أمضى 30 عامًا لوحده.. إليكم نصيحته لقضاء مدة العزل المنزلي

على جزيرة جميلة في البحر الأبيض المتوسط، يسكن الإيطالي ماورو موراندي وحيدا منذ أكثر من 30 عاما، وخلال الأسابيع القليلة

Share your love

على جزيرة جميلة في البحر الأبيض المتوسط، يسكن الإيطالي ماورو موراندي وحيدا منذ أكثر من 30 عاما، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان كوخه بمثابة الملاذ الأنسب لمتابعة أزمة وباء فيروس كورونا العالمي.

ناسك إيطالي يصف حياة العزلة على جزيرة بوديلي

توقفت الزيارات إلى الجزيرة منذ تفشي فيروس كورونا

ووصل موراندي، وهو مدرس سابق، إلى جزيرة بوديلي التي تقع قبالة ساحل سردينيا عن طريق الصدفة، أثناء محاولته الإبحار من إيطاليا إلى بولينيزيا قبل 31 عاما.

تشتهر جزيرة بوديلي بالقرب من سردينيا في أرخبيل مادالينا الإيطالي بمناظرها الطبيعية الجميلة ومقيمها الوحيد، ماورو موراندي البالغ من العمر 81 عاما.

ولا يزال موراندي، الذي يبلغ من العمر 81 عاما، مستقرا على الجزيرة، بعد أن اكتسب لقب النسخة الإيطالية للشخصية الروائية روبنسون كروزو.

ناسك إيطاليا يصف حياة العزلة على جزيرة بوديلي

عاش موراندي منعزلا بمفرده على جزيرة بوديلي منذ انطلاقه في محاولة للهروب من المجتمع في عام 1989

وفي كل ليلة، يأوي موراندي إلى كوخ حجري قديم، ليستيقظ في الصباح على مشهد الطبيعة الأم. ويستمتع باستكشاف الشجيرات والمنحدرات، ويتحدث مع الطيور التي تدخل وتخرج من نافذة مطبخه الصغيرة أثناء تناوله طعام الفطور.

وعلى الرغم من ذلك، يتابع موراندي الأخبار، إذ علم أولا بإغلاق بر إيطاليا الرئيسي للحد من انتشار فيروس كورونا، ثم بقية العالم.

ناسك إيطاليا يصف حياة العزلة على جزيرة بوديلي

بدأ موراندي في الانخراط مع السياح الذين جاؤوا لمشاهدة الشاطئ الوردي الشهير، والآن يقدم جولات للزوار خلال أشهر الصيف.

وفي عالمه الإنفرادي، يشعر موراندي حالياً أنه في “أكثر الأماكن أماناً على وجه الأرض”. كما أنه حريص على مشاركة بعض النصائح حول أفضل طريقة للعزل الذاتي.

ويقول موراندي  عبر الهاتف، وهو صلته الوحيدة مع العالم الخارجي، إنه على مايرام وليس خائفا.

ويتابع موراندي: “أشعر بالأمان هنا. هذه الجزيرة توفر لي حماية كاملة. لا توجد مخاطر على الإطلاق. لا أحد يأتي إلى هنا، ولا يمكن حتى رؤية قارب واحد يبحر من بعيد”.

أوقات عصيبة

ناسك إيطاليا يصف حياة العزلة على جزيرة بوديلي

حتى الآن، يواصل موراندي العيش في هذا المنزل، ملاذه منذ 29 عاما، وقد يبدو متهالكاً للبعض، إلا أنه المكان الذي يسميه بيته

وكحال العديد منا، فإن همّ موراندي الأساسي يتعلق بسلامة عائلته وأصدقائه، التي تعيش في مودينا شمال إيطاليا، وهي واحدة من أكثر المناطق إصابة بالفيروس في إيطاليا.

يقول موراندي: “إنهم يواجهون أوقاتا صعبة”.

ولم يتغير شيء يذكر بالنسبة لموراندي منذ تفشي فيروس كورونا في إيطاليا، باستثناء أنه يجب عليه الآن الإنتظار لفترة أطول ليحضر له الأشخاص الطعام من البر الرئيسي، وذلك بسبب القيود الصارمة التي تفرضها حكومة روما.

ويعني ذلك أنه حتى الزيارات المتفرقة من السياح خلال فصل الشتاء قد توقفت، وقد أعتاد موراندي، على مر السنين، مصادقة الزوار ومشاركة وجباته معهم.

ويقضي موراندي يومه بمفرده يتأمل بالبحر، ويستنشق الهواء النقي، ويجمع الأخشاب، ويجهز وجباته، وبالطبع، ينشرها عبر حسابه بموقع “انستغرام”.

ناسك إيطالي يصف حياة العزلة على جزيرة بوديلي

أصبح التقاط الصور جزءا رئيسيا من الروتين اليومي لموراندي، إذ يقوم بالتقاط الصور لشروق الشمس على البحر، ثم يتناول الفطور ويطعم قطتين والدجاجة، ثم يعمل على الجهاز اللوحي لمعالجة الصور ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي

وكما هو متوقع، يشعر موراندي بالملل أحيانا، لذلك يقضي وقته في التقاط صور للشواطئ، والحياة البرية، والمناظر الطبيعية، ثم يضيف التعديلات على لقطاته ليشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه الكثيرون”.

ويعتقد موراندي أن إغلاق إيطاليا، إذا استمر، يعني أن السياح سيبقون بعيدا حتى شهر يوليو/تموز على الأقل، مضيفا إلى احتمال قضاء صيف أكثر هدوءا لا يخيفه.

ولدى موراندي بعض النصائح للأشخاص الذين أجبروا على الانعزال في إيطاليا وأماكن أخرى حول العالم بسبب الوباء العالمي، ويقول إن قضاء بضعة أسابيع متحصنا في الداخل ليست شيئا مزعجا، بل على العكس، فهي تمثل فرصة لممارسة البحث عن الذات.

ويُوضح موراندي عن تجربته أنه على الرغم من وجوده وحيدا على جزيرة كاملة، إلا أن شتاء البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يكون صعبا، لذلك يقضي عدة أشهر في الداخل.

ويؤكد موراندي أنه يقضي كل شتاء داخل بيته، ولأشهر متتالية بالكاد يتجول في أنحاء الجزيرة، مشيرا إلى أنه يقضي وقتا على الشرفة الأمامية تحت المظلة عوضا عن ذلك.

لذا، يقول موارندي متعجبا: “ما الذي يجعل الأشخاص غير قادرين على البقاء في المنزل لمدة أسبوعين؟ هذا سخيف”، بحسب ما ذكره.

ومع تشديد إيطاليا القيود على الحركة للسيطرة على فيروس كورونا، تم تغريم العشرات من الإيطاليين في الأيام القليلة الماضية لمغادرتهم منازلهم لأسباب غير ملّحة مثل التنزه في الحديقة أو على الشاطئ.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!