‘);
}

القصة في القرآن الكريم

تعرّف القصة بأنّها الحكاية والخبر، ولقد استخدم القرآن الكريم ذلك الأسلوب، فروى الكثير من قصص الأمم السابقة، ودعوة الأنبياء، وما عانوه مع أقوامهم، وما تعرّضوا له من الأذى، وكيف صبروا وتحمّلوا في سبيل كلمة الله تعالى، وفي سبيل إعلائها، وبالتالي فإنّ تلك القصص القرآنية، هي بمثابة دُربةٍ لكيفية سلوك طريق الدعوة، وخير مثالٍ على ذلك، النبي صلّى الله عليه وسلّم، الذي ضرب الله له تلك الأمثلة في القرآن الكريم؛ دعماً وتثبيتاً له، حيث قال الله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ).[١][٢]

مكان إقامة قوم نوح عليه السلام

وقوم نوحٍ هم القوم الذين بُعث لهم النبي نوح عليه السلام، ويُذكر أنّه كان يُقال لهم: بنو راسبٍ، أمّا عن موطنهم، فقد سكن قوم نوحٍ -عليه السلام- في جنوب العراق، حول مدينة الكوفة في الوقت الحاضر، وقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ المدة التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام؛ هي عشرة قرونٍ، وكان الناس كلّهم خلال تلك المدة على الإسلام، ثمّ بعد تلك القرون تغيّر الحال، وبدأت عبادة الأصنام بالانتشار في ذلك الوقت، والسبب في ذلك كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)،[٣] قال ابن عباس: (هذه أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم، التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسمّوها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسخ العلم عُبدت)، ولقد عبدت كلّ طائفةٍ من قوم نوحٍ -عليه السلام- صنماً من تلك الأصنام، حتى وصل بهم الأمر إلى أن جعلوها تماثيل مجسدةً، وعُبدت من دون الله عزّ وجلّ.[٤][٥]