أيام الفن التشكيلي تنفخ بعض الروح في المشهد الثقافي السوري

دمشق ـ «القدس العربي»: للمرة الأولى في سوريا، تستضيف صالات عرض فنية ودور ثقافية مجموعة من الأنشطة المتزامنة، احتفاء بأيام الفن التشكيلي،، وهي فعالية تنظمها وزارة الثقافة وتشهد البلاد حالياً النسخة الأولى منها، التي ستستمر لعدة أسابيع متتالية. من دمشق العاصمة بدأت الفعالية الأسبوع الفائت في دار الأوبرا، بعرض فيلم وثائقي عن تاريخ حركة الفن […]

أيام الفن التشكيلي تنفخ بعض الروح في المشهد الثقافي السوري

[wpcc-script type=”544552c69ae1f646ac38e6b3-text/javascript”]

دمشق ـ «القدس العربي»: للمرة الأولى في سوريا، تستضيف صالات عرض فنية ودور ثقافية مجموعة من الأنشطة المتزامنة، احتفاء بأيام الفن التشكيلي،، وهي فعالية تنظمها وزارة الثقافة وتشهد البلاد حالياً النسخة الأولى منها، التي ستستمر لعدة أسابيع متتالية.

من دمشق العاصمة بدأت الفعالية الأسبوع الفائت في دار الأوبرا، بعرض فيلم وثائقي عن تاريخ حركة الفن التشكيلي السوري، وأهم روادها من مختلف المدارس التشكيلية، الذين تركوا بصماتهم المميزة في هذا العالم. كما تضمن حفل الافتتاح تكريم عدد من الفنانين التشكيليين السوريين الراحلين كالنحات نزار علوش والمصور نذير إسماعيل، وأيضاً فنانين ما زالوا يمارسون عملهم ولهم تجاربهم القيمة مثل إحسان عنتابي ووحيد مغاربة ونشأت الزعبي. وترافق الحفل كذلك مع معرض لعشرات الأعمال ذات المواضيع المتنوعة كالطبيعة والمنازل والأشخاص، التي رسمها عدد من الفنانين السوريين خلال حقبات زمنية مختلفة. بعد الافتتاح انطلقت الفعالية إلى مجموعة من صالات العرض في دمشق وعدد من المدن السورية الأخرى كحلب واللاذقية وجبلة، حيث تشارك هذه الصالات بمعارض فنية يتنوع المشاركون فيها كما تختلف مضامين اللوحات والأعمال المعروضة ضمنها، إضافة لذلك، تستضيف مراكز ثقافية أخرى مجموعة من ورشات العمل والندوات التي تتناول الواقع الثقافي في البلاد وتهدف لتنشيطه وبث المزيد من الروح والحيوية فيه.

الاطلاع على المزيد من التجارب

في صالة قزح في دمشق، يعرض ثمانية فنانين شباب حوالي عشر لوحات تشكيلية ذات أبعاد واحدة، بمواضيع ومواد مختلفة تنوعت بين التجريد وتحوير الحيوانات وتصوير أشخاص بالغين أو أطفال، وباستخدام تقنيات الرسم والطباعة والحفر بشكل أساسي.
وأشار سامر قزح وهو مدير صالة قزح أثناء لقاء مع «القــــدس العربي» إلى أهمـــية هذه الفعالية وبشكل خاص مشاركة مجموعة من الفـــنانين الشباب فيـــها، «فالفنان داخــــل سوريا اليوم لا تتاح له فرصة الاطلاع على تجارب فنانين آخرين، وينهي سنوات دراسته بدون أن يتمكن من زيارة الكثير من المعارض، التي انخفض عددها في سوريا بشكل كبير نتيجة الحرب، على عكس من سافر من الفنانين وحظي بخبرات جديدة غنية خارج البلاد».
ورأى قزح في حديثه أن هذه الفعاليات لها تأثير كبير على المشهد الثقافي داخل سوريا، وفيها يبرز دور صالات العرض التي يتوجب عليها خلق توازن بين كافة مستويات الفن والتركيز على المضمون الجيد الذي يضيع بعض الأحيان في خضم الأعمال العادية التي تعرض بشكل متكرر، وهي أقرب للرسم منها للفن التشكيلي.

اختار كل فنان من المشاركين لوحة تعبر عن مشروعه الخاص، وتجمعنا الرغبة بالتعبير عن إرادة الحياة، فنحن باقون هنا، نريد أن نتنفس، وما زلنا قادرين على العمل بالفن والجمال.

نشر الثقافة البصرية

للفعالية أهداف أخرى حسب رؤية الفنان باسم دحدوح، الذي يشـــارك ضمن صالة جورج كامل في دمشق في معرض أساتذة كلية الفنون الجميلة في الجامعة العربية الدولية الخاصة، حيث تُعرض عشرات اللوحات لثلاثة عشر مدرّسا ومدرّسة، منهم إلياس زيات ونصوح زغلولة وإحسان العر وبسيم سباعي وسهيل معتوق.
دحدوح، الذي يعمل كذلك مدرّساً في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، أشار خلال لقاء مع «القدس العربي» إلى أهمية الفعالية بنشر الثقافة البصرية على أوسع نطاق، وهو ما يتقاطع مع رؤية الفنانين المشاركين في معرض صالة كامل، حيث يجمعهم الهمّ المشترك والإيمان بأهمية وقوة الفن.
«هي احتفالية مشتركة، وفي الوقت نفسه تتيح لكل منا أن يقول ما يرغب بقوله للجمهور. اختار كل فنان من المشاركين لوحة تعبر عن مشروعه الخاص، وتجمعنا الرغبة بالتعبير عن إرادة الحياة، فنحن باقون هنا، نريد أن نتنفس، وما زلنا قادرين على العمل بالفن والجمال وهي اللغة الوحيدة التي نعرفها».
ويأسف دحدوح للحال التي آلت إليها الثقافة اليوم، «فالجميع يعلم بأننا نشتغل بحرفة لا أحد من الجمهور يريدها، خاصة خلال فترة الحرب التي تفرض أولوياتها الخاصة على حياتنا، واللوحة هي آخر تلك الأولويات بكل تأكيد حيث يندر أن نراها تزين جدار منزل ما». إلا أن بعض الأمل يحدو الفنان بتراكمية الثقافة البصرية، التي تؤدي في نهاية المطاف لحالة من المعرفة واستيعاب كل ما هو مختلف عنا، وهنا يبرز دور المعرض في كسر الحاجز بين الثقافة وبين المتلقي، الذي لا بد أن تبنى لديه معرفة بصرية تدريجية عاماً بعد آخر، وكذلك دور المؤسسات المختلفة مثل، وزارة التربية في تقديم محتوى بصري هادف، «فعندما نملأ الكتب المدرسية بلوحات وأسماء فنانين سوريين وعالميين نضمن حصول الأجيال الجديدة على تلك الثقافة البصرية».

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *