لا شك إن أطفالنا هم أغلى ما لنا ولأجلهم نبذل كل ثمين ونفيس، وكل الآباء يسعوا جاهدين لتربية أطفالهم تربية صحيحة ليصبحوا أشخاص صالحين في المستقبل، لكن في بعض الأحيان تكون الحماية الزائدة للأطفال وتدليلهم أكثر مما يجب ضارة، وربما بسبب مثل هذه الأشياء تنقلب نتيجة التربية 180 درجة، لذلك نحذر الأباء من أن يكونوا مثل أباء الهليكوبتر.
فرط الأباء أو أباء الهليكوبتر:
ويطلق عليهم أيضًا الآباء المدللون أو فقط المدلل وهم الآباء الذين يولون إهتمامًا شديدًا لخبرات ومشكلات أطفالهم خاصة عند إختيار المدارس، ووفقا للموسوعة الحرة فإن أول من قد صاغ مصطلح آباء الهليكوبتر في الأصل هو فوستر كلاين وجيم فاي، وقد أُطلق على آباء الهليكوبتر هذا الإسم لأنهم يشبهون طائرات الهليكوبتر التي تحوم فوق الرؤوس، وهذة المشكلة منتشرة على نطاق واسع وفي الأسر من كل الطبقات سواء الوسطي أو العليا.
إستخدام المصطلح:
يشيع إستخدام مصطلح “آباء الهليكوبتر” في وسائل الإعلام بقصد التهكم، وظهر هذا التشبيه في القرن الماضي في الكتاب الذي حقق أكبر مبيعات بعنوان الحال بين الآباء والمراهقين (Between Parent & Teenager) للكاتب دكتور حاييم جينوت، ويذكر الكتاب المراهقين الذين يعانون من: “تحليق الأم الدائم فوقهم كالهليكوبتر…”
واكتسب المصطلح إنتشارًا واسعًا عندما بدأ المسئولون والمعنيون بالتريية إستخدامه في بداية القرن الحادي والعشرين عندما وصل جيل الألفية لسن الجامعة وخير مثال على ذلك تلك الممارسات: إيقاظ الأباء لأبنائهم كل صباح حتى يذهبوا لكلياتهم والشكوى لأساتذتهم بسبب درجات أبنائهم، حتى إن بعض الأبناء عندما يذهبون في معسكر صيفي يحدث سلوكيات مشابهة من الآباء.
الموبيل “الهاتف الخلوي”:
كثيرًا ما يلقى باللوم على ظهور الهاتف الخلوي لتسببه في إنتشار مراقبة الآباء لآبنائهم كالهليكوبتر، ويطلق الأستاذ الدكتور ريتشارد موليندور الأستاذ في جامعة جورجيا على ذلك “أطول حبل سُري” في العالم، فعليكم ترك مساحة لأطفالكم ليتنفسوا فيها وتتاح لهم فرص مختلفة للإعتماد على النفس والثقة بالذات ولا تكونوا كالهليكوبتر.
وبما أن الشئ بالشئ يذكر فإننا ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو والذي يوضح لنا الكثير عن تدليل الأطفال الزائد وعن كيفية التعامل مع الطفل المدلل:
التواجد المادي والنفسي:
كتبت مادلين ليفين عن المراقبة الوالدية كالهليكوبتر وكذلك جوديث وارنر والتي ذكرت وصف ليفين للوالدين الذين: “يتواجدون بشكل زائد ماديًا لكن يغيبون نفسيًا”، وتعلق كاتي روفي على عمل ليفين وتقول بأن الأمر لا يتعلق بالتواجد الزائد عن الحد لكنه يتعلق كذلك بالنوع الخاطئ للتواجد، وفي الواقع لا ينظر له الأطفال على أنه غياب وعدم إهتمام بما يحدث لهم حقيقةً … كما أشارت ليفين إلى أن الخلط بين زيادة الإفراط في المشاركة والإستقرار ضار للغاية.
وبالمثل فإنها تذكر القارئ بأن المراقبة الوالدية كالهليكوبتر ليست نتاج أناس سيئين أو مثيرين للشفقة ولديهم قيم مختلة … وهذا ليس بالضرورة علامة على أن الوالدين يتسمان بالسذاجة أو الكآبة أو السيطرة بطريقة بغيضة، ويمكن أن تكون المراقبة نتاج النوايا الطيبة لكنها ضلت الطريق، كما تلعب الثقافة دورًا في المخاوف الوالديه الطبيعية.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “5 أشياء واقعية تعلموا أطفالكم بها الكذب!“، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.