إذا كانت جراح الناس تغفو …. فإن جراحنا أبدا تفـور
وإن كانت همومهم رمادا …. فإن همومنا الصغرى سعير
أيحكم في قضيتنا عدوّ …. ويرشدنا لغايتنا الضـريـر ؟
ونبقى في الحياة بلا لسان …. وقد نطقت بحاجتها الحمير؟
ندور كما يقول القوم دوروا …. وإن رغبوا الثبات فلا ندور
ومنا من يرى في الخيش خزا …. ومنا من يضايقه الحرير
ويبجث بعضنا عن كأس ماء …. وتغرق بعض سادتنا الخمور
كأن النائبـات لنا فــراش …. وأن العاديـات لنا دثور
أننسى في دروب القدس ليلى …. وليلى تستغيث وتستجير؟
أننسى أعين الليمون ترنو …. وأعشاشا تحن لها الطيور
أننسى مسجدا ونداء فجر …. ومحرابا وهل تنسى الجذور؟
لئن متـنا فإن لنـا قبورا …. ستحكي كل قصتنا القبور
رجالا أسبح الأطفال فينا …. وفي أرض الصدام لهم زئير
كأنهم من الصوان قُدوا …. ومن بركانه هذا الزفير
فلا تعجب وليس لهم رصاص …. إذا وقعت على الموت الصدور
نعم ثاروا وعدتهم حجار …. ونحن القاعدون متى نثور؟
نعم ثاروا وكلهم جياع …. ونحن المتخمين متى نثور؟
دماؤهم على الطرقات مسك …. ويمضي للعبير بك العبير
قبلنا بالحلول وأنكروها …. وقالوا : إنه العار الكبير
وقبلنا الأكفَّ لقاء سلم …. حقير ساقه الزمن الحقير
وضيعنا الأمانة والأماني …. فلا زحف هناك ولا عبور
وماذا يحكم الشهداء فينا …. غداة غدٍ إذا انتفضت قبور ؟
دماء قد نسيناها ليبقى …. لنا شاة همام أو وزير
ولكن الرجال هناك قالوا …. ألا كفوا فقد فطم الصغير
فنبت القدس ليس له نظير …. وحاشا أن يكون له نظير
بماء الذكر يسقى كل يوم …. وف أحضانه تنمو البذور
……………………..