
القاهرة- مصر على وشك البدء في إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، هذه خلاصة الخبر الذي نقلته وسائل إعلام مصرية على فترات مختلفة منذ بداية العام الجاري، قبل أن يوشك العام على الانتهاء دون أن يخرج هذا اللقاح إلى النور.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مقر المركز القومي للبحوث بالقاهرة اليوم الأحد، أعلنت هيئة الدواء المصرية عن بدء التجارب السريرية للقاح مصري مضاد لفيروس كورونا يحمل اسم “كوفي فاكس”، موضحة أنه ثمرة تعاون بين المركز القومي للبحوث وشركة “فاكسين فالي” (Vaccine Valley)، وأن مرحلة التجارب ما قبل السريرية قد انتهت بالفعل.
وكان الإعلان عن اللقاح المصري قد بدأ مع بداية العام الجاري عندما بشّر رئيس قسم الفيروسات بالمعهد القومي للبحوث محمد أحمد علي بقرب إنتاج اللقاح المصري، بعد إتمام الاتفاق مع الشركة المنتجة.
وحينها أكد علي -الذي كان يشغل منصب رئيس الفريق البحثي لإنتاج لقاح كورونا المصري- أن اللقاح في مراحله الأخيرة ومشابه للغاية للقاح الصيني “سينوفارم” (Sinopharm)، قبل أن يتوارى الحديث عن اللقاح المصري مع الاتفاق على إنتاج اللقاح الصيني في مصر.
وفي أواسط العام، قالت الحكومة المصرية إنها جاهزة لتصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد بطاقة إنتاجية تبلغ 3 ملايين جرعة في اليوم الواحد.
وتفقدت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد في يونيو/حزيران الماضي مجمع مصانع الشركة القابضة للقاحات والأمصال “فاكسيرا” (Vacsera)، لمتابعة التجهيزات النهائية لخطوط الإنتاج الجديدة لتصنيع اللقاحات، في وقت قال فيه المتحدث الرسمي باسم الوزارة خالد مجاهد إن الإنتاج سيبدأ خلال أيام.
وقبل شهرين عاد الحديث عن اللقاح المصري، وأصدر المركز القومي للبحوث في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بيانا قال فيه إن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر خالد عبد الغفار سيعلن في مؤتمر صحفي -بعد يومين- بدء التجارب السريرية على أول لقاح مصري لفيروس كورونا، إلا أن المؤتمر الصحفي لم ير للنور.
في طور الدراسة
من جانبه كشف مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين أن اللقاح الجديد ما زال في طور الدراسة، وما زال ينتظر استكمال الإجراءات الإكلينيكية والسريرية حتى يُجاز من هيئة الدواء المصرية، وبعدها نبدأ الحديث عن لقاح مصري، لكن الأمر ما زال مجموعة دراسات تعطي احتمال إنتاجه، على حد قوله.
وخلال مداخلة هاتفية مع قناة “الحدث اليوم” مساء أمس السبت، أضاف تاج الدين أنه في حالة إجازة اللقاح علميا وفنيا من هيئة الدواء المصرية، سيتم تحويله إلى إحدى شركات الأدوية من أجل إنتاجه تجاريا كلقاح جديد من لقاحات كورونا.
وأوضح مستشار الرئيس أن مصر قادرة على إنتاج لقاح جديد ودواء جديد عندما تتاح البيئة العلمية ويتم دعمها، في ظل وجود القدرات الفنية والعناصر البشرية القادرة على إنتاج اللقاحات والأدوية.
تطعيم 40% من المصريين
على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد أن عدد من تلقوا لقاح كورونا من المصريين اقترب من 41 مليون مواطن حصلوا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، مضيفا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامجه “على مسؤوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن بلاده طعمت أكثر من 40% من سكانها، ولا تزال مستمرة في حملتها لتطعيم أكبر عدد ممكن من السكان قبل نهاية العام.
وأعلن مجاهد عن توفير مراكز للحصول على لقاح كورونا بمحطات السكك الحديدية بعد نجاحها في محطات مترو الأنفاق، على أن تكون البداية بالمحطات الكبرى (محطة مصر بالقاهرة وسيدي جابر بالإسكندرية)، مع التوسع في إنشاء مراكز التطعيم بمحطات مترو الأنفاق.
جدير بالذكر أن الأرقام التي تعلنها السلطات المصرية حول فيروس كورونا كثيرا ما قوبلت بالتشكيك في صحتها، سواء فيما يتعلق بأعداد الإصابات والوفيات أو معدلات التلقيح.
إجراءات جدية
وبدوره، دعا الإعلامي المقرب من السلطات المصرية عمرو أديب الحكومة لاتخاذ إجراءات “أكثر جدية” مع المواطنين الذين لا يأخذون لقاح كورونا.
وأشاد أديب خلال تقديمه برنامج “الحكاية” المذاع على قناة “إم بي سي مصر” المملوكة للسعودية، بقرار السلطات المصرية منع دخول المصالح الحكومية والعديد من الأماكن العامة -خلال الأيام القادمة- دون الحصول على اللقاح.
وفي معرض تبريره لهذه الدعوة، أشار الإعلامي المصري إلى أن بلاده لن تتحمل هزات اقتصادية جديدة في هذا التوقيت، وأنه في ظل التضخم الاقتصادي الحالي فالبلاد “لا تتحمل إغلاقا جديدا”.
يذكر أن وزارة الصحة المصرية أعلنت عن تسجيل 929 إصابة جديدة بفيروس كورونا و69 وفاة أمس السبت مقارنة مع 909 إصابات و57 وفاة في اليوم السابق.
وقالت الوزارة في بيان لها إن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى أمس السبت، هو 343 ألفا و26 من ضمنهم 286 ألفا و891 حالة تم شفاؤها، و194 ألفا و35 وفاة.