تعتبر بعض مشاكل العظام أكثر شيوعاً لدى النساء، ويعزى السبب في هذا إلى أن الأربطة الموجودة في جسم المرأة أكثر ليونة من الأربطة الموجودة في جسم الرجل، كما أن حوض المرأة يعتبر أعرض من حوض الرجل. مع العلم أن هناك خطوات يمكن أن تتبعها المرأة لمنع حدوث هذا النوع من مشاكل.

تشمل أكثر مشاكل العظام شيوعاً لدى النساء إصابات الكتف، وكسور الإجهاد، والرباط الصليبي الأمامي، وتمزق الأوتار، وآلام صابونة الركبة، بالإضافة إلى بعض المشاكل المتعلقة بتقدم العمر.

إصابات الكتف

تحدث إصابات الكتف لدى النساء بسبب الاستخدام الزائد لها خلال أعمال المنزل مثل رفع الأطباق عالياً، وبسبب ليونة الأربطة عند النساء، وأن رأس المفصل في الكتف عند النساء يتحرك أكثر داخل صحن المفصل من الرجال. يتمثل الاستخدام الزائد لعظام الكتف أيضاً خلال ممارسة بعض الرياضات مثل السباحة والتنس.
يختلف علاج هذا النوع من الإصابات بين النساء و الرجال. يتم علاج هذه الإصابات عند النساء من خلال ممارسة تمارين خاصة أكثر دقة وتحتاج الى متابعة على مدى أطول من الوقت قبل اللجوء إلى الجراحة.

يمكن أن تكون ممارسة هذه التمارين هي الحل لمنع حدوث الإصابات في المقام الأول، فإذا بدأت المرأة بممارسة نوع جديد من الأنشطة فينصح أن تبدأ بهذه الأنشطة بشكل تدريجي بالإضافة إلى عمل برنامج تقوية للعضلات، وذلك قد يحافظ على العضلات من سوء الإستخدام ويقي من حدوث إصابات الكتف.

اقرأ أيضاً: ألم الكتف

كسور الإجهاد

قد تحدث كسور الإجهاد (بالإنجليزية: Stress Fracture) في عظام الورك، أو عظام القدم، أو عظام الساق، وعلى الرغم من أن كسور الإجهاد قد تحدث للجميع، إلا أن النساء هن أكثر عرضةً لحدوث تلك الحالات نظراً لاحتمالية إصابتهم بمرض هشاشة العظام في سن مبكرة>

اقرأ أيضاً: كسور الورك عند كبار السن

ويمكن لعوامل أخرى أن تساهم في حدوث كسور الإجهاد مثل السمنة المفرطة وأداء بعض الحركات المتكررة التي تفوق قدرة تحمل العظام للوزن. وتظهر هذه الكسور بعد فترة من عدم النشاط على شكل ألم حاد عند استعمال العظام المصابة، وغالباً يمكن تشخيصها عن طريق إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو صورة مقطعية للعظام، ولا يمكن تشخيصها باستخدام صور الأشعة السينية.يكمن علاج كسور الإجهاد من خلال الحد من حركة العظام المصابة.

ينصح بعمل تمارين تدريجية قبل البدء بأيّة نشاط لتهيئة الجسم لهذا النشاط الجديد للوقاية من حدوث كسور الإجهاد.

اقرأ أيضاً: نصائح للمصابين بكسور العظام

الرباط الصليبي الأمامي

تصاب النساء بإصابات الرباط الصليبي (بالإنجليزية: Anterior Cruciate Ligament) أكثر بمرتين من الرجال وذلك بسبب طبيعة تكوين الركبة لدى النساء. غالباً ما تحدث إصابات الرباط الصليبي نتيجة التعثر أثناء المشي. يتم علاج اصابات الرباط الصليبي من خلال عملية إزالة الرباط المصاب وإعادة زرع رباط آخر.

ألم الركبة الأمامي ( ألم صابونة الركبة)

يعتبر الألم في صابونة الركبة شائع جداً عند الفتيات المراهقات عندما تبدأ أجسامهن بالتغير، كما يمكن أن يحدث ألم الركبة الأمامي لدى الرياضيات متوسطات العمر عندما تبدأ عندهن أعراض مرض هشاشة العظام.

يشتد ألم الركبة الأمامي عند صعود الدرج، أو عند جلوس القرفصاء أو الجلوس مع ثني الركبتين لفترة طويلة، ويمكن أن يكون سبب ألم الركبة زيادة الاستخدام أو حدوث إصابة قديمة غير ملاحظة في الركبة.

تتفاقم حالة ألم الركبة عند وجود انحراف في صابونة الركبة بمحاذاة جانب واحد، عندها يبدأ الاحتكاك في الركبة، ويمكن للمرأة سماع صوت الاحتكاك عند فرد ركبتها، ويكون ذلك نتيجة اهتراء الغضروف الموجود تحت صابونة الركبة.

تشمل العوامل التي تساعد على حدوث ألم الركبة عند النساء وإضافة جهد على الركبة عندهم ما يلي:

  • أن حوض المرأة أكبر من حوض الرجل.
  • أن الزاوية بين أعلى عظام الساق وأسفلها يكون أكبر عند النساء.
  • أن بعض النساء يوجد عندهم ميل زائد لعظم الفخذ مما يسبب القدم مسطحة.

تشمل بعض الطرق لمنع ألم الصابونة ما يلي:

  • اتباع الإجراءات الوقائية: تكون الوقاية من آلام الركبة من خلال لبس حذاء جيد، وبإمكان ذلك أيضاً أن يحدث فرقاً كبيراً في علاج ألم الركبة.
  • وضع مشد مؤقت إذا أصببت المرأة بألم حاد في الركبة لتخفيف الألم.
  • عمل جلسات تقوية العضلات.
  • عمل تمارين السباحة وركوب الدراجات لتقوية عضلات الفخذ وخاصةً عضلات الفخذ الداخلية.
  • عدم تجاهل الألم عند وقوعه.
  • تدرج المرأة بأي نشاط جديد تقوم به.
  • حرص المرأة على إبقاء الأوتار خلف الركبة مشدودة عن طريق تجنب الإفراط في صعود الدرج وجلوس القرفصاء ومحاولة إبقاء الركبة مستقيمة قدر الإمكان عند الجلوس.

مشاكل العظام والعضلات الأخرى عند النساء على حسب العمر

تشمل المشاكل التي تواجه النساء على حسب العمر ما يلي:

في الثلاثينيات من العمر

بروز عظام الإصبع الكبير في القدم

هو تشوه يحدث في المفصل الذي يربط أصبع القدم الكبير بالقدم ويكون المفصل أحمر اللون ومنتفخ. أكثر من نصف النساء في الدول الغربية لديهن هذا البروز ويمكن أن تنتقل بالوراثة. تنتج هذه المشكلة من إرتداء الأحذية الضيقة، لذلك يجب اختيار لبس الأحذية اللينة والواسعة عند مشط القدم.

في حال تطور البروز، يصبح الألم شديداً، مما يصعب من عملية المشي، وقد تحتاج المرأة الى لبس حذاء خاص أو عمل إجراء جراحي في نهاية المطاف.

مشاكل الديسك

الديسك هي مادّة لزجة دائرية لينة قابلة للانضغاط تفصل بين فقرات العمود الفقري في الظهر. يعمل الديسك على امتصاص الصدمات التي تواجهه. عندما يكون هناك تمزق في الجدار الخارجي للديسك، يمكن أن يشعر المرء بألم في الظهر أو ألم يمتد الى الساقين، وغالباً ما يكون سبب ذلك الوقوف أو الجلوس الغير صحيحين، أو الانحناء المفرط، أو حمل الأثقال.

تشمل خطوات الوقاية من مشاكل الديسك ما يلي:

  • إبقاء وضع الجلوس والوقوف مستقيماً.
  • تجنب رفع الأثقال أثناء انحناء العمود الفقري، بدلاً من ذلك ينصح بالمحافظة على وضعية الظهر مستقيمة والقيام بالرفع استناداً على الساقين.
  • أداء التمرين الذي يشمل الخطوات التالية:
    1) تمدد الشخص إلى الخلف.
    2) رفع الظهر عن الأرض بشكل نصفي، مما يمكن أن يخفف الضغط على العمود الفقري ويخفف الألم.

مشاكل أوتار الكتف

تتميز مشاكل أوتار الكتف بوجود ألم في السطح الخارجي في الذراع والكتف، ويزداد هذا الألم عند رفع الذراع الى فوق الرأس، وقد يكون من الصعب النوم على تلك الذراع ليلاً. تنجم مشاكل أوتار الكتف عن التهاب أوتار العضلات حول الكتف.

يمكن الوقاية من مشاكل أوتار الكتف عن طريق أخذ فترات راحة متكررة عند القيام بالأعمال التي تستدعي رفع اليدين للأعلى.

التهاب أوتار المرفق (مرفق التنس)

يصيب التهاب أوتار المرفق أوتار العضلات التي تساعد على رفع الرسغ والأصابع للأعلى ويكون على شكل ألم على السطح الخارجي للمرفق ويزداد سوءاً مع حمل الأثقال ومسك الأشياء.
يمكن الوقاية من التهاب أوتار المرفق عن طريق رفع الأشياء وراحة اليد متجهة نحو الأعلى بدلاً من الأسفل.

متلازمة النفق الرسغي

يعتبر النفق الرسغي ممر ضيق محاط بالعظام والأربطة موجود في راحة المعصم، ويوجد داخل هذا النفق العصب الرئيسي في اليد، بالإضافة إلى تسعة أوتار. تحدث متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal Tunnel Syndrome) عندما يزداد الضغط بسبب تورم أو سماكة الرباط، فيمكن أن يسبب ذلك خدران في الإبهام والأصابع الثلاثة الأولى وضعف افي لعضلات. في البداية قد يكون الخدران في الليل مع ألم ينتقل الى الأصابع أو حتى الذراع.

يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي من خلال ما يلي:

  • تخفيف الوزن.
  • تجنب استخدام الأيدي بقوة والقبض المتكرر.
  • استخدام جبائر المعصم للحفاظ على المعصم في وضع جيد.

في الأربعينيات من العمر

آلام الظهر الناتجة من الجلوس أو الوقوف الخاطئ

يمكن الوقاية من آلام الظهر من خلال تصحيح طريقة الجلوس باستخدام وسادة أسطوانية خلف الظهر أو من خلال عمل بروز في الكرسي خلف أسفل الظهر.

هشاشة العظام

يمكن الوقاية من هذا المرض من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمكملات الغذائية ومن خلال أداء تمارين المشي أو الجري.

التهاب أغشية الكتف

تظهر أعراض التهاب أغشية الكتف على شكل ألم وتصلب في مفصل الكتف، وغالباً ما يأتي بدون سبب واضح.

يمكن الوقاية من التهاب أغشية الكتف من خلال عمل مجموعة من تمارين الكتف في كافة الإتجاهات إذا كان الكتف متيبساً وقاسياً.

في الخمسينيات من العمر

هشاشة العظام

يجب تشخيص مرض هشاشة العظام عن طريق عمل اختبار هشاشة العظام في عيادة الطبيب، خصوصاً إذا كان هناك قريب يعاني من مرض هشاشة العظام مثل الوالدة، أو الأخت، أو العمة، أو الخالة.

يمكن الوقاية من مرض هشاشة العظام عن طريق:

  • تناول 1200 ملغم من الكالسيوم و 2000 وحدة دولية من فيتامين د يومياً.
  • قيام المرأة بتمارين المشي أو الجري.
  • امتناع المرأة عن التدخين.

مشاكل مزمنة في العنق وأسفل الظهر

يمكن للديسك في العنق والظهر أن يهترئ مع مرور الزمن، وهذا قد يسبب ألم في الظهر والعنق، وقد ينتقل تدريجياً الى اليدين والساقين.

الإحتكاك في الركبة

يحدث الاحتكاك في الركبة عندما يهترئ الغضروف الموجود بين نهايات العظام في الركبة، مما يسبب احتكاك العظمتين ببعضهما البعض، ويمكن أن يسبب ذلك الألم.

يمكن الوقاية من احتكاك الركبة من خلال المحافظة على الوزن المثالي والحفاظ على العضلات حول الركبة قوية من خلال التمارين الخاصّة بذلك.

احتكاك عظام الإبهام

يظهر احتكاك عظام الإبهام عندما يحدث احتكاك في المفصل الذي يربط بين الإبهام وعظمة اليد التي تشبه المعين.

يحدث احتكاك عظام الإبهام عند:

  • النساء أكثر من الرجال.
  • الأشخاص الذين عندهم كسور سابقة وإصابات أخرى للإبهام.
  • الأشخاص الذين لديهم عامل وراثي للإصابة باحتكاك عظام الإبهام.

تتضمن أعراض احتكاك عظام الإبهام وجود ألم في قاعدة الإبهام ووجود تورم وضعف عند الضغط باستخدام الإبهام.

يمكن الوقاية من احتكاك عظام الإبهام عن طريق تجنب الأنشطة التي تستخدم فيها الإبهام بشكل مفرط، ويمكن أن تكون الجبائر مفيدة لتخفيف الألم، ويمكن أخذ حقن الكورتيزون إذا زاد الألم، وقد يحتاج الأمر الى التدخل الجراحي إذا تطورت الحالة.

في الستينيات من العمر

مشاكل الأوتار

تنتج مشاكل الأوتار عن التقدم في العمر أكثر ما تكون ناتجة عن وجود إلتهابات، لذلك العلاجات التقليدية قد لا تكون مفيدة، فالأوتار تفتقر إلى الدم على مقربة من التقائها بالعظام، ولذلك تكون عرضة للتلف بسبب سوء التغذية. 
يمكن الوقاية من مشاكل الأوتار عن طريق الإقلاع عن التدخين، والمحافظة على العضلات قوية من خلال ممارسة تمارين الإيروبيك وتمارين رفع الأوزان بالتدريج، ومن خلال أداء تمارين التمدد والتدليك وغيرها من الأنشطة التي قد تكون مفيدة.

قصور في وظيفة الوتر الموجود داخل الكاحل

هذا المرض هو المسؤول عن الأقدام المسطحة المكتسبة عند الكبار، والأكثر شيوعاً عند النساء، وهذا الوتر موجود في داخل الكاحل، ووظيفته تحريك القدم الى الداخل ويعمل على توازن القدم. فعندما يتمزق الوتر تصبح القدم غير متوازنة ومؤلمة.
يمكن الوقاية من هذه المشكلة عن طريق السيطرة على الوزن، وتقوية عضلات الكاحلين، ووضع كعب في الحذاء عند لبسه، وممارسة بعض التمارين الخاصة .

العادات المفيدة لكل الأعمار

تشمل بعض العادات المفيدة ما يلي:
1- الحفاظ على الوزن المثالي.
2- الوضع الصحي للجلوس والوقوف، فيجب على المرأة الجلوس والوقوف بشكل مستقيم في كل الأوقات.
3- النشاط البدني مهم في جميع مراحل الحياة.
4- التقليل من التدخين مفيد لصحة العظام والمفاصل.

أنشطة ممتعة أخرى

إن تقليل السعرات الحرارية والحصول على النوم كافي هي من أفضل الطرق لإبطاء عملية الشيخوخة. ينصح أيضاً بتجنب النحافة الزائدة، فالنساء التي تزن أقل من 55 كغم معرضة لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.