ابنك المراهق لا يتحمل المسؤولية، إليك الحل
٠٩:٣٥ ، ٨ سبتمبر ٢٠٢٠
![ابنك المراهق لا يتحمل المسؤولية، إليك الحل ابنك المراهق لا يتحمل المسؤولية، إليك الحل](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a7d8a8d986d983_d8a7d984d985d8b1d8a7d987d982_d984d8a7_d98ad8aad8add985d984_d8a7d984d985d8b3d8a4d988d984d98ad8a9d88c_d8a5d984d98ad983_d8a7d984d8add984-1.jpeg)
}
تحمّل المسؤولية
خلال سنوات المراهقة، تزداد حاجة الأطفال إلى الاستقلالية وتحمّل المسؤولية، فهي جزء مهم من طريقهم إلى سن الرشد ليصبحوا بالغين وقادرين على تعلم اتخاذ قرارات جيدة بأنفسهم، وتعدّ عملية مساعدة الأطفال على تحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات مهمةً أساسيةً للآباء، تضمن تدريب ودعم الطفل ليكون جديرًا بالثقة ومسؤولًا عن أفعاله من خلال إعداد مجموعة من القواعد والإرشادات والمهام والالتزامات، ويجب أن تكون مناسبة للعمر مع توقعاتٍ واضحةٍ، فالمراهقين ليسوا أفضل صانعي قرار، وقد يكون ذلك جزئيًّا بسبب عدم نمو عقولهم نموًا كاملًا، فوُجدت دراسة حول نمو دماغ المراهقين أنَّ المراهقين يفتقرون إلى اتصال مناسب في الدماغ لاتخاذ القرارات بنفس مستويات التفكير التنظيمي والنقدي التي يجيدها البالغون، فلا يزال دماغ المراهق ينمو ويتعلم بناءً على البيئة التي يعيش فيها، وبذلك فهو بحاجة إلى تعلّم المسؤولية من قِبل والديه، ونظرًا لإنّ إلقاء المحاضرات ليس دائمًا أفضل طريقة للتحدث مع المراهق، فمن الحكمة أن يكون الوالدان قدوةً يُحتذَى بها كخطوةٍ أساسية[١].
‘);
}
كيف تعرفين أن ابنكِ المراهق جاهز لتحمّل المسؤولية؟
إنَّ تعليم المراهق المسؤولية عملية تدريجية، فيبدأ الأمر بالسماح له باتخاذ خياراته الخاصة في بعض المجالات، أو مطالبته بتحمل المسؤولية عن أشياء معينة، وقد لا تعجبكِ جميع خيارات ابنكِ، ولكن تعلّم أن يكون مسؤولاً يساعده على تطوير مهاراته مدى الحياة، كما أنَّ مدى سرعة تسليم المسؤولية له متروك لكِ، فيعتمد ذلك على أشياء مثل مستوى راحتكِ وعائلتكِ وتقاليدكِ الثقافية ونضج ابنكِ، ولكن من الناحية المثالية، يجب أن تشعري أنتِ وهو بالراحة تجاه تحوّل المسؤولية ووتيرة التغيير، فالزيادة والسرعة في تعليم المسؤولية قد يجعلكما تشعران بالإرهاق، ومن جهةٍ أخرى فالقليل جدًا أو البطيء جدًا قد ينتهي بشعوره بنفاد صبره أو حاجته للتمرد، وبجميع الحالات ستحتاجين إلى التجربة لمعرفة متى وفي أي مجالات يكون ابنكِ مستعدًا لمزيد من المسؤولية، ولكن الطريقة المثالية للبدء هي استخدام الاجتماعات العائلية لمنحه صوتًا حقيقيًا في القرارات المهمة، هذا يساعده على الشعور بالتقدير، وفيما يلي بعض الأشياء الأخرى التي يجب مراعاتها[٢]:
- مستوى النضج: بعض المراهقين أكثر نضجًا من غيرهم ، وتختلف قدرتهم على التصرف بمسؤولية من موقف إلى آخر، لذا فكري في مهارات طفلكِ عند تحديد ما إن كان مستعدًا لتحمل المسؤولية، فعلى سبيل المثال، قد يُسمح للمراهق الذي يطلب الذهاب إلى مكان يبعد مسافة طويلة مع أصدقائه بالذهاب إن كان مسؤولاً عند الخروج مع الأصدقاء في أوقات أخرى.
- التعلّم من التجارب: يحتاج المراهقون إلى فرصة عمل بعض الأشياء بأنفسهم خاصةً إن لم يكن هناك خطر مباشر، كما يمكن أن تكون الحياة معلمًا فعالًا أيضًا، قد يمنح ذلك ابنكِ الفرصة ليبين لكِ مدى مسؤوليته، كما أنَّ هذا النهج له فائدة أيضًا في منحكِ المزيد من الوقت لإدارة حياتكِ الخاصة والاستمتاع بها.
- مستوى المخاطرة: لا يفكر المراهقون دائمًا في العواقب طويلة المدى، ويريدون أحيانًا القيام بأشياء تعرّض سلامتهم ورفاهيتهم للخطر، فقد تسمحين له بالذهاب إلى عرض فيلم متأخر بدلًا من الذهاب إلى حفلة طوال الليل، والتي قد ينطوي عليها مخاطر أكبر من الفوائد.
- التأثير على الآخرين: إن كانت اختيارات ابنكِ غير عادلة أو مؤذية للآخرين، فقد تختارين الاحتفاظ ببعض السيطرة، فعلى سبيل المثال، إن اختار ابنكِ تشغيل موسيقى صاخبة في وقت متأخر من الليل، فقد لا تدعيه يتخذ هذا القرار إن كان يزعج أفراد الأسرة الآخرين، فتساعد القواعد الأساسية مثل رفض الموسيقى بعد الساعة التاسعة مساءً مثلًا على تعزيز شعوره بالمسؤولية تجاه الآخرين، واحترام مساحتهم الخاصة.
- تفهّم قيم العائلة: تؤثر القيم والمبادئ العائلية الخاصة بكِ على تعليم ابنكِ للمسؤولية، فغالبًا لن تكوني على استعداد للسماح له باتخاذ القرارات أو التصرف بطرق تتعارض مع قيمك، فالآباء الذين يعتقدون أنَّ اللطف والتسامح مهمان لن يدعوا أولادهم يتصرفون بعدم احترام تجاه الآخرين.
- احترام الواجبات: عند تعليم ابنكِ تحمل المسؤولية يجب عليكِ أيضًا أن تضعي حدودًا لحماية حقوقكِ واحتياجاتكِ، وأن تعلمي أنه يمكنكِ الرفض إن كان طلب ابنكِ غير معقول أو يضع عبئًا غير عادل عليكِ، هذا سيعلمه أيضًا أهمية احترام الآخرين، وتقدير احتياجاتهم.
نصائح لكِ لتعلّمي ابنكِ المراهق تحمّل المسؤولية
من الصعب مشاهدة ابنكِ يكبر ويدرك أنه لن يكون طفلكِ الصغير إلى الأبد، ومع ذلك فإنكِ تسيئين له إن لم تغرسي فيه الشعور بالمسؤولية، وعلى الرغم من أنكِ لستِ بحاجة إلى أن يكون ابنكِ المراهق ولدًا مثاليًا، فأنتِ بحاجة إليه ليكون جاهزًا لوقائع مرحلة البلوغ، ولإعداد ابنكِ المراهق للمستقبل إعدادًا مناسبًا، من المهم توفير توازن بين تقديم التوجيه الكافي والسماح بالحرية الكافية، ولتحقيق ذلك نقدّم لكِ هذه النصائح[٣]:
- دعيه يُظهِر مقدار الحرية التي يمكنه التعامل معها: تأكدي من أنَّ ابنكِ المراهق لديه المهارات التي يحتاجها ليصبح شخصًا بالغًا مستقلًا، ووضحي له أنكِ ستمنحينه المزيد من الحرية عندما يثبت أنه قادر على اتخاذ قرارات جيدة، وتبادلي معه الأفكار لحل المواقف المحتملة التي قد تواجهه، واسأليه كيف يمكنه التعامل مع بعض المشكلات، وتحدثي معه عن حقيقة أننا جميعًا نرتكب أخطاء في بعض الأحيان، والاعتراف بهذه الأخطاء يُظهِر المسؤولية، وأخبريه أنه إن حاول التستّر على أخطائه بالكذب، فستعرفين أنه ليس مستعدًا لتحمل المزيد من المسؤوليات.
- أنشئي جدول زمني مع ابنكِ: معظم المراهقين بحاجة إلى القليل من الدعم لإدارة الوقت للتصرف بمسؤولية، لذا اجلسي معه وافحصي جدوله، وتحدثي عن مقدار الوقت الذي يجب أن يخصصه للأعمال المنزلية والواجبات المدرسية والأنشطة اللامنهجية، وتحدثي عن كيفية إنشاء جدول يناسبه بشكلٍ أفضل، وقد تجدين تطبيقًا أو تقويمًا عبر الإنترنت يساعده في إعطائه التذكيرات التي يحتاجها ليكون مسؤولًا، كما أنَّ وضع جدول زمني لنفسه سيعلمه مهارات إدارة الوقت التي يحتاجه ليزدهر وينمو ويتطور.
- شجعي ابنكِ المراهق على المساعدة: يمكنه البدء بالمساعدة في الأعمال المنزلية كدليل على المسؤولية، ثم يمكنكِ تعليمه أهمية مساعدة المجتمع بطريقة ما، فيمكن للتطوع في مأوى للحيوانات، أو المشاركة في جهود تنظيف المجتمع، أو جمع التبرعات سبب جيد أن يساعد ابنك المراهق على الشعور بمزيد من المسؤولية، مما سيشجعه على التصرف بمسؤولية أكبر، وسيساعده على إدراك أنَّ لديه القدرة على إحداث تغيير في حياة شخص ما، وهذه أمر جيد لتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته على أن يصبح شخصًا بالغًا نشطًا يستثمر في حل المشكلات ودعم الآخرين.
- علّميه مهارات الحياة: قد يكون من السهل افتراض أن ابنكِ المراهق في طريقه إلى الاستقلال لأنه يتفوق في مباراة كرة القدم أو لأنه ينجز واجباته المدرسية في الوقت المحدد، ولكن لمجرد أن ابنكِ يبلي بلاءً حسنًا في بعض مجالات حياته لا يعني أنه مستعد لتحمل مسؤوليات العالم الحقيقي، لذا تأكدي من أنكِ تستثمرين الوقت في تعليمه مهارات الحياة في سن المراهقة، إذ أنه من الضروري أيضًا التأكد من أنَّ ابنكِ يعرف كيفية إدارة أمواله ويفهم كيفية التواصل مع الآخرين تواصلًا فعالًا، فبينما قد يكتسب بعض هذه المهارات بمجرد مشاهدتكِ، إلا أنه لن يتعلم كل شيء من خلال الملاحظة، لذا علّميه استباقيًا كيفية إدارة الأسرة، وكيفية حل مشاكل الحياة الواقعية.
- كوني واضحةً بشأن العواقب: ستكون هناك أوقات يرتكب فيها ابنكِ المراهق أخطاء أو حتى يخالف القواعد الخاصة بكِ عن قصد، تأكدي من أنه يعلم أنَّ اختياراته السيئة تؤدي إلى عواقب سلبية، ويمكن أن تكون العواقب منطقية مثل فقدان الامتيازات، وقاومي الرغبة في اختلاق الأعذار أو إنقاذ ابنكِ المراهق من أخطائه، ففي بعض الأحيان، يمكن أن تكون العواقب الطبيعية بمثابة أفضل التذكيرات لاتخاذ خيار أفضل في المرة القادمة.
المراجع
- ↑“Teaching Teens Responsibility”, www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-30. Edited.
- ↑“Shifting responsibility to your child: teenage years”, www.raisingchildren.net.au, 2018-05-02, Retrieved 2020-08-31. Edited.
- ↑ Amy Morin (2019-10-22), “5 Tips to Raise an Independent Teen to Become a Responsible Adult”, www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-31. Edited.