يستمد الجسم في حالته الطبيعية طاقته من مصادر مختلفة متمثلة في الكربوهيدرات كمصدر رئيسي، ومن ثم البروتين، والدهون، أما في حالة الصيام فيستخدم الجسم مخزون الجلوكوز الموجود في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة مبدئياً، ولكن مع استمرار الصيام ينتهي مخزون الجلوكوز وتصبح الدهون هي المصدر المستخدم للطاقة، ما يساعد على حرق الدهون وإنقاص الوزن، والتخفيف من نسبة الكوليسترول.

والصيام يؤدي الى تنقية وتخليص الجسم من السموم التي تتراكم في الجسم نتيجة العمليات الأيضية، والعوامل البيئية، ومخلفات استقلاب الأدوية، كما يعزز الصيام من آداء الشخص المعرفي والإدراكي، ويحسن عملية الهضم إذ يمنح الجهاز الهضمي وقتاً للراحة، مما يفيد مرضى الاضطرابات الهضمية المختلفة، وخصوصاً مرضى القولون العصبي الذي لوحظ تحسن حالتهم في رمضان نتيجة الصيام.

اقرأ أيضاً: 13 فائدة غذائية للصوم في رمضان

ولذلك ينبغي الاستفادة من هذه التغيرات التي تنعكس إيجابيا على صحتنا، ونستفيد من صيام رمضان في التخلص من الممارسات والعادات الغذائية الخاطئة، ولتحقيق هذا الهدف يجب معرفة الغذاء الذي يفضل تناوله في رمضان، والغذاء الذي يفضل التقليل منه، وخاصة أن شهر رمضان يرافقه تنوع في الأطباق، وأكثرها يتميز بارتفاع الدهون والسكريات.

أطعمة مفيدة وأطعمة ضارة أثناء الصيام

من الأطعمة المفيدة والتي تساعد على الصيام:

  • الكربوهيدرات المعقدة: والتي تساعد على تزويد الجسم الطاقة تدريجياً خلال ساعات الصيام الطويلة، وهي موجودة في الحبوب والبذور الكاملة مثل الشعير، والحنطة، والشوفان، وأنواع الدقيق الكامل، والفول.
  • الأغذية الغنية بالألياف: مثل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات، التي تجعل الصيام والإفطار خفيفاً وصحياً.
  • السمك، واللحم، والدجاج المشوي، والبيض (3 مرات في الأسبوع).
  • الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم.

أما ما يفضل التخفيف منه خلال الشهر الفضيل:

  • الأكل المقلي.
  • اللحوم الدهنية، ولحوم الأعضاء كالكبد، والنقانق، والكميات الكبيرة من القريدس، والأسماك القشرية.
  • الحليب كامل الدسم، والمثلجات، والكريمة المخفوقة، والأجبان كاملة الدسم.
  • العصائر التي تحتوي على السكريات المضافة.

وينصح بأن تكون وجبة السحور خفيفة وتحتوي على أنواع الأكل الغنية بالألياف، التي تهضم ببطء وتمد الجسم بالطاقة لساعات طويلة، ويجب الإشارة إلى أن عدم تناول وجبة السحور يؤدي إلى تحولات سلبية للطاقة في الجسم، حيث يبقى في حالة جوع وإعياء تفقد الصائم نشاطه وحيويته، وتدفعه للخمول والكسل، وقد ينتج عن ذلك انخفاض السكر في الدم، وحالة من التهيج والعصبية.

للمزيد: أخطاء غذائية في رمضان

الصيام وحرارة الصيف

الجفاف أثناء الصيام ظاهرة شائعة، إذ يستمر الجسم في فقدان الماء والأملاح عن طريق التنفس، والعرق، والبول، وتزيد نسبة الخسارة أثناء الصيام، وخاصة عند ارتفاع الحرارة الطقس في الصيف، ومن الطبيعي أن يقل معدل شرب الماء والسوائل في شهر رمضان، مما قد يتسبب بالشعور بالعطش الذي قد يؤدي للإصابة بالجفاف، ولذلك يُنصح باتباع النصائح والإرشادات الآتية التي قد تخفف العطش :

  • الابتعاد عن الحرارة والشمس والبقاء في الأماكن الباردة خلال فترة النهار.
  • أخذ قسط من الراحة أو التقليل من الجهد البدني.
  • الحصول على قدر كاف من السوائل في فترة ما بعد الإفطار وخاصة الماء، بما لا يقل عن 8 أكواب، بالإضافة إلى المشروبات الرمضانية التي تقي من العطش كقمر الدين، والكركديه، والعرقسوس، وغيرها.
  • الابتعاد عن شرب كميات كبيرة من القهوة، والمشروبات الغازية، والشاي، فهي تؤدي إلى خسارة السوائل من الجسم.

اقرأ أيضاً: استراتيجية لمكافحة العطش في رمضان

الصيام والصداع

يعتبر الصداع في رمضان مشكلة شائعة، ويعد نقصان مستوى السكر في الدم أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الصداع والتي يجب استثنائها من خلال قياس مستوى السكر في الدم، أو ملاحظة تحسن الأعراض بعد الإفطار أوأخذ قسط من الراحة. كما يوجد عوامل أخرى قد تؤدي الى الصداع، كقلة النوم، أو التعود على الكافيين، أو النيكوتين، فقد يسوء بعض أنواع الصداع المزمن كالشقيقة في رمضان، ويلعب الغذاء المتوازن، وعدم إهمال السحور، بالإضافة إلى الحصول على كميات كافية من السوائل، دوراً رئيسياً في الوقاية من الصداع، ويجب ألا ننسى اتخاذ الحيطة بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، واستخدام أساليب الوقاية من أشعة الشمس حتى لا نصاب بالصداع بسببها، ويجدر التنبيه إلى أن الصداع قد لا يكون متعلقا بالصيام وفي هذه الحالة يجب التوجه إلى الطبيب مباشرة لإجراء الفحص اللازم.

الأمراض المزمنة والصيام

يرافق وجود الكثير من الفوائد الصحية والطبية للصيام إلا أن بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل: السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو أولئك الذين يتناولون أدوية مزمنة، عليهم مراجعة طبيبهم لتحديد إذا كان بإمكانهم الصيام، وتوضيح كيف يجب تنظيم تناول أدويتهم أثناء الصيام.

  • صيام مرضى الكلى والضغط والاضطرابات الهضمية: من الضروري زيارة الطبيب للتأكد من القدرة على الصيام، والمحافظة على الحالة المرضية المزمنة مستقرة بالمداومة على العلاج مع تغيير النظام بما يتماشى مع أوقات الصيام والإفطار، أما مرضى الغسيل الكلوي فهم فئة خاصة وينصحون بالالتزام بنصائح الطبيب، فقد لا يتناسب الصيام مع حالتهم الصحية، وبالنسبة لأمراض المعدة والحموضة المزمنة والمرضى الذين يتناولون أدوية بانتظام للحموضة ينصح باستمرارهم في تناول الأدوية، ويفضل تناولها مع وجبة السحور، ويلعب تجنب الأكل الدسم والتخفيف من المقالي دوراً مهماً في التقليل من الحموضة بعد الإفطار.
  • صيام مرضى السكري: قد لا يواجه بعض مرضى السكري مشاكل أثناء صيامهم وخصوصاً المصابين بالنوع الثاني منه، بينما قد يكون بعضهم أكثر عرضة للإصابة للجفاف، وانخفاض مستويات السكر في دمهم، ولذلك من الضروري استشارة الطبيب للتأكد من القدرة على الصيام.
  • صيام الحامل والمرضع: الحامل والمرضع مرخص لهما الإفطار، إن شق عليهما الصيام، فلا يجدر بالحامل على وجه الخصوص الصيام إن شعرت بالإعياء، حتى لا يتأثر الجنين بقلة العناصر الغذائية.

كمية الطعام المتناول بعد الإفطار

بعد الصيام لساعات طويلة قد يجد الصائم نفسه جائعا بشدة ويبدأ بتناول وجبة الإفطار وهنا يجب الإنتباه حيث إن تناول كميات كبيرة أثناء الوجبة الواحدة وتكرار هذا السلوك بشكل متكرر، قد يؤدي إلى الإصابة بالتخمة، أو زيادة فرصة اكتساب الوزن، أو التعرض لخطر الإصابة بأمراض الشرايين والقلب، كما أنها تؤثر سلبا على الحالة النفسية.

تأثير تناول طعام الإفطار مع العائلة على الصحة النفسية

يعتبر اجتماع العائلة أو الأصدقاء على تناول طعام الإفطار من العادات والسلوكيات ذات الأثر الجيد على الصحة النفسية، حيث يؤدي ذلك إلى مشاركة الأحاديث وتبادل مشاعر المحبة بين أفراد العائلة. لذلك يعد مشاركة الآخرين طعام الإفطار من العادات الصحية ذات الأثر الإيجابي على الصحة النفسية.

للمزيد: 9 مشاكل صحية تواجهك في رمضان