تخريم الجسد (piercing) هو إجراء ثقب أو قطع في أحد أجزاء الجسد بغرض وضع الإكسسوارات أو المجوهرات أو أدوات الزينة فيه.

انتشرت هذه الممارسات منذ قرون عديدة في مواقع متنوعة مثل أمريكا الشمالية، وآسيا، وإفريقيا، ونيوزيلاندا، وقد لاقت رواجًا متزايدًا عند الغرب مؤخرًا.

يعد تخريم الأذن والأنف من أكثر أنواع التخريم انتشارًا في العالم الحاضر والقديم بسبب سهولته، فقد وُجدت الأقراط في آذان الأجساد المحنطة في النهر الجليدي النمساوي، وأظهرت حينها الدراسات أن عمرها يزيد عن 5000 سنة.

تعددت أسباب تخريم الجسد حالياً، فالبعض يقوم به لأسباب دينية، بينما يقوم به آخرون من أجل التعبير عن أنفسهم أو للحصول على قيمة جمالية أو متعة جنسية. 

هل يعتبر تخريم الجسد مؤذيًا؟

يتم الآن إجراء تخريم الجسد في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى اختلافها في آثارها السلبية والألم الذي تسببه.

تختلف آثار تخريم الأماكن المختلفة حسب سماكة الجلد، وكثافة النهايات العصبية في كل منطقة، بالإضافة إلى مدى تحمّل الشخص للألم بناءًا على عتبة الألم لديه (pain threshold). 

يعتبر الألم أمراً نسبياً، حيث أن ما يعتبر مؤلمًا لشخص ما ليس بالضرورة ان يكون مؤلماً لشخص آخر. ولكنن بشكل عام تكون الأماكن اللحمية أو الدهنية مثل شحمة الأذن أقل إيلامًا من المناطق الغضروفية عند ثقبها. 

ترتيب أنواع تخريم الجسد من أقلها إيلاماً إلى أكثرها إيلاماً

تخريم شحمة الأذن

هو أكثر أنواع التخريم شيوعًا، كما أنه من الإجراءات القليلة التي يمكن القيام بها قبل سن 16 سنة، وذلك لأنها منطقة دهنية خالية من النهايات العصبية تقريبًا.

يعتبر تخريم شحمة الأذن عملية بسيطة وسريعة وعادةً ما تلتئم بشكل جيد إذا ما تمت العناية بها بالشكل المناسب من خلال تنظيفها مرتين يوميًا باستخدام محلول ملحي.

تخريم السرة

تعتبر منطقة السرة دهنية أيضاً، وهي ثاني أكثر الثقوب شيوعًا بعد شحمة الأذن. يؤدي تخريم السرة إلى بعض الانزعاج والألم البسيط في المنطقة.

للعناية بثقب السرة ينصح بما يلي:

  • تنظيفها والعناية بها باستخدام محلول ملحي مرتين يوميًا على الأقل.
  • ارتداء ملابس فضفاضة لمنع التصاق أنسجة الملابس بها.
  • عدم تغيير الاكسسوارالمستخد في ثقب السرة حتى يلتئم الجرح بالكامل، ويستغرق ذلك عادةً 6 شهور.

تخريم الشفاه

تعتبر الشفاه منطقة لحمية تمامًا مثل شحمة الأذن لذلك فإن تخريم الشفاه لا يسبب الكثير من الألم.

تلتئم عادةً ثقوب الشفاه بشكل سريع (خلال أسبوعين) أو قد تستغرق 6-8 أسابيع في بعض الحالات.

تخريم الأنف

ينتج عن تخريم الأنف ألماً أكثر من الأذن والشفاه بسبب عمل الثقب في الغضروف الذي يكون أقسى من الجلد.

يحتاج ثقب الأنف من 6-8 أسابيع كي يلتئم، ومن الضروري المحافظة على تنظيف الثقب باستخدام محلول ملحي مرتين يوميًا، والانتباه إلى عدم ملامسة الملابس له أثناء ارتدائها أوخلعها.

تخريم الحاجب

يشبه ألم ثقب الحاجب الألم الناتج عن القرصات القوية، وتصاب منطقة الحاجب بالتورم أيضاً.

يستغرق التئام ثقب الحاجب من 6-8 أسابيع، ومن الضروري المحافظة على تنظيف الثقب باستخدام محلول ملحي مرتين يوميًا، والانتباه إلى عدم ملامسة الملابس له أثناء ارتداء وخلع الملابس.

تخريم اللسان

ويمثل النوع الأول من الثقوب الذي يرافقه ألم ملحوظ، ويمكن تشبيهه بالألم الذي يشعر به الشخص عند عض لسانه عن طريق الخطأ، وقد ينتفخ بشكل كبير مما يسبب صعوبة في الأكل والكلام على المدى القصير.

تخريم غضروف الأذن

وهو من الثقوب المؤلمة والأكثر شيوعًا في الآونة الأخيرة، ويحتاج من 3-6 شهور للالتئام تماماً.

يُعتقد أنه مفيد في حالات الصداع المستمر وحالات الصداع النصفي، إذ يمكن أن يخفف من وتيرة وشدة الألم المرتبط بهما.
التخريم الجلدي

وهو من أجمل الثقوب التي من الممكن أن يتم عملها، وتكون عادةً على الصدر أو على الخدين أو على اليدين أو على الرقبة. يستغرق إجراء هذه الثقوب وقتاً طويلاً.

تخريم حلمة الثدي

تعتبر الحلمة من المناطق الأكثر حساسية في الجسم، ويمكن أن تستغرق عملية الشفاء من تخريم الحلمة سنة كاملة، مما يتطلب العناية المستمرة بها من خلال غسلها بالمحلول الملحي بانتظام.

التخريم التناسلي

يعتبر هذا النوع من أكثر الانواع إيلاماًُ، نظرًا لعمل الثقب في منطقة حساسة جدًا من الجسم. يحتاج التخريم التناسلي إلى رعاية خاصة ومزيد من الاهتمام خلال عملية الشفاء، وذلك لأن المناطق الحساسة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

للعناية بالثقب التناسلي ينصح بما يلي:

  • ارتداء ملابس داخلية فضفاضة.
  • غسل الثقب بالمحلول الملحي مرتين يوميًا على الأقل.
  • تجنّب حمامات السباحة وأحواض المياه الساخنة لحين توقف الألم.
  • التقليل من النشاط الجنسي حتى يتوقف الألم.

أما بالنسبة لثقب العضو التناسلي الذكري فينبغي استخدام الواقي الذكري أثناء النشاط الجنسي حتى يتم شفاؤه تمامًا، وتجنّب لمس المنطقة دون غسل اليدين. يتم الشفاء عادةً في غضون 8 أسابيع وذلك بسبب الإمداد الجيد للدم في تلك المناطق.

كيف تصبح عملية التخريم أقل ألماً؟

لا يمكن تجنب الشعور بالألم ولكن يمكن تقليله، وهناك عدة طرق تساعد في تخفيف ألم عملية ثقب الجسد، منها:

  • استخدام المخدر الموضعي سواء كان على شكل بخاخ أو كريم لتخدير المنطقة المراد ثقبها، حيث يتم تطبيقه على المنطقة قبل 10-15 دقيقة من العملية.
  • اختيار شخص متمرّس ومحترف لإجراء العملية بالطريقة الصحيحة وفي بيئة نظيفة وباستخدام أدوات معقّمة.
  • التنفس بعمق، فهي تعتبر وسيلة رائعة لتقليل مستويات الألم.
  • الاستماع إلى الموسيقى.
  • الضغط على كرة مطاطية (stress ball).
  • استخدام طريقة الإلهاء، وذلك من خلال التحدث مع أحد الأشخاص أثناء العملية لتشتيت العقل.

كيفية العناية بالثقب بعد التخريم؟

في حالة الشعور بالألم خلال الأسبوع الأول من عملية التخريم، توجد طريقتين لتقليل الألم:

  • وضع الثلج على المنطقة التي تم ثقبها، حيث يعتبر الثلج مسكنًا موضعيًا جيدًا.
  • استخدام كمادات من البابونج، وذلك لأنه يعزز الشفاء ويقلل الألم، كما يقلل من خطر حدوث التندب. 

عادةً ما تصاب منطقة التخريم بالاحمرار ولبتورم والتهيج، لذلك ينبغي مراعاة النصائح التالية:

  • البدء بالرعاية بالثقب فور الانتهاء من العملية.
  • المحافظة على تنظيف المنطقة بمحلول ملحي باستمرار وبما لا يقل عن مرتين يومياً.
  • غسل اليدين جيدًا قبل لمس الثقب.
  • ارتداء ملابس فضفاضة إذا كان الثقب في منطقة تتم تغطيتها بالملابس.