}
تهدَّد الإنسانيَّة اليوم العديد من المخاطر المتنوِّعة، الأمر الذي أوصل بعض الأمور إلى حدِّ التأزُّم في بعض مناطق العالم، ولعلَّ أبرز هذه المخاطر والتحدِّيات التي تواجه العالم اليوم خطر تراكم النفايات بشكل يؤدِّي إلى جلب العديد من الأمراض والمصائب للبشر.
مشاكل تراكم النفايات
يؤدِّي تراكم النفايات إلى العديد من المشاكل منها: انتشار الأوبئة والأمراض ونواقل الأمراض أيضاً، وإفساد التربة والماء عن طريق تسرُّب المواد الضارَّة والكيميائيَّة إلى المياه الجوفيَّة في جوف الأرض، بالإضافة إلى أنَّ النفايات تعمل على تلويث الهواء عن طريق الرائحة النتنة التي تنبعث منها عدا عن الغازات الضارَّة، كما ويؤدِّي تراكم النفايات إلى تجمُّع القوارض والحشرات الضارَّة عليها. هذه هي بعض المشاكل التي قد تسبُّبها النفايات إن تراكمت في مكانٍ مُعيَّنٍ من الأماكن.
‘);
}
بسبب ازدياد تفاقم المشاكل السابقة وبشكلٍ كبيرٍ جدَّاً وغير مسبوق، فقد ظهرت العديد من الطرق التي تساعد على التخلُّص من هذه النفايات وبشكل يفيد الإنسان منها حتَّى بعد أن انتهت حاجته منها، ولعلَّ الطريقة الأبرز من هذه الطرق هي إعادة تدوير هذه النفايات، والجميل أنَّ هذه الطريقة هي طريقة موجودة منذ القدم، إلَّا أنَّ الإنسان المعاصر استطاع أن يُطوِّر بشكلٍ كبيرٍ جدَّاً من هذا المفهوم الهامِّ والحسَّاس.
إعادة تدوير النفايات
استفاد العالم كثيراً من إعادة تدوير النفايات في حماية البيئة من المخاطر الّتي تهدّدها، بالإضافة إلى فوائد أخرى؛ حيث استطاعت دول العالم تقليل اعتمادها على استخراج المواد الأوليّة للإنتاج وبشكلٍ كبيرٍ جدَّاً من الطبيعة، كما ووفَّرت هذه العمليَّة العديد من فرص العمل للعاطلين عن العمل، ومنحتهم آفاقاً جديدةً في ابتكار وتطوير أعمال تخدم هذه الفكرة الحيويَّة، كما واستطاعت هذه العمليَّة التقليل من تكاليف الإنتاج على المُصنِّعين ممّا زاد من هوامش أرباحهم.
إعادة تدوير المُخلَّفات أو النُّفايات لا تختصُّ فقط بنوعٍ واحدٍ من أنواع النفايات؛ بل تشمل مختلف أنواع النفايات؛ كالنفايات الورقيَّة، والنفايات الزجاجيَّة، والنفايات البلاستيكيَّة، وإطارات السيارات، والمواد المصنوعة من الألمنيوم، والمواد المصنوعة من المعادن، بالإضافة إلى إمكانيًّة إعادة تدوير مياه الصرف الصحي واستعمالها في بعض الاستخدامات، ممَّا يوفِّر كميَّات كبيرة من المياه.
يزداد الاهتمام شيئاً فشيئاً بهذه العمليَّة الهامَّة، إلى درجة اقتربت فيها هذه العمليَّة إلى أن تحلَّ بديلاً عن الصناعة التقليديَّة في بعض الدول، أمَّا في الوطن العربيِّ فلم ترتقٍ هذه العمليَّة لتلبِّي الآمال والطموحات المنشودة، الأمر الّذي تسبَّب بخسائر كبيرة في الدول العربيَّة؛ حيث نتجت هذه الخسائر عن عدم اكتراث الدول العربيّة بهذه العملية الهامَّة والحيويَّة.