‘);
}
إيجابيات وسلبيات الفلسفة الطبيعية قبل سقراط
تعد الفلسفة الطبيعية من الفلسفات التي ترتبط بمبحث الفلسفة السياسية، واهتم الفلاسفة بالبحث فيها على مدار العصور، على أن هذا الاهتمام ترتب عليه تشكل الملامح العامة لتاريخ الفلسفة، ونتجت عن ذلك مجموعة من السلبيات والإيجابيات سواء قبل سقراط أو بعضه، وفيما يأتي الإيجابيات والسلبيات للفسلفة الطبيعية قبل سقراط:[١]
إيجابيات الفلسفة الطبيعية قبل سقراط
تعد الفلسفة الطبيعية ما قبل سقراط من أوائل الفلسفات التي بحثت في الوجود، واهتمت بالسؤال عن مصدر الأشياء، وإمكانية رد الوجود إلى ما يعرف بالعنصر الأول للوجود، ومن أهم إيجابيات الفلسفة الطبيعية قبل سقراط: ما يأتي:[١]
‘);
}
- تقديم إجابات حول أصل الوجود: من أبرز الإيجابيات للفلسفة الطبيعية، وقد انقسم الفلاسفة إلى تيارات مختلفة بسبب اختلاف نظرتهم إلى الوجود واختلاف طبيعة العنصر الأول للوجود، فطاليس مثلًا ذهب إلى أن هذا العنصر هو الماء، أما أنكسمندروس فرأى أنه من المستحيل تعيين عنصر واحد أولي للوجود.[١]
- اللجوء إلى الطبيعة بدلًا من الميتافيزيقا: تجدر الإشارة إلى أن طبيعة البحث ما قبل السقراطي ركز على العالم المادي، وبهذا يظهر أن الطابع العلمي كان يغلب على بحوثهم، إلا أن هذا الأمر تغير لاحقًا، فلم يتأثر الفلاسفة ما قبل السقراطيين بالأساطير والمعتقدات الدينية إلا ذات الطابع المادي، ويمكن ملاحظة هذا الأمر في فلسفة طاليس.[١]
سلبيات الفلسفة الطبيعية قبل سقراط
- إهمال الميتافيزيقا: لم يتوجه البحث الفلسفي إلى الميتافيزيقا على اعتبار أن الأنطولوجيا أو مبحث الوجود ركّز على النظرة الطبيعية للعالم، وأدى هذا الأمر إلى صعوبة وجود انعكاسات للفلسة الطبيعية على المباحث الأخرى.[١]
- استثناء بعض العناصر من البحث في السبب الأول للوجود: وقد أحدث الطبيعيون المتأخرون نقلة نوعية بإضافة عنصر التراب، فالطبيعيون الأولون استثنوا التراب ظنًا منهم بأنه عنصر مركب وليس بسيطًا.[٢]
إيجابيات وسلبيات الفلسفة الطبيعة عند سقراط وأفلاطون
يمكن عد سقراط وأفلاطون من أهم النماذج الفلسفية في الفلسفة اليونانية بالإضافة إلى أرسطو، إلا أن سقراط أحدث تحولًا في النظرة على طبيعة الوجود، وفيما يأتي الإيجابيات والسلبيات للفسلفة الطبيعية عند سقراط وأفلاطون:[٣]
إيجابيات الفلسفة الطبيعة عند سقراط وأفلاطون
- تحول بحث سقراط إلى الميتافيزيقا، بدلًا من البحث في العنصر الأولي للوجود: اعتقادًا منه أن العالم المادي سجن للحقيقة، ومن غير المجدي البحث عنها فيه، وأثّر هذا في فلسفة أفلاطون لاحقًا، ويلاحظ هذا من خلال المصادر المتوفرة لدراسة فلسفة سقراط أهمها محاورات سقراط التي دونها أفلاطون وعرفت باسمه على لسان أستاذه.[٣]
- تشكيل نسق فلسفي متكامل: كان هذا على يد أفلطون، فجذور نظرية المثل ترجع إلى سقراط، وأسس فلسفته السياسية والأخلاقية بناءً عليها، فطبيعة النفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، ومن ذلك المنطلق أسس أفلاطون التيار المثالي الذي غير مسار البحث في الطبيعة، وأكد على أن معرفة طبيعة الفرد يمكن التوصل لها من خلال منحه سلطة، فقال في هذا الصدد: “إذا أردت أن تعرف حقيقة شخص ما امنحه سلطة وانظر كيف سيتصرف”، أما عن أقسام النفس البشرية فتُقسم إلى ما يأتي:[٣]
- النفس العاقلة التي تتحلى بالحكمة، وهؤلاء هم الحكام الفلاسفة.
- النفس الثانية هي الغضبية التي تتحلى بالشجاعة، ويمثلها في مجتمع الدولة المثالية العساكر والجنود
- النفس الشهوانية، ويمثلها عامة الشعب، إلا أنها تختص بفضيلة العفة،
سلبيات الفلسفة الطبيعية عند سقراط وأفلاطون
سلبيات الفلسفة الطبيعية عند سقراط وأفلاطون فتمثلت في النقاط الآتية:
- الإغراق في البحث الميتافيزيقي والمغالاة في الابتعاد عن العالم المادي: لدرجة أن سقراط قال بأن المادة هي سجن للحقيقة، وركز بحثه على المفاهيم المجردة، فمثلًا كان يبدأ محاوراته من خلال التساؤل عن المفاهيم كالعدالة والحقيقة، وكان يستنبط من هذه المفاهيم، من غير إعطاء قيمة للعالم المادي.
- عدم الالتفات إلى العلوم الأخرى وتوظيف نتائجها: باستثناء العلوم الرياضية والهندسة التي عدها أفلاطون أساسًا ومدخلًا لدراسة الفلسفة، وقال لا يدخل على الأكاديمية إلا من كان عالمًا في الرياضيات والهندسة.
المراجع
- ^أبتثجيوسف كرم ، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 25-30. بتصرّف.
- ↑“الطبيعيون المتأخرون “، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ^أبتأفلاطون ، جمهورية أفلاطون، صفحة 13-49. بتصرّف.