إدارة ضغوط العمل

Share your love

المدار: ضغوط العمل أعرفها ولكن لا أعرف كيفية إدارتها فهذا غريب عليَّ، وهل من الممكن أن يكون لضغوط العمل أثر عليَّ أو على صحتي العامة! لا أصدق ذلك تماماً.

المدير: ما رأيك أن تحكم في النهاية على الأمر ولنبدأ بتفسير مفهوم الضغوط الخاصة بالعمل.

الضغوط وليدة بيئتها يحكمها قانون المكان والزمان وما يدور في إطارهما من تطوّر ونشاط ونظم وقيم وعادات وتقاليد وتحديات.

فهي تصحبك تبعاً للمكان الذي تعيش فيه وتلازمك حسب العمل الذي تقوم به.

الضغوط بالتحديد هي مدى تكيف أجسامنا وعقولنا مع التغيير، ففي عالم يبدو فيه التغيير الشيء الوحيد الذي يظل ثابتاً في مكان العمل فلا غرابة في أن يصبح العمل مصدراً رئيسياً للضغوط عموماً.

وضغط العمل هو إذن ظاهرة نفسية للشعور بعدم الراحة الفكرية نتيجة:

·         عدم القدرة على التغلب على المشاكل أو الصعاب التي تواجهها.

·         عدم السيطرة على الوضع الراهن.

·         عدم إمكانية التكهن الدقيق بالنتائج المستقبلية.

وعليه فالضغط هو مجموعة قوى تعمل على الفرد، ووجود تلك القوى ظاهر من خلال نتائجها، فالضغط مرتبط بإنعدام التوازن أو التكافؤ بين الجهد النفسي المبذول من جهة والمشكلة أو الحالة التي تتم معالجتها من جهة أخرى، فالصحة النفسية أو درجات الثبات النفسي هي الحالة التي يقوم بها الإنسان ببذل الطاقة النفسية أو الجهد النفسي الملائم لمعالجة أو استيعاب وضع ما بطريقة فعالة.

فإذا إنخفضت جدّاً ولفترة زمنية مستمرة درجة الثبات النفسي أو كمية الطاقة أو الجهد النفسي المستخدم، انعدم رد الفعل وسيطرت السلبية والإنهزامية وتم قبول النتائج دون رد فعل.

          المدار: لماذا ظهرت ضغوط العمل؟

          المدير: في العصر الحالي ظهرت متغيّرات رئيسية ساهمت بدور كبير في ظهور وزيادة ضغوط العمل.. هذه المتغيّرات هي:

التغيير في طبيعة العمل:

من الزراعة إلى الثورة الصناعية إلى عصر المعلومات إلى

كل ذلك وضع تحديات جعلت من رد فعل الضغوط اللاإرادية المحفورة في الذاكرة شيئاً غير ملائم وهذا أدى إلى:

التغيير في طبيعة بيئة العمل:

          من عمل يدوي إلى عمل ميكانيكي إلى آلي إلى تقنية حديثة جدّاً

          من إستخدام القوى الجسمانية إلى إستخدام رقائق مصغيرة جدّاً إلى تجاره إلكترونية

          من مركزية إلى مرونة في مكان العمل.

          من قيود دولية إلى حرِّية ورفع حواجز جمركية وبالتالي:

التغيير في طبيعة العاملين في مكان العمل:

          من إدارة عسكرية بوليسية إلى قيادة ديمقراطية

          من عمالة رخيصة إلى عمالة ذات مهارات خاصة مبدعة

          من واجبات فقط يجب أن تؤدي لصاحب العمل إلى فكر مستنير لما يملكه العامل من تجديد وإبداع يتحكم بهما في صاحب المؤسسة.

          من عمالة رخيصة إلى عمالة نادرة متخصصة أي:

أمّا إذا إرتفعت جدّاً ولفترة زمنية درجة الثبات النفسي أو كمية الطاقة أو الجهد النفسي المستخدم، زاد رد الفعل إلى درجة لا تستطيع معها التحكم في تصرفاتك أو السيطرة على مجريات الأمور أو التأثير على النتائج.

ومن الأهمية هنا أن نذكر أن عامل الزمن هام جدّاً فالضغط لا ينشأ أو يختفي في دقائق أو ساعات، فهو عبارة عن تراكمات تشكك خلال فترة زمنية ما، ودرجة إنخفاض أو إرتفاع الجهد النفسي المبذول هو نصف للضغوط النفسي.

والضغط النفسي مثل الألم فلكليهما دور إيجابي في التنبيه عن خلل في الوظائف، فبينما يقوم الألم بالتنبيه عن هذا الخلل في الوظائف الفسيولوجية أو الجسمانية يقوم الضغط النفسي بالتنبيه عن ذلك الخلل في الوظائف العصبية، وبذلك يقوم الألم والضغط النفسي بإرشادك إلى ضرورة التوقف عن هذا الشيء أو ذاك إذا أردت الصحة الجسمية والنفسية.

والضغط النفسي – كما إتفقنا مسبقاً – حدث ملموس في حياتنا اليومية وعليك التعامل والتكيف معه أو مع نتائجه، وما عليك إلا أن تجعل وجود الضغط النفسي متوازناً ومثالياً، حيث إن عدم وجود أي نوع من الضغوط أو إنعدام التوازن النفسي قد يؤدي إلى الملل وعدم الإكتراث وضعف الأداء.

          المدار: ألا يمكن تبسيط هذا الكلام، أريد أن أعرف الضغوط الممكن التعرض لها في الإدارة كمدير مثلاً؟

          المدير: هناك مجموعة من الضغوط يتعرض لها المدير المعاصر منها:

ضغوط ناتجة عن الأدوار:

          عدم وضوح دور المدير له وللآخرين.

          تعدد وتضارب الأدوار.

          عدم التأييد من جانب الإدارة.

ضغوط ناتجة عن طبيعة وظروف العمل:

          عدم ملاءمة طبيعة العمل وعناصره.

          عدم ملاءمة مكان العمل.

          الصراع على الحوافز والترقيات.

          نوع الوظيفة ومتطلباتها.

ضغوط ناتجة عن العلاقات:

          مع الرؤساء.

          مع المرؤوسين.

          مع الزملاء.

          مع المستفيدين من خدمات العمل (عملاء(

          عدم القدرة على التفويض.

ضغوط ناتجة عن الهيكل التنظيمي:

          عدم وضوح العلاقات التنظيمية وتداخل الإختصاصات.

          عدم التوازن في توزيع السلطات.

          إفتقار المشاركة.

          سوء الإتصالات.

          ساعات العمل.

          المركزية الشديدة.

          الفزع والصراع.

ضغوط ناتجة عن التغيير:

          على المستوى التنظيمي.

          على المستوى الفردي.

ضغوط الوقت:

          الزيارات والمكالمات التليفونية العارضة.

          الإجتماعات والزيارات الخارجية.

          البريد الوارد والصادر.

          غياب الرئيس المباشر.

          عدم تسجيل وتحليل وتنظيم الوقت المتاح.

ضغوط خارجية:

          الإتجاهات السياسية والحزبية.

          الرأي العام والإعلام.

          أجهزة الرقابة الخارجية.

          الإتجاهات الإقتصادية.

          العادات والتقاليد الإجتماعية.

ضغوط رقابية:

          تعدد جهات الرقابة الداخلية.

          عدم وضوح المعايير الرقابية.

          عدم موضوعية المعايير الرقابية.

          الرقابة الشديدة والتدقيق المطول.

ضغوط شخصية:

          الأسرة ومتطلباتها.

          العلاقات الإجتماعية.

          شخصية الفرد.

          دوافع الفرد وإتجاهاته.

المدار: وماذا بعد كل هذه الضغوط؟ هل تسبب أيّة أمراض؟ وكيف؟

المدير: ضغوط العمل تشكل فيما بينها إما مجتمعة أو منفردة – بالإضافة إلى الضغوط الشخصية – تسبب مظاهر عديدة نوجزها فيما يلي:

          المظاهر النفسية: (الغضب) (القلق) (الأرق) (الإحباط(

          المظاهر الفسيولوجية

المظاهر النفسية وهي تحتوي على:

          الغضب: وهو التهيج أو السخط المصحوب بالعداء أو العدوانية أو الخصومة الحادة، وهو حالة نفسية تتولد لدينا عند إحساسنا بأن شيئاً ما قد حدث، وأن شخصاً قد أقدم على عمل ما يسيء إلينا قولاً أو فعلاً.

ومن آثار الغضب:

          تغيير في تعابير الوجه.

          الألم النفسي والجسدي.

          إرتفاع ضغط الدم.

          الارتجاج والإهتزاز.

          التنابذ بالألقاب.

          الضرب.

          العصبية في المزاج.

          التنفس السريع.

          إزدياد ضربات القلب.

          احمرار العينين.

          التهديد والوعيد.

          قذف الأشياء.

          تغيُّر في وضع الجسم.

          حركات المفاجئة (التشنج(

القلق: وهي حالة الإنفعال التي تبقى إيجابية ومنتجة ما دامت معقولة، وتصبح سلبية إذا زادت إلى درجة شديدة.

وهو الشعور بعدم الطمأنينة نتيجة عدم وجود حقائق مؤكدة لدينا إيجاباً أو سلباً.

وهو بمعنى آخر الخوف من النتائج التي لا يمكن التكهن بها إلى حد مقبول.

فأنت من الممكن أن تقلق نتيجة شعورك بأنك مسؤول عن إنجاز عمل ما، بينما أدوات النجاح أو معايير قياس النجاح والتي يتم على أساسها تقييم الإنجاز غير واضحة أو غير موجودة أساساً.

ومن آثار القلق:

          الأرق في النوم.

          الصداع.

          التوتر العصبي.

          الإنطواء.

          الشرود الذهني.

          الطفح الجلدي.

          عدم التجاوب مع الآخرين.

الأرق: وهو شعور مرتبط بتوقع خسارة ما حقيقية أو محدقة خيالية، أو الخوف من شر مرتقب أو خطر.

وهو عدم القدرة على النوم السليم بدليل إنخفاض درجة حرارة الجسم بشكل طبيعي والإنقطاع عن العالم المحسوس، وينتج الأرق كإفراز مباشر لحالة القلق.

ومن بعض آثار الأرق:

          عدم النوم المنتظم والعميق.

          التوتر.

          عدم مطابقة رد الفعل لشدة الفعل.

          الكآبة.

          الإجهاد.

          عدم التوافق مع المتغيّرات.

          الشخصية العدائية.

          الإضطراب العصبي.

73% من سكان الكرة الأرضية يعيشون تحت تأثير القلق والتوتر، في دراسة أعدتها مستشفيات (ماي كلينك) بأنّ التوتر والقلق أحد المسببات الرئيسية لأمراض القلب والقرحة وتساقط الشعر والضعف الجنسي والروماتيزم والسمنة وضعف الشهية، والكثير الكثير من الأمراض الأخرى.

الإحباط.. وهو الإحساس بالحنق فعدم تمكن فرد ما من الوصول إلى شيء ما لتملكه أو إختباره أو عمله، وهو شعور بالفراغ القاتل والملل العقيم لا يصحبه أي سرور ناتج عن التعامل مع الأشخاص أو الأشياء، وهو الشعور بالعجز التام عن القيام برد فعل يؤدي لنتيجة ما.

ومن بعض آثار الإحباط:

          الإهمال في العمل.

          اللاإكتراث.

          التلعثم.

          الإنهزامية.

          الشلل الفكري.

          عدم الإهتمام بالمظهر.

          السخرية والتهكم.

          الإنعزال والإنطواء.

          العجز الجسماني.

المظاهر الفسيولوجية:

وهي مثل:

          الإجهاد العام.

          تصلب الشرايين.

          السكتة الدماغية.

          إنعدام الشهية.

          الطفح الجلدي.

          ضغط الدم (هبوط أو إرتفاع(

          التلعثم.

          الصداع.

          القرحة.

          آلام العظام.

          عسر الهضم.

          زيادة الأدرنالين في الدم.

          الشد العضلى.

          عض الأظافر.

)تأكد تماماً أنّه لا يوجد فصل بين المظاهر النفسية والفسيولوجية، فأحد مسببات القرحة مثلا قد يرجع إلى العصبية الحادة والقلق والأرق(

          المدار: أحس بنوع من الإضطراب وأجتهد في التركيز ولكن لا أستطيع، فقد أصبت بالإرتباك من هول ما سمعت، ألا يمكن أن تزيدني معرفة حول الأمراض الناتجة عن ضغوط العمل خاصة التوتر والأرق؟

          المدير: بالتأكيد.. ولكن كل ما أريده منك ألا تتوتر فنحن نتكلم هنا ونتناقش لكي لا نصل إلى درجة من الدرجات النفسية التي نتكلم عنها فتصاب بمرض نفسي وخلافه، لذا أرجو منك الاتزان وتمالك النفس.

          المدار: أعدك بأنني سأحاول، ولكن هيا تكلم حتى لا تزيد درجة توتري.

          المدير: سأبدأ فوراً فيما طلبت.

التوتر:

يتفاوت في الشدة من توتر خفيف وهو طبيعي في كثير من الأوقات مثل العمل تحت ضغوط. وجود مشاكل في العمل أو مشاكل أسرية أو إنتظار أشياء هامة مثل ترقية أو الذهاب لمقابلة شخصية لوظيفة. والتوتر الخفيف هو الإحساس بالشد العصبي البسيط وهو لا يخلو من بعض المزايا مثل زيادة التركيز وتحسين الأداء.

إذا زاد التوتر يكون أعراضه مزعجة لمن يعاني منه الذي قد يعاني من إحساس مزعج بالشد العصبي. الصداع في شكل صداع خلف العينين وضغط فوق الرأس أو في خلف الرأس والرقبة من الخلف أو الإحساس بضغط حول الرأس عما لو كان حبلاً ملفوفاً حول الرأس يضغط عليه.

ومن أعراض التوتر أيضاً زيادة العرق ورعشة في اليدين في الأصابع، والإحساس بخفقان القلب والإحساس بضيق في التنفس أو أنّ الإنسان لا يستطيع أن يملأ رئتيه بالهواء. ضعف التركيز والأرق وسوف نشرحه. وعدم قدرة الإنسان أن يجلس أو يستريح في مكان واحد أي أنّه يجلس ثمّ يقوم مقعده إلى مقعد آخر أو ليسير عدة خطوات في مكان آخر.

الأرق:

الأرق هو إضطرابات النوم عامة. ويمكن تقسيمه إلى ثلاث أنواع:

عدم القدرة على أن يستغرق الإنسان في النوم بعد دخوله الفراش بوقت قصير.. وهذا هو أبسط أنواع الأرق وأكثرها إنتشاراً. وحدوثه قد يكون طبيعياً وعادة ما يصاحب التوتر بجميع درجاته.

النوم المتقطع: وهو أن ينام الإنسان ثمّ يستيقظ عدة مرّات في خلال الليل، وقد يستيقظ الإنسان ولديه إحساس بالتوتر الشديد أو أحد أو بعض أعراضه مثل العرق وخفقان القلب أو ضيق في التنفس. وقد يعقبه صعوبة العودة للنوم. ومن الطبيعي أن يستيقظ الإنسان مرّة واحدة على الأقل في خلال الليل وعادة يسهل العودة للنوم.

أرق آخر الليل: وهو أن يستيقظ الإنسان بعد 3-5 ساعات نوم ولا يستطيع العودة للنوم، وهذا يعطيه عادة إحساساً بالإكتئاب أو التوتر الشديد أو أي من أعراض التوتر الشديد مثل ضيق النفس – خفقان القلب – العرق.

وأهم من هذا أن يتبع النوم المتقطع أو أرق آخر الليل أن يستيقظ الفرد ولديه إحساس بالتعب الشديد.

والتوتر الشائع هو أن يستيقظ الإنسان متعباً كما لو أنّه لم ينم ولا دقيقة واحدة في أثناء الليل، ويريد أن يظل ملازماً الفراش وهذا من أعراض الإكتئاب النفسي.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!