
‘);
}
أفضل أذكار يوم عرفة
يوم عرفة يومٌ مشهود، وهو من أعظم أيام الله -تعالى-، وذكر الله -عزَّ وجلَّ- فيه، والدّعاء ومناجاة الحقّ -سبحانه-، من أهمّ ما يفعله المسلم في هذا اليوم، سواء للحجّاج وغيرهم، وقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يُؤكّد استحباب وأهمية الدعاء في هذا اليوم المبارك، ومن ذلك ما يأتي:
- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيرُ الدُّعاءِ يومَ عَرفةَ، وخيرُ ما قلتُه أنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ)،[١]
‘);
}
وقد ذكر أهل العلم أنّ هذا الذكر المبارك الوارد في الحديث سُمّي دعاءً لأنّه في معرِض الدعاء وفي معناه،[٢]يقول المباركفوري: “ولا يخفى أنّ عبارة هذا الحديث لا تقتضي أنْ يكون الدّعاء قوله: لا إله إلا الله .. إلخ، بل المراد أنّ خير الدعاء ما يكون يوم عرفة أيّ دعاء كان، وقوله: وخير ما قلت إشارة إلى ذكر غير الدعاء؛ فلا حاجة إلى جعل -ما قلت- بمعنى ما دعوت، ويمكن أنْ يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية لما يُستحبّ من الثناء على الله قبل الدعاء”.[٣]
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميد)،[٤] لذا يحرص المسلم على الإكثار من ذكر الله -سبحانه- في هذا اليوم بعموم الذكر، وأهمّها أن يُكثر من قول: “لا إله إلا الله” و “الله أكبر” و “الحمد لله”.
أذكار وأدعية في يوم عرفة
ورد في كتب الحديث أحاديث عدّة عن الذكر والدعاء يوم عرفة، ومنها ما روي بسند ضعيف، لكنّ أهل العلم يأخذوا بها في باب فضائل الأعمال، والأذكار والأدعية بعمومها مشروعة للمسلم في هذا اليوم المبارك، سواء للحاجِّ أو لغير الحاجِّ، ومن الأذكار والأدعية المروية ما يأتي:
- ورد بسند ضعيف عن علي -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أكثرُ دعائي ودعاءِ الأنبياءِ قبلي بعَرَفَةَ : لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، اللهم اشرحْ لي صدري، ويسِّرْ لي أمري، وأعوذُ بك مِنْ وِسْواسِ الصدرِ، وشَتاتِ الأمرِ، وفتنةِ القبرِ، اللهم إني أعوذُ بك مِنْ شَرِّ ما يلِجُ في الليلِ، وشرِّ ما يلِجُ في النهارِ، وشرِّ ما تَهُبُّ به الرياحُ، ومِنْ شرِّ بوائقِ الدهرِ).[٥]
- رُوِيَ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كان فيما دعا به رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّةِ الوداع: اللهم إنك تسمَعُ كلامي وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيءٌ من أمري، أنا البائس الفقير المستغيثُ المستجير، الواجل المُشفِق، المقِرُّ المعتَرِفُ بذَنبِه، أسألك مسألةَ المسكينِ، وأبتهِلُ إليك ابتهالَ المذنبِ الذَّليل، وأدعوك دعاءَ الخائف الضَّريرِ، مَن خَضَعَت لك رقَبَتُه، وفاضت لك عيناه، وذَلَّ جَسَدُه، ورَغِمَ لك أنفُه، اللهم لا تجعلني بدعائِك شقيًّا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا، يا خير المسؤولينَ ويا خيرَ المُعطينَ).[٦]
فضل الذكر يوم عرفة للحاج وغير الحاج
يُستحبُّ في يوم عرفة وأيام العشر من ذي الحجة، أنْ يكثر المسلم من ذكر الله -عزَّ وجلَّ- استجابة لأمر الله -سبحانه- إذ يقول: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[٧] وقد صحّ أنّ ابن عمر وأبا هريرة -رضي الله عنهما- كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يُكبِّران، ويُكبِّر الناس بتكبيرهما.[٨]
المراجع
- ↑رواه شعيب الأرناووط، في شعيب الأرناووط، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:157، حسن في الشواهد.
- ↑فضل الله بن حسن التُّورِبِشْتِي، الميسر في شرح مصابيح السنة، صفحة 509. بتصرّف.
- ↑محمد عبد الرحمن المباركفورى، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، صفحة 33.
- ↑رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5446، صحيح.
- ↑رواه البيهقي، في السنن الكبرى ، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:117 ، تفرد به موسى بن عبيدة ضعيف.
- ↑رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:255، فيه يحيى بن صالح الأبلي روى عنه يحيى بن بكير مناكير وبقية رجاله رجال الصحيح.
- ↑سورة الحج، آية:27-28
- ↑رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن الألباني، الصفحة أو الرقم:651 ، صحيح.



