لا يمكن أن يعرف تجربة الإصابة بالسرطان إلا من خاضها، كما وأن هذه التجربة تختلف من شخص لآخر. ولعل أحد أهم الأمور التي تساعد في تشكيلها هي جودة الحياة لدى المصاب، والتي تلعب دورا أساسيا في نجاح العلاج.

ويذكر أن تعريف جودة الحياة يختلف من شخص لآخر، كما وأن له تفرعات عديدة. فعلى سبيل المثال، فإن الشعور بالألم والإرهاق وغير ذلك من الأعراض الجانبية للمرض وعلاجه كلها أمور تؤثر بشكل سلبي على جودة الحياة. كما وأن الضغوطات النفسية والصعوبات المادية والخلافات العائلية تقوم بذلك أيضا.

أما ما يدعو إلى التفاؤل، فهو قيام الباحثين بشكل مستمر بدراسة حالات المرضى للتعرف على ما يؤثر على جودة حياتهم، ما يؤدي، بالتالي إلى تسليط الضوء على إمكانية الحد من هذه التأثيرات.


وتاليا بعض النقاط التي تؤثر على جودة حياة مصابي السرطان، والتي قد ينطبق بعضها أو جميعها على مصابي أمراض أخرى:


-الاكتئآب والمشاكل النفسية الأخرى: قد تتتصاحب تجربة السرطان مع شعور باكتئآب وقلق أو حتى رهاب، غير أن الاستعانة بالطبيب النفسي وإشراكه مع الفريق العلاجي يساعد، وبشكل كبير، على تبديد المشاعر السلبية والمخاوف لدى المصاب. فضلا عن ذلك، فإن مجرد إيجاد أذن متخصصة تسمع المخاوف وتبدل سير التفكير السلبي يعد كفيلا بتحسين نفسية المصاب.

 
-الألم المستمر: أما الحل هنا فهو، ببساطة، القيام بإعلام الطبيب. فمن المؤسف أن بعض مصابي السرطان أو غيره من الأمراض يعتقدون بأن العيش مع الألم أمر ﻻ بد منه، غير أن هذا ليس صحيحا، وخصوصا مع تعدد الأساليب العلاجية المتوفرة حاليا، والتي تتضمن العلاج النفسي فضﻻ عن العضوي.

 
-اعتلال الأعصاب الطرفية: يعرف اعتلال الأعصاب الطرفية بأنه تلف يصيب الأعصاب التي تتناقل الإشارات من وإلى الدماغ والنخاع الشوكي. وقد يتأثر بهذه الحالة عصب واحد أو مجموعة من الأعصاب أو جميع أعصاب الجسم، حيث يصبح العصب المصاب غير قادر على أداء وظائفه بالشكل المناسب. أما عن الأعراض، فهي تختلف مع اختلاف العصب المصاب ومع عدد الأعصاب المصابة. أما ما على المريض فعله، فهو تجربة أساليب علاجية عديدة تحت إشراف طبيبه، وذلك للوصول للراحة الفضلى.

 
-الدرجات العالية من الإرهاق: قد يكون أمرا مفاجئا أن يعرف إدخال التمارين الرياضية على الجدول اليومي بأنه أحد أفضل الطرق للتخلص من الإرهاق، غير أنه من الضروري أن يتم تحت إشراف الطبيب لتحديد نوع ومقدار التمارين والنشاطات المسموح بها، إذ يختلف ذلك من مصاب إلى آخر. كما وينصح للتخفيف من الإرهاق القيام بتقسيم النشاطات حسب الأولويات واقتطاع فترات قصيرة للاستراحة بين الحين والآخر، وذلك بدلا من أخذ قيلولة طويلة.

 
-المستويات العالية من الضغوطات النفسية: تعد الضغوطات النفسية وما تنجم عنه من مشاكل ضمن أهم العوامل التي تؤثر سلبا على جودة الحياة، لذلك، ينصح بإيجاد طرق للتخلص من هذه الضغوطات، وذلك بتعلم أساليب الاسترخاء إلى أن يجد الشخص ما يناسبه من أسلوب أو أساليب. كما وينصح بتخصيص وقت للالتقاء بالأصدقاء وممارسة الهوايات المحببة.


فإن تمت السيطرة على هذه العوامل وغيرها مما يضر بجودة الحياة، فإن تجربة المرض تصبح أسهل وعلاجه يكون أكثر ميلا للنجاح.