هآرتس

يهوشع براينر

23/2/2020

لقد مرت ثلاث سنوات على اطلاق النار على يعقوب أبو القيعان وقتله، نائب مدير مدرسة ومعلم فيها. ش. الشرطي الذي كان من افراد القوة الكبيرة التي وصلت من اجل هدم القرية صباح 18 كانون الثاني 2017. وقد اطلق النار على سيارة أبو القيعان عندما كان يسافر فيها بسرعة 10 كم في الساعة فقط. جسده سقط والسيارة انحرفت واصابت الشرطي ايرز ليفي الذي قتل في المكان. الطاقم الطبي قرر موت الشرطي وبقي في المكان. على بعد 10 أمتار من هناك كان أبو القيعان ينزف طوال عشرات الدقائق دون الحصول على العلاج الى أن مات.
في السنوات التي مرت كشف في “هآرتس” عدد من المعلومات عن الاخفاقات في هذه القضية: بدء باطلاق النار على أبو القيعان ومرورا بتركه يموت على الارض وانتهاء بقول الشباك بأنه استبعد امكانية الدهس على خلفية وطنية – الامر الذي لم يمنع الشرطة ووزير الامن الداخلي جلعاد اردان من القول بأن الامر يتعلق بعملية. هذا الاسبوع، بعد سنتين على قيام النائب العام السابق شاي نيسان باصدار أمر لاغلاق القضية ضد رجال الشرطة المتورطين، يتوقع أن تقوم عائلة أبو القيعان بتقديم التماس لمحكمة العدل العليا من اجل التحقيق مع رجال الشرطة المتورطين وتقديمهم للمحاكمة. وقد وصلت مواد التحقيق في الشباك وفي قسم التحقيقات مع الشرطة الى الصحيفة، والتي قادت الى القول بأن الأمر لم يكن يتعلق بعملية ارهابية.
ثلاث نسخ من صحيفة “إسرائيل اليوم”
“انتحاري قام بحرف مقود السيارة بشدة”، اعلن المفتش العام للشرطة، روني الشيخ، في صباح يوم الاخلاء. “الامور واضحة جدا: هذه عملية دهس، وقد تم تحييد المخرب. وتوجد لدينا مؤشرات على مشاركته ايضا في داعش”، قالت المتحدثة بلسان الشرطة ميراف لبيدوت. الوزير اردان قال “مخرب ينتمي للحركة الاسلامية اندفع نحو قواتنا بهدف أن يقتل اكبر عدد ممكن من رجال الشرطة”. كانت في ايديهم الدلائل المجرمة التالية: ثلاثة اعداد من صحيفة “اسرائيل اليوم” في ذاك الصباح، التي حملت العناوين: “قنبلة لداعش اسقطت طائرة”و “عملية دهس: جندي في حالة حرجة جدا” و”كتب تدعو للموت”، كما اشار الى ذلك في مذكرة احد رجال الشرطة الذين دخلوا الى البيت بعد اطلاق النار. الفحص اظهر لاحقا بأن الامر يتعلق بكتب دينية عادية. احد هذه الكتب تناول ضرورة “الحوار الهادئ” وكتاب آخر تناول “سلسلة ثقافة روحية في البيوت”. “يبدو أن الامر يتعلق بكتب تعليمية للتربية الاسلامية”، كتب محقق من قسم التحقيقات مع الشرطة.
فور اطلاق النار وعملية الدهس وصل الى أم الحيران مركزون ومحققون من الشباك من اجل استجواب رجال الشرطة وابناء عائلة أبو القيعان. في مركز التحقيق وقف الشرطي ش. الذي أطلق النار من بندقة ام 16. وأول من حقق معه هما محققا الشباك، طاهر وزياد. في الافادة الاولى التي قدمها لطاهر بعد وقت قصير من الحادث اوضح بأنه لم يشعر بأي خطر على حياته. هذه الرواية تغيرت عند دخول ش. الى غرفة التحقيق.
السائق قام بإشعال اضواء السيارة وبدأ يسير بسريعة بطيئة نحو الجنود. رفعت السلاح واطلقت النار بصورة دقيقة على الاطارات لوقف السيارة. في المرحلة التي شاهدت فيها السيارة وعندما اطلقت النار عليها، لم اشعر بأي خطر فوري على حياتي أو حياة اصدقائي. لأنني كنت في حينه سأطلق النار على السائق من اجل قتله. اطلقت النار لأن السائق لم يستجب لطلب التوقف وخوفا من أن يصيب جنود آخرين كانوا يسيرون”. قال طاهر واشار الى أن “ش. قال إن سائق سيارة الجيب كان يمكنه دهسه أو دهس آخرين عندما صعدوا الى طلعة في الشارع، لكنه لم يفعل ذلك لاسباب خاصة به”.
في مذكرة اخرى قال زياد “لقد قال لي الشرطي ش. بأنه اطلق النار على اطارات السيارة وبعد ذلك على السائق”. اقواله اعطيت لقسم التحقيقات مع الشرطة بعد وقت طويل من الحادثة: لا يوجد تاريخ على الوثيقة. يبدو أن الامر يتعلق بشهادة لزياد أخذت منه بعد سنة على الحادثة. هذا بعد أن قال الشيخ بأنه توجد لدى الشباك معلومات تشير الى الارهاب. وفعليا تبين أن الافادات تعزز الادعاء العكسي. الامور تتناقض مع افادات ش. في قسم التحقيقات مع الشرطة في الايام التي اعقبت ذلك، حينها قال إنه شعر بخطر حقيقي على حياته من السيارة واضطر الى اطلاق النار. المذكرة نسخها اعضاء لجنة معارضة التعذيب الذين يمثلون العائلة سوية مع منظمة “عدالة”. مواد التحقيق تم فحصها من قبل د. اريئيل لفني، وهو خبير في قضايا الجريمة وفي السابق كان من رجال الشباك، والذي اشار الى اخفاقات الشرطة وقصورات في تحقيق قسم التحقيق مع الشرطة.
شرطي آخر كان مشارك في الحادثة وصف لطاهر السير البطيء للسيارة والسرعة بعد الاطلاق. “صعدنا نحو البيت والسيارة اشعلت الاضواء وسارت ببطء نحونا. طلبت منه التوقف وضربت بالبندقية على الجيب، لكن السائق واصل ولم يتوقف. عندما وصلت السيارة الى ش. قام باطلاق النار على الاطارات. عند اطلاق النار، سائق الجيب أسرع أكثر وسار في منحدر الشارع بسرعة كبيرة”.