقول المجرم سمير جعجع لأن القضاء اللبناني أثبت ارتكاب سمير جعجع لعدة جرائم. وهناك العشرات إن لم يكن المئات من الجرائم التي ارتكبها سمير جعجع بحق أبرياء لبنانيين مسيحيين ومسلمين. إن جعجع ينبغي أن يحاكم أيضا بتهمة الخيانة العظمى لتعاونه مع عدو لبنان اللدود إسرائيل!
بناء عليه، إني أستهجن نزول سيد المقاومة إلى مستوى جعجع عبر توجيه ردود إعلامية عليه! قد يقول البعض إن جعجع هو زعيم لبناني مسيحي مهم! نعم إن الألاف من الأخوة المسيحيين اللبنانيين هم ضحايا جعجع كما كان ملايين الألمان ضحايا المجرم النازي أدولف هتلر، وملايين الطليان كانوا ضحايا الفاشي موسوليني قبل أن يكتشفوا زيف الزعيمين اللذين سببا الخراب والدمار لبلديهما وللعالم ككل تقريبا!
إني أهيب بالأخوة المسيحيين اللبنانيين على استخدام عقولهم بطريقة عقلانية ويتوقفوا عن البقاء ضحايا جعجع، لأن أداء جعجع لن يكون أفضل من أداء بشير الجميل الذي سبب أيضا للمسيحيين والمسلمين اللبنانيين مآس كثيرة! لقد قيل أن الناس اللذين لا يتعلموا من التاريخ سيعيدون معاناة المآسي التي مروا عبرها في الماضي!
كم عدد اللبنانيين اللذين يريدون نشوب جرب أهلية جديدة في لبنان بكل مآسيها وتكاليفها الإنسانية والمادية لتحقيق مصالح إسرائيل وغيرها من القوى الأجنبية التي تريد أن تستخدم اللبنانيين وقودا لمصالحها وأطماعها!
لقد استخدمت إسرائيل حزب الكتائب والمارونية السياسية، والمسيحيين اللبنانيين عموما في السبعينات من القرن الماضي، أي خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لمحاربة الفلسطينيين كي يتورطوا في الحرب الأهلية اللبنانية ولا يهاجموا إسرائيل! وقد نجحت إسرائيل في ذلك إلى حد كبير من دون شك! لكن عندما كان المسيحيين اللبنانيين بأمس الحاجة إلى إسرائيل ضد سوريا لم تساعدهم إسرائيل!
من خلال متابعتي للوضع اللبناني منذ فترة طويلة، أعتقد أن جعجع مصاب بمرض نفسي يعرف بجنون العظمة) Meglomaniac( وهو مرض يجعل المصاب به مهووسا بتحقيق أهداف خيالية لاعقلانية غير قابلة للتحقق، لكن المصاب بذلك المرض يتصور أن لديه قوى خارقة ستمكنه من تحقيق أهدافه الخيالية اللاعقلانية التي يكلف تحقيقها الكثير من إراقة الدماء!
إني كمهاجر لبناني ترك لبنان قبل الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت سنة 1975، عانيت من تلك الحرب وما زلت أعاني من نتائجها. كما أن ملايين اللبنانيين المقيمين والمغتربين عانوا منها أيضا! لا يبدو أن جعجع وأتباعه قد تعلموا أو استوعبوا دروس الحرب الأهلية اللبنانية حتى الآن! إن جعجع وجماعته يريدون أن يغرقوا السفينة اللبنانية لتحقيق أهداف أعداء لبنان علينا أن نتصدى لهم.
إني أناشد الأخوة المسيحيين اللبنانيين بالذات وليس الموارنة فقط كي يكونوا على درجة عالية من الوعي
والجرأة تمكنهم من مواجهة جعجع وخططه الجهنمية المرسومة له من إسرائيل وغيرها كي يبدأ حربا أهلية لبنانية جديدة لتحقيق أهداف إسرائيل في ضرب المقاومة الإسلامية كما بدأ بشير الجميل الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 لتحقيق أهداف إسرائيل في ضرب المقاومة الفلسطينية!
إن المسيحيين سيكونوا وقود الحرب الأهلية اللبنانية المقبلة، لا سمح الله، كما كانوا وقود الحرب الأهلية التي بدأت في منتصف السبعينات من القرن الماضي! إني أحذر جميع الأخوة المسيحيين اللبنانيين من مغبة
الإنجرار وراء جعجع لأن الحرب الأهلية المقبلة لا سمح الله، إن حدثت، ستنتهي بإزالة التصنيف الطائفي في
الرئاسات الثلاث ولن يكون رئيس لبنان بالضرورة مارونيا أو مسيحيا! إني كمواطن لبناني أعيش خارج لبنان حاليا أتساءل عن شرعية احتكار الطائفة المارونية للرئاسة الأولى. قد يقول البعض إن المسيحيين أو الموارنة يحتاجون إلى نوع من الضمان يوفره لهم تولي منصب الرئاسة الأولى من جانب ماروني كي يشعروا بالأمن!
لكن طائفة الشيعة مهددة في لبنان أكثر من طائفة المسيحيين! وقد استشهد الكثير من اللبنانيين الشيعة في سوريا وفي لبنان دفاعا عن المسيحيين ضد التكفيريين، وعلى الرغم من ذلك ينظر الكثير من المسيحيين
اللبنانيين إلى الشيعة في لبنان كتهديد لهم! ما عدد المسيحيين اللبنانيين اللذين استشهدوا في لبنان دفاعا عن الشيعة اللبنانيين ؟
إن طائفة الشيعة هي أكثر عددا من الطائفة المارونية في لبنان وعلى الرغم من ذلك لم يطالب زعيم شيعي لبناني بمنصب الرئاسة الأولى كي يطمأن المسيحيين! لكن هذا الوضع ينطوي على عنصرية واضحة! لماذا أنا، كمواطن لبناني شيعي، لا يحق لي الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية حتى ولو كانت طائفتي أكثر الطوائف اللبنانية عددا ؟
إن لبنان مهدد من إسرائيل ومن التكفيريين. وقد دفعت الطائفة الشيعية في لبنان الثمن الأعلى في هزيمة
إسرائيل، وفي هزيمة التكفيريين دفاعا عن لبنان. إن المسيحيين ليسوا مهددون أكثر من غيرهم في لبنان. إن طائفة الشيعة هي أكثر الطوائف المهددة في لبنان! لكن دعونا كلبنانيين نستخلص دروس الماضي القريب والبعيد ولا نتآمر ضد المقاومة التي أثبتت جدواها في تحرير لبنان والدفاع عنه. دعونا نجعل أمن لبنان
وسيادته وبقائه أولوية أهدافنا ولا نسمح لإعداء لبنان في استخدام أي حزب لبناني لضرب المقاومة التي هي درع لبنان طالما ليست هناك استراتيجية عسكرية بديلة للمقاومة، وطالما أن الولايات المتحدة لن تقدم لنا سلاحا يردع إسرائيل.
إن المقاومة الإسلامية هي أنبل ما أنجبه لبنان في تاريخه. إن المقاومة الإسلامية وجدت لتبقى وستبقى!
عاش لبنان عربيا سيدا حرا مستقلا .
Source: Raialyoum.com