الإسهال عامة هو حالة غير مريحة يعاني فيها الفرد من تحركات معوية مائية، والإسهال الحاد المعدي شائع في البلدان النامية (وخصوصاً بين الرضع)، حيث يموت منه ما بين 5 إلى 8 ملايين نسمة تقريبًا كل عام، ولكن أسباب الإسهال ربما يجهل معظمها الكثيرون منا.
التعريف:
الإسهال هو أن يقضي الإنسان حاجته من الغائط أكثر من ثلاث مرات في اليوم، وحيث يتغير شكل البراز، وكميته تفوق الـ 200 غرام في اليوم، ويترافق عادةً مع الحاجة الضرورية للذهاب لبيت الخلاء، وذلك بحد ذاته يعتبر مشكلة كبيرة.
وتتباين نوعية البراز بين المخاطي والقيحي والدامي، فتكاثر عملية إخراج البراز بسبب مشاكل عملية للأمعاء مع كمية طبيعية لا تتجاوز 200 غرام في اليوم، وكذلك العجز البرزي لا يعتبران في هذا الإطار إسهالًا، ووفقا للموسوعة الحرة فإنه عندما تطول فترة الإسهال لأكثر من أربعة أسابيع يعتبر مزمنًا.
أنواعه:
يقسم الإسهال إلى عدة أنواع:
- الأوسموتي: حيث تتسبب قلة إنتقاء المواد الفعالة من الأمعاء ببقاء المياه أيضًا خارج الجسم وذلك يساهم بشكل مباشر بالإسهال الشديد.
- الإفرازي: حيث تفرز الأملاح والمياه بشكل ناشط وفعال إلى الأمعاء ومنها إلى خارج الجسم، يكاد ينحصر هذا النوع بسموم البكتيريا مثل بكتيريا الكوليرا والـإيشيريشيا القولونية، لكن توجد أيضًا هورمون الـVIPـ (VIP= Vasoactive Intestinal Polypeptide) الذي يعطي تأثيرًا مشابهًا، ويمكن أن يحصل هذا النوع من الإسهالات عند الذين يصومون عن الأطعمة لفترة طويلة جدا.
- المراري: حيث يتسبب إنخفاض القدرة على الحجز لدى الغشاء المخاطي المعوي بأن تتسرب الأملاح إلى الأمعاء، هذه الحالة تكون على سبيل المثال لدى مرضى سرطان الأمعاء الغليظة أو الإلتهاب المقرح للأمعاء الغليظة، فقد تسبب قلة إمتصاص الأحماض المرارية (العصارة الصفراء) بآثار مماثلة، وحتى عند النشاط الزائد للغدة الدرقية.
أسباب الإسهال:
1- الإسهالات الحادة (أي غير المزمنة): تترافق العدوى بمسببات المرض (الفيروسات مثلًا) مع 90 بالمئة من الإسهالات الحادة (البكتيريا إلخ) عبر تسمم من الأطعمة بالسموم البكتيرية، فكل سنة يمرض تقريبًا ثلث البشرية مرة بهذا النوع، القليل منهم بحاجة عمليا لمساعدة طبية.
أما عند الإسهالات الدموية يمكن أن تكون الأمراض التالية سببًا: (أو غيرها)
- إلتهاب القولون التقرحي
- متلازمة قرحة المستقيم الإنفرادية
- داء كرون
- ورم سرطاوي
- إلتهاب الأفتاق الصغيرة
- البواسير
- الإلتهاب المعوي الغليظ والدقيق القليل التغذية الدموية
- سرطان الأمعاء الغليظة
- إلتهاب الأمعاء الغليظة الشبه غشائي
- الجمرة الخبيثة
- بعد إستهلاك نباتات لونيسيرا.
2- الإسهالات المزمنة: تقسم حسب نشأتها إلى الأوسموتية، الإفرازية، المترافقة بخلل حركي والإلتهابية.
هنا نستخدم الفحوص السريرية (حرارة، أوجاع بطن…) وقصة تاريخ المريض سابقًا (طعام، مواد مسهلة؟) والتنظير المعوي أو غيره من الطرق الطبية المصورة لتحديد العلة.
الأسباب هنا يمكن أن تكون من البسيطة وحتى الخطيرة:
– حساسية شديدة على بعض أنواع الغذاء،
– نقص الغذاء خلل عمل البنكرياس أو الكبد أو حتى المرارة،
– إصابة الأمعاء بالعدوى،
– إصابة بالطفيليات،
– بعض أمراض المناعة ‘الزائدة’،
– أو بعض الأدوية والعلاجات لأمراض السرطان والمسكنات وحتى الديجيتاليس (لبعض أمراض القلب).
ملاحظات هامة:
- الإسهال يمكن أن يؤدي بسبب خسارة السوائل إلى النشفان، وعبر خسارة الأملاح المهمّة كالبوتاسيوم والماغنيزيوم والصوديوم إلى التشنجات.
- الإسهال المتواصل يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة.
- يجب التنبيه إلى خلل الهضم عند الأطفال الرضع والذي يجب علاجه بدقة لأنه قد يؤدي سريعًا إلى حالات صحية خطيرة أو إلى وفاة الطفل.
- عند وجود كمية من الدم في البراز الدامي يجب تفسير ذلك ومعرفة مصدر الدم.
العلاج:
عند المرضى المسنين، الأطفال والرضّع يجب إبلاغ الطبيب، وفي الأساس علينا أن نطعم المريض أغذية سهلة الهضم، والمهم أيضًا هو تعويض خسارة السوائل والأملاح، وبينما يمكن إستباق الإسهال الكامل عبر الفحم الناشط -activated charcoal- (غرام واحد لكل كغ من كتلة الجسم) توضع تأثيراته عند المرض الفعلي.
العلاجات البديلة:
أظهرت دراسة في عام 2010 عن فعالية البروبيوتيك في معالجة الإسهال أن إستعمال البروبيوتيك يخفف من مدة الأعراض بيوم واحد ويقلل من فرص الأعراض التي تدوم لأكثر من 4 ايام بنسبة 60%، إن البروبيوتيك لاكتوباسليس يمكن أن تساعد في منع الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية عند الراشدين ولكن ربما ليس عند الأطفال.
الوقاية:
هناك لقاح لفيروس الروتا لديه القدرة على خفض معدلات الإصابة بالإسهال، هناك حاليا إثنين من اللقاحات المرخصة ضد هذا الفيروس، وهي لقاحات جديدة ضد فيروس الروتا، الشيجيلا، ETEC و الكوليرا ما تزال قيد التطوير فضلاً عن أسباب أخرى للإسهال المعدي.
وفي النهاية نتمنى لكل أفراد الأسرة تمام الصحة والعافية كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات الطبية، وللمزيد يمكنكم متابعة قسم الصحة، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”إحذروا من أن تكونوا مصابين بضعف الذاكرة وأنتم لا تعرفون!“، وأشركونا دائما بتجاربكم وأسئلتكم وتعليقاتكم.