‘);
}

قصص الأنبياء

قصص الأنبياء مِن أمتعِ ما قرأَ الإنسانُ وتصفَّح، فيها مِن العبر والعِظاتِ الشَّيء الكثير، قال تعالى: (قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ).[١] وفي القصصِ تذكيرٌ بالأممِ السّابقةِ وما فيها مِن أحداثٍ مرَّت بهمْ، وتثبيتٌ لقلوبِ المُؤمنينَ والمُؤمناتِ؛ ليزدادَ صبرُهُم، وتقوى عزيمتُهم وإرادتُهم في سبيلِ دعوتِهِم، وهذهِ القصص ذكرَها اللهُ عزَّ وجلَّ في كتابهِ العزيزِ، فجاءتْ جليَّةً واضحةً. الحديث في هذا المقام عن قصَّةِ عيسى -عليهِ السَّلام- يهدف إلى التعرّف إلى ما ورد ذكرهُ القرآن الكريم عن أُمِّهِ الطَّاهرةِ مريم عليها السَّلام.[٢]

مريم عليها السلام

قصَّةُ مريم -عليها السّلام- ذكرها الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم، وتحدّثَ عن نشأتها وتربيتها، فقد نشأت في بيت عبادةٍ.[٣] كانت أمُّها (حنّة) دائمةَ العبادةِ والتَضرّعِ للهِ تعالى، واستجاب الله دعاءها بأن يرزُقها ذريّةً، ومن شدةِ فرحِها نذرتْ أن يكونَ ولدها خادماً لبيتِ المقدسِ؛ شكراً لله على هذه النّعمةِ، ومرَّت الأيام مُتتابعةً وحنّة تزدادُ فرحاً بجنينها في رحمها الذي يكبرُ يوماً بعد يوم، واختارَ اللهُ تعالى عمران زوجُها رفيقاً لجواره، فحزنت حزناً شديداً على موتهِ.