أم في حيرة.. إبنتي الوحيدة تعتبرني جلادها

Share your love

أم في حيرة.. إبنتي الوحيدة تعتبرني جلادها

أنجبتها في وقت قطعت فيه الأمل أن يكون لي أولاد، فزواجي تم في سن متأخر، كما أنّ مسألة الإنجاب بالنسبة لي كانت في خضم المستحيل.

كانت ولا تزال الأمل الذي أحيى من أجله والإستثمار الذي أريد أن أخرج منه بأكثر الأرباح، فكيف لإمرأة في العقد الخامس مثلي تفكر في إبنتها فلذة كبدها والروح التي تسكن روحها.

إبنتي الفتاة اليافعة تعتبرني جلادا لها، فعلاقتي بها حسبها علاقة إحترام أكثر منها علاقة صداقة أو إحتواء بين من وهبت الحياة وبين من هي روح الروح، أتوق أن تبوح لي كريمتي بأسرارها ، أتوق لأن أعرف ما تفكر فيه وما تحلم به، أريد أن أكون كمثل من هن حولي من أمهات صديقات حميمات لبناتهن.

أحاول دائما التقرب من إبنتي وأريد أن أكون إلى جانبها في فترة المراهقة حتى أصحح غلطاتها وأجعلها تتفادى السقوط فيما لا يحمد عقباه. بعيدة هي عني بعد الثرى عن الثريا، ومن فرط هوسي بها بت أترصد حركاتها خوفا مني أن يكون ما بها من تحفظ وصمت عقدة أو إكتئاب إلا أنني لمست أن ذلك التحفظ ما هو إلا نمط تعاملها معي، في حين تنفرج اساريها بإبتسامات عريضة مع الأخرين من أقرابها وجيراننا ، وهذا ما لم أتقبله.

أريد أن أحظى بقلب إبنتي التي صارحتني ذات مرة أنني بمثابة الجلاد لها، فكيف العمل؟

المجروحة س-ليندة من العاصمة.

الرد:

يخطئ الأولياء حين يظنون أنهم يمتلكون مفاتيح الولوج لقلوب أبنائهم، وبالتالي فهم كل ما يدور في أذهانهم، لقد ولى ذلك لزمان سيدتي وأضحى على الأولياء التمكن من بعض الميكانيزمات الجديدة التي تجعل قربهم من أبنائهم سهلا وليس بالمستحيل.

أطبقت على أنفاس إبنتك بلغة السؤال بدل التودد، ولعل هذا ما جعلها تعيرك نفس المعاملة حيث أنها لا ترى منك إلا كل ما له علاقة بتثبيط حريتها وتقييدها.

عليك سيدتي أن تعززي لدى إبنتك:

أولا: الإستقلالية وهذا وبأن تفسحي لها مجالا من الحرية والتصرف بمسؤولية تجاه نفسها وتجاهك أنت ووالدها.كذلك يجب عليك أن لا تنسي سيدتي أنها إبنتك الوحيدة التي يجب عليك أن لا تنمي لديها روح الإتكالية التي سيجعلك دائمة الحرص على تقفي أثرها وإصطياد عثراتها وزلاتها.

ثانيا: الكلام البناء معها، فلا يجوز أن يكون فحوى حوارك مع فتاة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها يشبه جلسة حكم بين قاض ومتهم ، لأن هذا التصرف بالذات سيفقدك مكانتك كأم أمام فلذة كبدك التي باتت تعزّ البعيد وتنفر من القريب.

كذلك من الجيد أن تلاطفي إبنتك وتخبريها بل وتذكريها بحبك لها ومن أنك من دونها لا تساوي شيئا، حتى تحس بأنه فعلا قطعة من روحك ومن أنها ليست مجرد فتاة أنجبتها لتمارسي عليها من السلطة الكثير.

ثالثا : الثباث في معاملتها، وهذا أهم محور يجب الإرتكاز عليه، لأن إبنتك وهي في هذا السن لن تتحمل تقلب مزاجك ومزاج أبيها الذي عليه ايضا أن يكون شريكا لك في تربيتها وأن يكون حاضرا وبقوة حتى يزرع في قلب هذه الفتاة الأمان والردع في ذات الأن.

كل هذا ولا يسعنا أن نذكرك سيدتي أن اللين ومسك العصا من الوسط هما أهم الأساليب التي يجب عليك أن تربي إبنتك عليها، كما أنّه عليك أيضا أن تكوني على يقين أن فارق السن الذي بينك وبين إبنتك يلعب دورا كبيرا في إستتباب السكينة في روحيكما، فحبذا لو نزلت من أجلها بمستواك إلى مستواها حتى تحظي بثقتها وحبها بإذن الله.

Source: Ennaharonline.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!