يقال بأن وجبة الإفطار هي الوجبة التي تصنع الأبطال. ليس هناك أدنى شك بمدى أهمية وجبة الإفطار وأهمية تناولها، ولكن بالرغم من ذلك نجد العديد من الرياضيين والذين يمارسون مختلف النشاطات الرياضية يتبعون نظام غذائي تغيب فيه وجبة الإفطار عن قائمة وجباتهم.

يرتبط تناول وجبة الإفطار ارتباط وثيق بتمتع الأفراد بصحة جيدة، بما في ذلك التمتع بذاكرة أقوى وتركيز أفضل، ومستويات أقل من الكوليسترول الضار (بالإنجليزية: LDL Cholesterol). بالإضافة إلى أهمية وجبة الإفطار في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسمنة، حيث أن تناول وجبة الإفطار يساعد على حرق السعرات الحرارية خلال اليوم واكتساب المزيد من الطاقة. لذلك يوصي العديد من أخصائيي التغذية بالحرص على تناول وجبة الإفطار، وخاصة بالنسبة للرياضيين لما لها من تأثير إيجابي كبير على الصحة.

ما هي أهمية وجبة الإفطار للرياضيين وما هو تأثيرها عليهم؟

تعتبر وجبة الإفطار حجر الأساس ليوم صحي بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية في فترة بعد الظهر، أما بالنسبة للرياضيين الذين يقومون بممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر فإن وجبة الإفطار تساعد أجسامهم على تحويل عمليات الأيض (بالإنجليزية: Metabolism) من حالة الهدم إلى حالة البناء، وهذا يشكل دافعاً كافياً لدى الرياضيين للحرص على الاستيقاظ باكراً وتناول وجبة الإفطار قبل أن يبدأ يومهم.

تنعكس فوائد وجبة الإفطار على حياة الرياضيين بشكل سريع بمجرد التزامهم بتناولها على نحو يومي؛ حيث يبدأون بملاحظة تحسّن الصحة وازدياد النشاط بعد مرور أسبوع واحد من الالتزام بروتين الإفطار اليومي وتتضمن هذه الفوائد ما يلي:

  • الشعور بمزيد من الطاقة خلال اليوم.
  • سهولة التركيز في صفوف التمرين.
  • اكتساب قدرة أكبر على إنجاز التمارين الرياضية.
  • الشعور بتعب أقل خلال اليوم لما لوجبة الإفطار دور في خفض مستوى الكوليسترول الضار والتقليل من ارتفاع ضغط الدم.

للمزيد تغذية الرياضيين

ما هي الآثار السلبية لعدم تناول وجبة الإفطار؟

  • الشعور بفقدان الطاقة وعدم القدرة على ممارسة النشاطات اليومية، حيث تساعد وجبة الإفطار على تنظيم السكر في الدم والذي يكون منخفضاً عند الاستيقاظ صباحاً. لذا يحتاج الجسم إلى وجبة الإفطار لتعديل مستوى سكر الدم واكتساب الطافة.
  • تناول كميات أكبر من الطعام لاحقاً خلال اليوم.
  • عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من فرص حصول الجسم على احتياجاته من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى.

اقرأ أيضاً وجبة الإفطار وأهميتها للصحة البدنية والعقلية

من الجدير بالذكر بأنه مقابل كل عذر يجعل الرياضي يتخطى وجبة الإفطار وتجاوزها هناك حل بسيط وفعال لمساعدته على بدء يومه بشكل صحيح وصحي. لذلك نستعرض فيما يلي حلول عملية تساعد على تسهيل الالتزام بتناول وجبة الإفطار:

  • تحضير وجبة الإفطار لليوم التالي منذ الليل وقبل النوم: هناك عدة خيارات جيدة يمكن تحضيرها لوجبة إفطار اليوم التالي مثل: الموز، شطائر زبدة الفول السوداني، والعصائر الطبيعية، وينصح الرياضيون باقتناء حقائب الطعام المعزولة ليتم وضع وجبة الإفطار المجهزة فيها منذ الليل وتخزينها في الثلاجة.
  • إعداد وجبات الإفطار لمدة أسبوع خلال عطلة نهاية الأسبوع: يمكن للرياضيين القيام بتحضير شطائر الإفطار مسبقاً وتخزينها في مجمد الثلاجة ليقوموا بتسخينها لاحقاً وتناولها خلال أيام الأسبوع، كما يمكنهم تحضير زجاجات العصائر الطبيعية وتخزينها في الثلاجة أيضاً.
  • اعتماد وجبات الإفطار المحضرة في الخلاط: هناك وصفات لوجبات مختلفة لا تحتاج لأكثر من 60 ثانية لمزج المكونات معاً وتحضير وجبة إفطار سريعة ومفيدة باستخدام الخلاط، مثل: الزبادي، كوب من التوت المجمد، كوب من عصير البرتقال مع حبة من الموز.
  • أخذ وجبة الإفطار عند الخروج لتناولها خارج المنزل: قد يكون من الصعب تناول وجبة الإفطار قبل مغادرة المنزل، لذا يمكن تناول شيء سريع قبل مغادرة المنزل، مثل لوح الجرانولا، وحمل ما تم تجهيزه في الليلة السابقة كوجبة إفطار لتناوله بعد فترة قصيرة لاحقاً.
  • تدريب الجسد وتعويده على تناول وجبة الإفطار؛ حيث أن العديد من الأشخاص بما فيهم الرياضيون قد لا يشعرون بالجوع في الصباح، لكن بمجرد أن يبدأوا بتناول وجبة الإفطار عدة أيام، سوف تعتاد أجسامهم هذه العادة.

ما هي وجبة الإفطار المثالية للرياضيين؟

يعد التنوع في وجبة الإفطار أمر ضروري كونها تقدم العديد من الفوائد الصحية والغذائية للأفراد. لذا من المهم للرياضيين أن يعرفوا أهم العناصر الغذائية اللازمة لتحضير وجبة إفطار جيدة يبدأون بها يومهم. تتضمن العناصر الغذائية المهمة لتكوين وجبة صحية جيدة ما يلي:

  • الكربوهيدرات: تمنح الكربوهيدرات عالية الجودة مثل: الحبوب الكاملة، والفاكهة، والعصائر الطبيعية، واللبن، وحليب الشوكولاتة، الطاقة السريعة للعضلات والدماغ.
  • البروتينات: تعزز البروتينات الشعور بالشبع وتساعد في الحفاظ على أنسجة العضلات الهزيلة وبنائها. ومن الأمثلة عليها: البيض، والحليب، واللبن، والمكسرات، والبذور، والبقوليات.
  • الألياف: تعزز الألياف أيضاً الشعور بالشبع، كما توفر العديد من الفوائد الأخرى كخفض مستوى الدهون والسيطرة على نسبة السكر في الدم، ومن الأمثلة عليها: الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضروات.
  • السوائل: تساعد السوائل مثل: الماء، والحليب، والعصائر، والقهوة أو الشاي، الرياضيين على إعادة الرطوبة للجسم بعد ليلة من النوم.

يوصى بإدخال مصادر تحتوي على كل من البروتينات، والألياف، وأحد أنواع الفاكهة، في كل وجبة إفطار، وذلك للحصول على دفعة طاقة سريعة للعضلات والدماغ، بينما تتم عمليات الحرق في ذات الوقت.

يفكر بعض الرياضيون في المقام الأول بالكربوهيدرات عند تحضير وجبة الإفطار، مثل: الكعك، والخبز المحمص، وحبوب الإفطار، والفاكهة أو العصائر، ولكن يوصى بتناول 20-30 غرام على الأقل من البروتينات في الصباح لما لها من دور أساسي في الحفاظ على الكتلة العضلية للجسم، كما أن إدخال البروتينات لوجبة الإفطار يرفع من إجمالي معدل حرق الطاقة خلال اليوم.

تعد وجبة الإفضار للرياضيين طريقة سهلة وبسيطة للتأكد من حصول أجسامهم على الطاقة اللازمة لتحقيق أفضل أداء في الميدان، وللبقاء على صحة جيدة والاستعداد الدائم لبذل جهد أكبر.

اقرأ أيضاً أهمية وجبة الفطور وخاصة لطلاب المدارس