أمين عام حزب العمال حـمة الهمّـامي لـ«الشروق»: لن أعتزل السياسة.. واحذروا من ديكتاتورية ما بعد الكورونا

حذّر الأمين العام لحزب العمّال حمة الهمامي التونسيين من ديكتاتورية يعدّ لها من طرف الأحزاب اليمينية الحاكمة في فترة ما بعد الكورونا مؤكدا أن المصالحة مع حركة النهضة لن تتم إلا بعد محاسبتها على حصيلة حكمها. تونس – الشروق  واعتبر الهمامي في حوار لـ"الشروق" أن الحكومة الحالية تواصل انتاج الفشل بتوخي خيارات اقتصادية واجتماعية خاطئة في إدارة أزمة الكورونا، مشيرا إلى أن اليسار  سيشكل بديلا سياسيا في الفترة القادمة بعد تشتته وهزيمته الانتخابية، مؤكدا أنه لن يعتزل العمل السياسي واصفا الدعوات في هذا الصدد بالترهات.

Share your love

حذّر الأمين العام لحزب العمّال حمة الهمامي التونسيين من ديكتاتورية يعدّ لها من طرف الأحزاب اليمينية الحاكمة في فترة ما بعد الكورونا مؤكدا أن المصالحة مع حركة النهضة لن تتم إلا بعد محاسبتها على حصيلة حكمها.

تونس – الشروق 
واعتبر الهمامي في حوار لـ”الشروق” أن الحكومة الحالية تواصل انتاج الفشل بتوخي خيارات اقتصادية واجتماعية خاطئة في إدارة أزمة الكورونا، مشيرا إلى أن اليسار  سيشكل بديلا سياسيا في الفترة القادمة بعد تشتته وهزيمته الانتخابية، مؤكدا أنه لن يعتزل العمل السياسي واصفا الدعوات في هذا الصدد بالترهات.

كيف تقيّم إدارة السلطة في تونس لازمة كورونا؟
أعتقد أننا إزاء أزمة متعددة الأبعاد عرّت سوء الخيارات الإقتصادية والإجتماعية التي انتهجتها تونس منذ عقود والتي كشفها تردّي قطاع الصحة والبحث العلمي وغيرها من ركائز المجتمع، السلطة القائمة تواجه الجائحة بكثير من الارتباك والتذبذب وبصراعات غريبة بين الرئاسات الثلاث لافتكاك الصلاحيات وحتى الاجراءات الاجتماعية التي تم اقرارها شابتها اخلالات خطيرة تجسدت في تورط مسؤولين من داخل الدولة في تسييس ملف المساعدات وتوزيعها لغير مستحقيها، كنت أنتظر اجراءات تقطع مع سياسة الأيادي المرتعشة كتسخير المصحات الخاصة وتغيير القانون الأساسي للبنك المركزي ليتمكن من اقراض الدولة مباشرة وتأجيل دفع الديون الخارجية واقرار ضريبة استثنائية على الشركات الأكثر ربحا وتوظيفها لجهود مكافحة الوباء، قناعتي راسخة أن  نفس السياسات توصلنا لنفس النتائج وهي مزيد تكريس الفشل وتفقير الشعب والارتهان المتواصل للجهات المانحة .

بين دعوة رئيس الحكومة لرجال الأعمال لمزيد الانخراط في الجهد الوطني وتشكي منظمة الأعراف من شيطنة أصحاب المؤسسات، هل أخطأت السلطة في إدارة هذا الملف؟
لا يمكننا إنكار الدور الوطني للعديد من أصحاب المؤسسات المنخرطة في مشروع وطني شامل ومساهمتهم في الدورة الاقتصادية لكن فئة أخرى تعمل على تخريب الاقتصاد وضرب الصناعة الوطنية وتمارس التهرب الضريبي وتستثري بأموال المجموعة الوطنية، من شيطن رجال الأعمال هي التصريحات اللامسؤولة والانقلاب على الاتفاقيات التي تم ابرامها مع الشركاء الاجتماعيين، أنا أدعو الدولة إلى إدارة هذا الملف بعيدا عن منطق الخوف والمحاباة واقرار ضريبة “الكورونا” بصفة استثنائية على أكثر الشركات ربحا في تونس في القطاعات المزدهرة كدخل اضافي لتعبئة موارد الدولة في حربها ضد الكورونا.

بعد أن مثّلت رقما صعبا في المعادلة السياسية بعد الثورة أصبح تأثير أحزاب اليسار محدودا بعد هزيمته الانتخابية، هل قمتم بالمراجعات المطلوبة للخيارات السياسية وأساليب الممارسة ؟
لا بد من الاقرار بفشلنا الانتخابي، نحن خسرنا معركة سياسية نتيجة تظافر عوامل عدّة منها تشتت العائلة اليسارية وتنامي الصراعات داخلها والتي لم تجد طريقها إلى الحل علاوة على ارتكاب أخطاء اتصالية متعددة كانت عائقا أمام مزيد التحامنا بشعبنا وايصال مقارباتنا له، عموما تبنّينا خطابا سياسيا متناسقا من ناحية المضمون ودافعنا عن خيارات اقتصادية ومجتمعية أثبت الواقع صحتها لكن أساليب عملنا تتطلب مزيدا من التطوير لتكون أكثر مقبولية ونفاذا للفئات التي نتوجه إليها.

ما ردّك على من يتهمك بمحاولة اختزال اليسار في شخصك واعاقة كل محاولات التجديد داخله ؟
هذا كلام مردود على أصحابه، ساحة النضال تتسع للجميع ومن يريد خدمة شعبه وتقديم الحلول لن يمنعه حمة الهمامي ولا غيره ، من يريد تزعّم الساحة السياسية فليتفضل وليستفد من حرية التعبير والتنظّم ، هذه مجرّد ذرائع للتغطية على فشلهم وعموما سأواصل العمل النضالي ولن أعتزل السياسة فما يهمني هو تقديم الحلول والبدائل للوضع الراهن بعيدا هذه الترهات ونتائج سبر الآراء وسنواصل في حزب العمال تصعيد قيادات شابة إلى الصف الأول في اتخاذ القرار ونسلمها مشعل النضال لاستكمال المسيرة.

عاد الحديث عن مفاهيم الدولة الراعية والاقتصاد التضامني بعد فشل الليبيرالية في معالجة تداعيات الكورونا وهي من المقاربات التي تتبناها القوى اليسارية ، هل هي فرصة لليسار التونسي لإعادة تموقعه في الساحة السياسية ؟
هي المنفذ الحقيقي للقوى الاشتراكية في العالم بأسره وليس في تونس فقط بعد فشل الليبيرالية المتوحشة في مقاربة الأزمة باعتراف منظّريها قبل مناهضيها، فالعالم يحتاج اليوم لحضارة جديدة وقيم جديدة و حلول اقتصادية تواكب التحولات الحاصلة على أنقاض الرأسمالية التي أنفقت على التسلح والحروب وأهملت الإنسان والطبيعة، على جميع القوى اليسارية في تونس التقاط اللحظة التاريخية والتوحد لاستعادة موقعنا لدى مختلف الفئات الإجتماعية مع تطوير الأساليب التنظيمية والاتصالية.

في زمن الأزمات عادة ما تتجه الشعوب نحو مبادئ المصالحة الشاملة والمصلحة الوطنية، هل ننتظر يسارا أكثر انفتاحا وتصالحا مع القوى اليمينية بعيدا عن منطق الصراع الايديولوجي ؟
نتصالح مع من ؟ مع أحزاب يمينية ديكتاتورية تقصي كل فكر معارض لها ؟ خلافنا مع هاته الأحزاب هو خلاف أفكار ومقاربات سياسية ونمط مجتمعي ، يتهموننا بأننا حزب اجتثاثي في حين أنهم إقصائيون ديكتاتوريون يناهضون كل موقف وبرنامج وطرح مخالف لمقارباتهم ولم يستخلصوا الدروس من تجربة الحكم ، وعموما لن نصالح النهضة ومن والاها تحت ذريعة الكورونا على حساب سياسات التفقير وضرب مؤسسات الدولة التي مارسوها زمن حكمهم ، سياساتهم وأفكارهم ستقود إلى نزعات استبدادية قد تمارس بإسم اعادة البناء في فترة ما بعد الكورونا بضرب الحريات وتكميم الإعلام.    

هاشم بوعزيز

Source: Alchourouk.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!