عمان- الغد – تختار الكاتبة السودانية عائشة الإدريسي لمؤلفها الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان “ألف باء تاء.. حياة” عنوانا ليشي بدلالة الأبجدية كموضوع لفهم الحياة.
وتستعيد المؤلفة في 45 نصا في كتابها الذي يقع في 102 صفحة من القطع الوسط المقولة التي تذكر بمبادئ الحياة كمسلمات ضرورية لفهم الكون والوجود، ومن ناحية أخرى تستعير رمزية الحرف كوسيلة للتواصل ووعي الوجود.
استهلت المؤلفة الكتاب، وهو مجموعة من النصوص صمم غلافه الفنان علاء الدين عطا على جملة تميز فيها مواضع الكتابة التي تنقسم بين الألم والأمل، وهي المقولة التي تعكس الحياة ذاتها: وتقول: “بعض الكتابة نجمة لوجع ما، وضماد لجرح ما، ومواساة لخطب ما، وإنذار عن علة ما”، فالكتابة بالنسبة لعائشة الإدريسي تنطوي على حالة للكشف والتحذير والمواساة.
وفي نصوص كتاب عائشة، الذي ستوقعه ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب 2020، خَبِرَت الحياة من خلال عملها الصحفي والإعلامي محاولةً رصد الواقع في تقلباته بين اليقين والشك من خلال خبراتها وتجربتها ومعرفتها للناس الذين عرفتهم أو من خلال المعرفة التي تزودت بها من الكتب أو ما تلمح به الأماكن.
يشتمل كتابها على نصوص إنسانية اختارت لها الشكل التعبيري الحر الذي يتسم بالانفتاح ويوازن بين سيل المشاعر ومحاكمات العقل، ومنها: “أحكم إغلاق الباب، كتاب ألهمني، صك الغفران، المنافق المثالي، لا بد أن تتغير، خيط النور، غازي القصيبي”.
كما احتوى الكتاب على جملة من النصوص التي تتناول اختلافات الحياة ومشاهداتها، ومنها: العودة إلى الأماكن القديمة، ما أجملنا عندما نحب، كل الحقائق كانت يوماً أمثلة، الشديد من ملك نفسه عند الغضب، الحب ينتصر!، وآخر الكلام”.
وتنقل الكاتبة بلغة رشيقة وجميلة خبرتها المعرفية في عدد من الكتب تحت عنوان “كتاب ألهمني”، ومنها: “الغابة السرّية للكاتبة ليلى صلاح”، “حياة في الإدارة للدكتور عبدالرحمن غازي القصيبي”، “وألف شمس مشرقة للكاتب الأفغاني خالد حسيني”، “الراهب الذي باع سياته الفيراري للكاتب روبن شارما”، “فئران أمي حصة لسعود السنعوسي”، و”قمر على سمرقند لمحمد المنسي قنديل” ملقية الضوء على محتوى الكتاب وجمالياته وأهميته، ساردة بخبرتها الصحفية بنوع من القصة الإخبارية حصولها على الكتاب ومفارقات أبطال الروايات ممن رافقتهم في رحلة الحكاية وقاسمتهم فرحهم وحزنهم وربما خوفهم.
الكتاب تجربة الحياة وأبجديتها، يجول المكان ويفحص الوجوه والذاكرات باختلاف الزمان والمكان، ليختزل مقولاته بأسلوب رشيق وشائق.
ومن مناخات الكتاب في “آخر الكلام”: “الهزائم في الحب” لا يجدر أن نمنحها نهايات أسطورية، بل يكفي أن نتجاوزها، نعود لنقطة البداية وكأن شيئا لم يكن، فالهزائم لا تليق بأصحاب القلوب النقية”.. “لا قواعد ثابتة في الحب، ولا أفكار منطقية، ولا خطوط مستقيمة، فقط الصدق هو من يحمي الحب، فالكاذبون لا مكان لهم في مدن الحب”.