إسرائيل تخطو خطوة حقيقية نحو انتخابات رابعة رغم الفيروس وضرباته الاقتصادية والاجتماعية

الناصرة ـ«القدس العربي»: هل تتجه إسرائيل لانتخابات رابعة رغم محنة كورونا التي تجتاحها وتشل اقتصادها وتسبب مليون عاطل عن العمل، ورغم ملل الإسرائيليين من الذهاب

Share your love

إسرائيل تخطو خطوة حقيقية نحو انتخابات رابعة رغم الفيروس وضرباته الاقتصادية والاجتماعية

[wpcc-script type=”7f9a39415242d99e4ba9bf95-text/javascript”]

الناصرة ـ«القدس العربي»: هل تتجه إسرائيل لانتخابات رابعة رغم محنة كورونا التي تجتاحها وتشل اقتصادها وتسبب مليون عاطل عن العمل،  ورغم ملل الإسرائيليين من الذهاب لصناديق الاقتراع؟ مثل هذا السيناريو كان أقرب للخيال والعبث قبل أسابيع بعد انتهاء الجولة الثالثة من الانتخابات وتفشي فيروس كورونا، لكنه بدا بالأمس واقعيا جدا.
جاء ذلك بعدما رفض رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين التمديد لـ رئيس “أزرق- أبيض” بيني غانتس فترة تشكيل الحكومة التي تنتهي عند منتصف ليلة اليوم الإثنين. وكان ريفلين قبل شهر ونيف قد كلّف غانتس لتشكيل حكومة جديدة بعد توصية 61 من 120 نائبا في الكنيست عليه، من ضمنهم نواب القائمة العربية المشتركة( 15 نائبا) لكن غانتس أقدم بشكل مفاجئ على إعلان رغبته بتشكيل حكومة وحدة يتقاسم رئاستها وحقائبها مع “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو بسبب حالة الطوارئ السائدة في البلاد، رغم معارضة حوالى نصف نواب تحالف ” أزرق ـ أبيض” التعاون مع نتنياهو، وحذروا غانتس من نواياه الخبيثة ومن محاولاته لتفتيتهم لاعتبارهم خطرا سياسيا داهما عليه. غير أن غانتس لم يبال بذلك مما أدى لانشطار تحالف لشطرين بالتساوي تقريبا ، وقد عارضه رئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد ورئيس حزب ” تيلم ” موشيه ياعلون فانفصلا عن “أزرق- أبيض” واتهما غانتس بالخيانة السياسية، وأعلنا معارضتهما لأي تعاون مع “المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو”.
من جهته لم ينجح غانتس بتشكيل حكومة خلال مدة تكليفه بعدما كاد هو ونتنياهو يعلنان عن تشكيل حكومة وحدة قبل أسبوع وفق تسريبات صحافية.
ورسميا جاء أن المفاوضات توقفت على خلفية خلافات نبعت مجددا بين المعسكرين اللذين تبادلا التهم، وجاء أن ” أزرق- أبيض” يرفض طلب ” الليكود “بالاحتفاظ بحق النقض (الفيتو) على لجنة تعيين القضاة، معلنا أنه لن يتنازل عن موقفه بالدفاع عن استقلالية جهاز القضاء وبرفض محاولات تعيين قضاة مريحين لسياسيين متهمين ومشتبهين بالفساد. وهذا ما نفاه ” الليكود ” متهما ” أزرق – أبيض” بالتراجع عن تفاهمات كانت تنتظر التوقيع الرسمي.
بين هذا وذاك يرى محللون ومراقبون إسرائيليون كثر أن الخلافات بين الجانبين ليست جوهرية، وأن نتنياهو غير راغب بحكومة وحدة يتقاسم فيها رئاسة الوزراء مع غانتس ، خاصة بعدما بات يقود حزبا صغيرا يشمل 16 نابا فقط. وذهب بعضهم للقول إن نتنياهو منذ البداية كان يناور ويرغب بدق إسفين داحل ” أزرق – أبيض ” وتفتيته وبالتالي إزالة تهديد سياسي جدي لتخلو الحلبة السياسية له. وبالأمس رفض ريفلين طلب غانتس بمنحه مهلة أسبوعين إضافيين لمواصلة مساعيه بتشكيل حكومة، وعلل ريفلين موقفه بالقول في بيان رسمي إن نتنياهو وبخلاف مزاعم غانتس لم يؤكد على مسامعه أنهما قريبان من تشكيل ائتلاف حاكم. ولذا أعلن ريفلين أنه بحال لم يتوصل غانتس ونتنياهو لحكومة وحدة حتى منتصف الليلة فإنه سيعيد التكليف للكنيست كي يحاول نوابها التوافق على رئيس وزراء خلال 21 يوما وبحال توصلوا لذلك سيكون أمامه أسبوعان فقط لتشكيل الحكومة، وإلا ستذهب إسرائيل لانتخابات جديدة. وقال ريفلين في بيانه إنه قرر ذلك بعدما تحدث مع غانتس ومع نتنياهو واتضح له أنه لا مبرر من تمديد مدة التكليف لأنهما غير قريبين من تشكيل حكومة. موضحا أنه سيمدد فترة تكليف غانتس بحال جاء ونتنياهو وطلبا منه ذلك معا.
يشار أن ريفلين بذلك بقراره هذا رفض أيضا تحويل صلاحية تشكيل حكومة لنتنياهو مفضلا نقل الكرة لملعب البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
ورغم توقف المفاوضات الائتلافية قال ” أزرق- أبيض” معقبا إن مساعي تشكيل حكومة وحدة مستمرة على يد جهات من الطرفين يحاولون صياغة التفاهمات كمشاريع قوانين تكفل الاتفاق بينهما.
من جهته قال ” الليكود ” وبقية كتل اليمين( 59نائبا) في بيان مشترك مساء أمس إنهم يطالبون ريفلين بتخويل نتنياهو بتشكيل حكومة بعد فشل غانتس تماما كما فعل بعد انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي عندما حول مرسوم التكليف من نتنياهو لغانتس رغم أنه كان مدعوما من 54 نائبا فحسب.وعقب المحرر السياسي للشؤون السياسية في الإذاعة الإسرائيلية العامة على تطورات الحلبة السياسية بالقول إن غانتس يحتاج الآن للحظة تأمل ومراجعة حسابات ليرى كيف وصل إلى نقطة استدرجه فيها نتنياهو للسراب، وأفقده مؤيديه وتسبب بشطر تحالفه
تمهيدا لإدارته ظهره له كما حصل اليوم، مشددا على أن هذا هو السيناريو الدقيق الذي حذر منه شركاء غانتس بالأمس لابيد ويعلون.
وهناك مراقبون محليون كثر سبق وأكدوا أن غانتس ورغم كونه جنرالا وقائدا سابقا للجيش فقد أثبت أنه جاهل في السياسة ويستطيع نتنياهو اللعب به كما يشاء.
من جهتها تؤكد أوساط المعلقين الإسرائيليين على خلفية ما جرى بالأمس بأن إسرائيل خطت خطوة حقيقية نحو جولة انتخابات رابعة، وهذا ما يراه محللون تعبيرا عن تغيير جوهري عميق تشهده إسرائيل في الفترة الأخيرة مفاده أن ساستها تغيروا وباتوا بخلاف سابقيهم يؤثرون مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!