‘);
}

صلاح الدين الأيوبيّ

اسمه يوسف بن الأمير نجم الدين أيّوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدوينيّ، وهو تكريتيّ المولد، إذ وُلِد في عام 532هـ، ولم يكن صلاح الدين عربيّ الأَصْل، بل كان ينتمي إلى عائلة كُرديّة، وكان يُكنَّى بأبي المُظفّر، أمّا صلاح الدين الأيوبيّ فهو لَقَبه، وقد كان والده نجم الدين رجلاً صالحاً، حيث كان يتولّى قلعة تكريت، ثمّ انتقل منها إلى بعلبك، وقِيل بأنّ والده خرجَ من تكريت ليلة مولده مُكرَهاً، فتشاءم لذلك، فقِيل له لعلّ ذلك خيرٌ له وهو لا يعلم، ولعلّ أن يكون للمولود صِيتٌ عظيم عندما يَكبُر.[١][٢]

وقد نشأ صلاح الدين عند عماد الدين زنكي، حيث إنّه عندما انتقل مع والده من تكريت، نزلوا عند عماد الدين زنكي، فتربّى عنده، وتعلَّم ركوب الخيل، وتدرَّب على السِّلاح، كما تعلَّم الكثير من اللغة العربيّة وقراءة القرآن الكريم، وحِفْظ الحديث النبويّ الشريف،[٢] كما تلقّى صلاح الدين عِلْمه أيضاً من أبي طاهر السلفيّ، والفقيه علي بن بنت أبي سعد، وسَمِعَ من الطاهر بن عوف أيضاً، وفي وَصْف صلاح الدين ذَكَر المُوفَّق عبد اللطيف أنّه أتى إليه وهو في القدس، وجلس في أحد مجالسه، فرأى فيه مَلِكاً يملأ العيون روعة، ويملأ القلوب مَحبَّة، كما أنّ أصحابه يقتدون به، ويتسابقون إلى المعروف، وكان مجلسه آنذاك يَحفلُ بأهل العِلم والمعرفة، وهم يتحاورون، ويتناقشون، وهو يستمعُ إليهم، ويُشاركهم أحاديثهم في مختلف الأمور، مثل: كيفيّة بناء الأسوار، وحَفر الخنادق، حيث إنّه كان مُهتمّاً أشدّ الاهتمام ببناء سور لبيت المَقْدِس وحَفْر خندق له، وكان يريد أن يبنيَهما بنفسه.[١]