كل زوجين يبحثان عن السعادة وراحة البال والتي لا تأتي من فراغ فكثيرا ما يشغل بال كل طرف منهم موقف أو رد فعل للطرف الآخر يظل يفكر فيه ويبني عليه معتقدات وتفسيرات وربما تتحول لقناعات ولكن الحياة قصيرة ولا داعي لشغل أوقاتنا بكل ذلك فالحل في هذه الإستراتيجية الفعالة.
سوء تفاهم:
كم موقف مررتم به وكان سوء الفهم هو البطل وبسببه كادت تندلع نار أو حتى إندلعت بالفعل فربما تحول تجمع عائلي هادئ إلى مشكلة عائلية كبيرة بسبب سوء الفهم.
في إحدى المرات كانت الزوجة نائمة ورن هاتف الزوج فخرج من الغرفة مسرعا ورد على الهاتف بصوت خافت جدا فاستيقظت الزوجة ووجدته يتحدث خارج الغرفة بصوت خافت فظنت ظن السوء وإعتقدت أنه يتحدث مع إمراة أخرى وظلت عدة أيام تفكر بالأمر وتتخيل الخيانة وأطلقت لنفسها الأمارة بالسوء العنان وعندما سألها الزوج عن سبب تغيرها وحزنها قالت له إنها حزينة لخيانته لها فتفاجأ الزوج جدا وسألها عن سبب إتهامها له فذكرته بتلك الليلة التي خرج مسرعا فيها ليرد على الهاتف وتحدث بصوت خافت فوضح لها الأمر وهو أن أخوه لديه مشكلة كبيرة في العمل وإتصل به متأخرا في ذلك اليوم ليطلب منه شئ وأنه خرج للرد مسرعا وتحدث بصوت خافت لأنه لم يرد إيقاظها من نومها وأيضا لم يرد لأحد أن يعرف مشكلة أخوه وبالفعل تأكدت الزوجة من ذلك وتأسفت له لسوء ظنها به و إتهامها له بناء على تخيلها وتفسيرها الشخصي للموقف.
فكم من مواقف مشابهة تقابلنا ونعود لنتأسف بعدها فلو أننا أحسنا الظن من البداية لكان أفضل أليس كذلك؟
حسن الظن:
إن فكر كل طرف في إن الطرف الآخر لا يقصد بأي حال من الأحوال الأذى بل يقصد الفائدة ولكن الطريقة لم تكن مثالية أو الكلمات خرجت بدون قصد للمعاني السيئة ربما تحل كثيرا من المشكلات، فسوء الظن يزرع بذرة داخل كل شخص تظل تكبر وتكبر مع المواقف المختلفة وتفسيرها على محمل سوء الظن إلى أن يصبح لدي الشخص قناعة إن الطرف الأخر لا يحب له الخير ودائما يؤذيه ويمكن أن يتطور الإمر إلى الإعتقاد بأن الطرف الأخر يكن الكراهية.
الحل المنطقي:
أول شئ لابد أن نعود أنفسنا على حسن الظن ونفترض دائما الخير في من حولنا ولا نترك فرصة للنفس الأمارة بالسوء أن تبني بداخلنا معتقدات خاطئة ونصنف الأشخاص بناء على سوء ظننا بهم، ثم نستفسر و نسأل عن السبب لماذا فعل الشخص الأخر هذا معنا؟ فربما لو عرفنا سببه لإقتنعنا بحسن نيته فلو كان الشخص الذي أمامنا نود الإبقاء عليه في حياتنا سيكون أفضل شئ هو السؤال والإستفسار عن الأسباب التي دفعته لذلك أما لو كان شخص غير مهم أصلا و نحن لا نهتم بوجوده في حياتنا فمن باب أولى ألا نفكر فيه أو في سوء نيته ونستهلك وقت وجهد في التفكير ومعرفة الأسباب والدوافع.
فلو قدمنا حسن الظن في كل موقف مع من حولنا سنوفر على أنفسنا عناء التفكير والحزن والمشاعر المختلفة التي تنتابنا إذا ما قضينا أوقاتنا في تفسير نويا البشر، فحسن الظن سيكون طريقة إيجابية جدا في التعامل مع الغير ومفيدة نفسيا وعصبيا وأيضا دينيا فلا ننسى أن ديننا الحنيف يدعونا لحسن الظن بالغير.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح وللمزيد تابعونا في قسمي العلاقات الأسرية و استمتع بحياتك و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”أفكار فعالة لتخطي مواقف الحياة الصعبة“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.