أقوال السلف في الخوف والرجاء
Share your love
‘);
}
أقوال السلف في الخوف والرجاء
احتل موضوعيّ الخوف والرجاء مكانة كبيرة سواء في نصوص الإسلام مثل: القرآن الكريم والسنة الشريفة، أو حتى في كلام وشروحات أهل العلم، كما ذكرت الكتب عن السلف قصص كثيرة في الخوف والرجاء، بالإضافة لورود عدة أقوال لهم عنهما يمكن استنباط عدة أمور من خلالها.
أقوال العلماء في الخوف
اهتم أهل العلم بموضوع الخوف، فنقلت عنهم عدّة أقوال تُبيّن حقيقة الخوف المحمود وغايته؛ إذ إنّ الخوف في الدين الإسلامي ليس مقصوداً لذاته، وإنّما المقصود هو غيره حاله كأي حال لأي وسيلة أخرى، وبالتالي فإنه يزول بزوال المخوف، لذلك فإن من تبعوا هدى الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، مصداق هذا قوله تعالى: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[١]ونذكر هذه الأقوال فيما يأتي:[٢]
- أقوال العلماء في حقيقة الخوف
‘);
}
الخوف المحمود هو الذي يحول بين المرء وبين المعاصي التي حرّمها الله، ومن النصوص التي تؤيّد هذا من كلام السلف: قال إبراهيم بن شيبان مُبيّناً حقيقة الخوف: “إذا سكن الخوف القلبَ، أحرق مواضع الشهوات منه وطرد الدُّنيا عنه”، ويفهم من كلامه هذا ما كان حراماً من أمور الدنيا، إذ في الدنيا عدة طيبات ومباحات أحلّها الله.
ومن ذلك أيضاً ما رواه القشيري عن أبي عثمان قال: “صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا”، وهذا القول يؤيد المعنى المشار له؛ إذ حسب كلامه فإن الخوف في حقيقته أمر يبعد صاحبه عن المعاصي والآثام التي حرمت من الله تعالى.
- أقوال العلماء في غاية الخوف
إنّ غاية الخوف هي استحضار مراقبة الله في أفعال المرء وأقواله، لذلك فإن الخوف المراد هو الذي يوصل إلى ذلك، وليس ما يصل بالمرء إلى حالة من اليأس وانقطاع الأمل، ومن أقوال السلف التي تُؤيّد ذلك: الخوف هو الانخلاع من طمأنينة الأمن بمطالعة الخبر، وكلامه هذا فيه إشارة إلى هذا المعنى؛ إذ الخوف هو ما يجعل المرء لا يغتر بالدنيا وينسى حقيقة أن الله مراقب لأفعاله.
أقوال العلماء في الرجاء
إنّ من معاني الرجاء هو: تعلق قلب المؤمن بالله تعالى، والاستبشار بفضل الله وكرمه، وضد الرجاء هو اليأس الذي يمنع عن هذه المعاني وهو معصية ذمها الله في كتابه، قال تعالى: (وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ)،[٣][٤]ومن أقوال السلف التي تشير إلى هذا:
- قول ابن القيم
وهو: “الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب”، ويقصد بقوله هذا الله والدار الآخرة التي أعدت للمؤمن والتي يطيب للقلب السير لها، وهذا من معاني الرجاء المتمثلة بقوله الاستبشار بكرم الله[٥]
- قول سفيان
وهو: من أذنب ذنبا فعلم أنّ الله تعالى قدّره عليه، ورجا غفرانه، غفر الله له ذنبه، وقول سفيان هذا ممّا يؤكد معاني الرجاء المشار لها؛ كالاستبشار، والثقة بكرم الله، وفضله الكامل.[٦]
المراجع
- ↑سورة البقرة، آية:38
- ↑ابن القيم، مدارج السالكين، صفحة 183-185. بتصرّف.
- ↑سورة يوسف، آية:87
- ↑محمد المنجد، أعمال القلوب، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 242. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2038. بتصرّف.