ألمانيا: لاجئ سوري أحرق محله من أجل الحصول على المساعدات فكان السجن مصيره

برلين ـ «القدس العربي»: في سابقة أثارت صدمة سكان مدينة ألمانية، قضت محكمة هاغن بسجن لاجئ ثلاث سنوات بتهمة الاحتيال وتعريض حياة الآخرين للخطر وذلك بعد ثبوت

Share your love

ألمانيا: لاجئ سوري أحرق محله من أجل الحصول على المساعدات فكان السجن مصيره

[wpcc-script type=”93a388c4100588bc52457705-text/javascript”]

برلين ـ «القدس العربي»: في سابقة أثارت صدمة سكان مدينة ألمانية، قضت محكمة هاغن بسجن لاجئ ثلاث سنوات بتهمة الاحتيال وتعريض حياة الآخرين للخطر وذلك بعد ثبوت إضرامه النار في متجره ليحصل على أموال من شركة التأمين والتبرعات، وفقاً لما نشرته قناة «دبليو دي ار» التلفزيونية.
اللاجئ السوري موسى. أ الذي فر إلى ألمانيا عام 2015 افتتح محلاً للخضار والفواكه والبقالة العربية في مدينة فيتر الألمانية بالقريب من مدينة هاغن في ولاية شمال الراين فيسفاليا، واشتهرت المدينة بدعمها للاجئين، إذ شاركت البلدية في عدة حملات من أجل تمويل استقبال أعداد أكبر من اللاجئين على أراضيها.
في عام 2018 ادعى اللاجئ، البالغ من العمر 33 سنة، وقتها أن مجهولين قاموا بحرق محل البقالة الخاص به، ما خلق تعاطفاً كبيراً من سكان المدينة، الذين اعتقدوا أن بعض الألمان العنصريين كارهي الأجانب هم من قاموا بإحراق محله. سكان المدينة زاروا المحل وجمعوا التبرعات من أجله وساعدوا في إعادة ترتيب المحل وتنظيفه، بالإضافة إلى أن رئيس بلدية المدينة قام بزيارة المحل لتقديم الدعم له، كما توافد على المحل أعضاء من المجلس البلدي للمدينة لإظهار الدعم والوقوف على ما يحتاج.
إلا أن تحقيقات الشرطة أثبتت بعد أشهر طويلة من التحقيق أن المحل لم يتعرض لهجوم كما يدعي موسى، بل هو من قام بحرقه بنفسه متعمداً من أجل الحصول على أموال التأمين، حيث إن المحل كان مؤمناً عليه. القبض على موسى والتحقيق معه ومن ثم الحكم بحبسه ثلاث سنوات مع التعويض أثار الجدل والصدمة داخل مدينته، حيث اعتقد السكان بصدق قوله.
محكمة مدينة هاغن التي أصدرت الحكم قالت إن تهمته كانت «الخداع وإخفاء جريمة» بعد أن «ثبت» أنه تعمد إحراق متجره، ليحصل على أموال من شركة التأمين (30 ألف يورو)، بالإضافة إلى ما حصل عليه من تبرعات من مواطني المدينة.
في لقاء تلفزيوني عبرت مواطنة ألمانية تقطن بنفس البناية التي فيها محل البقالة عن صدمتها للقناة الألمانية مما حصل. ريلانا تعرضت مع أطفالها الاثنين لدخان الحريق، حيث تم إدخال أطفالها المستشفى بسبب استنشاقهما الدخان. وقالت الأم: «بعد خروجي من المستشفى ساعدته مع مواطنين آخرين على إعادة ترتيب البضاعة، وتنظيف المحل من آثار الحريق. حيث قال إنه تلقى رسائل تهديد من اليمين المتطرف». وتابعت: «أشعر بصدمة بعدما سمعت الحكم، أشعر أن هذا الرجل لم يكترث بحياتنا. ووفقاً لحكم المحكمة أجد أن تصرفه كان «بدافع الأنانية» فقط».
وأكدت الشرطة الألمانية أنها توصلت للحقيقة بعد شك المحققين في أقواله، حيث أثبت كذبه منذ البداية، ففي التحقيق ادعى اللاجئ أنه كان في مدينة أخرى وقت الهجوم على محله، بيد أن شهود عيان أكدوا مشاهدته وهو يحمل بعض قناني الغاز أثناء نشوب الحريق.
كذلك لاحظ فريق التحقيق وجود ثغرات في وقت عمل الكاميرات، فهي لم تشتغل وقت الحريق، وكانت هناك أجزاء محذوفة لأوقات سابقة. كما لاحظ المحققون أن الحريق طال البضاعة التي في المحل بشكل شبه كامل، بينما لم يتعرض المحل نفسه للتلف. الشرطة قالت إن هذا الفعل يمكن تفسيره، إذ إن المتهم أمن على بضاعة المحل ولم يؤمن على المحل نفسه، لذلك كان يريد إلحاق التلف بما يمكن تأمينه فقط، إلا أن هذا أثبت قيامه بالفعل، فلو أن الحريق كان بشكل عشوائي لكانت الخسائر بدت بشكل مختلف.
التحقيقات أثبتت خداع اللاجئ لشبكة الضمان الاجتماعي ووصوله على مبالغ مالية كبيرة بغير وجه حق. وقالت المحكمة إن الرجل حصل على عشرات الآلاف من اليوروهات بغير وجه حق، كما أنه عرض حياة الآخرين للخطر.
الناشطة إيدا من جمعية «نحن فيتر» الخيرية أعربت عن صدمتها هي الأخرى، وقالت قدمنا مساعدات وتبرعات لموسى، وقفنا إلى جانبه، لكن بدا الأمر أنه مجرد خداع، وقام بكل هذا من أجل ثلاثين ألف يورو، بالإضافة إلى آلاف اليوروهات التي جمعت لأجله. الجمعية أعربت عن خيبتها، لكنها قالت إنها لن تتوقف عن تقديم المساعدة لمن يستحقها فعلاً.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!