يقول اتحاد كرة القدم ، أن الإعلام شريك استراتيجي، ويجسد ذلك بالموافقة “على مضض”، على اصطحاب إعلامي لمرافقة بعثة المنتخب الوطني إلى بطولة كأس العرب في قطر، والكارثة اعتماد الصحفي بصفة مشجع وليس كإعلامي، في امتهان للإعلام الرياضي.
نعي جيدا أن الاتحاد صادق في مقولة إن الإعلام شريك استراتيجي، ولكن لتلميع صورته، ومحاولة تجميل أخطائه، ما يضع الإعلام في بعض الأحيان شريكا للاتحاد في تضليل الشارع.
يهرول اتحاد الكرة إلى الإعلام في حالة واحدة فقط، عندما يشعر أنه سقط في الوحل، وألا ملجأ له إلا للإعلام كوسيلة لإطفاء غضب الشارع، ومحاولة إخفاء الكوارث وتجميلها، سواء في الدورات التدريبية أو في البيانات الصادرة (على الرايحة والجاية) أو المخاطبات الخارجية، أو المعارك “الخفية” ، أو خفايا تعيينات المدربين.
في اتحاد الكرة أخطاء متكررة، آخرها كان تسريب تشكيلة المنتخب الوطني، ليخرج الاتحاد نافيا صحة التشكيلة، ليعود بعد ساعات قليلة فقط ويعلن أنه كذب على الشارع، وأن التشكيلة المسربة هي الحقيقية والمعتمدة.. فهل يجوز أن تقع مؤسسة بحجم اتحاد الكرة بمثل هذه السقطات؟
في أربيل وخلال مشاركة المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا في فترة البلجيكي فيتال بوركلمانز، تحدث الأخير بصراحة للوفد الإعلامي، وانتقد اتحاد الكرة والأندية، وكشف عن لاعبين في المنتخب يطلبون منه استدانة مبالغ مالية، ليقوم الوفد الإعلامي ببث الخبر، ليهرع اتحاد الكرة بعدها متوسلا إلى وسائل الإعلام بسحب الخبر.
اتحاد الكرة ينشط في إصدار بيانات الشجب والاستنكار، التي لا داعي لها أصلا، فمؤسسة بحجم الاتحاد يجب أن تكون رزينة في التعليقات، وصادقة في مخاطبة الشارع.
بحكم خبرتي واطلاعي على ما يجري في الاتحاد، هناك أطراف داخل هذه المؤسسة التي نعتز ونفتخر بها، تحاول شيطنة الإعلام وإدارات الأندية والشارع الرياضي، لمصالح شخصية.
الأمين العام لاتحاد كرة القدم سمر نصار، تجتهد في العمل، وتبحث عن الإنجاز، وهي قادرة على ذلك، ولكن مشكلتها تكمن بمن يزودها بصورة مشوهة وغير حقيقية، فالصورة الحقيقية لم تصل إلى نصار التي يجب أن تعي جيدا أن هناك من يعمل بمعيتها ويساهم في إفشالها عن قصد أو غير قصد.
المطلوب من الاتحاد أن يعيد النظر بسياسته في التعامل، من خلال النزول من برجه العاجي، والتفاعل مع الشارع الرياضي والاستماع إليهم، لالتقاط الصورة الحقيقية، بعيدا عن نظرية المؤامرة التي يحاول البعض زرعها في ذهن مسؤولي الاتحاد، فنحن عاشقون لمنتخباتنا وداعمون لاتحادنا في حال عمل بشفافية ومصداقية.
لا نرغب في الحديث كثيرا عما يجري من سلبيات، ولكن نرغب في الإشارة إلى مواضع الخلل، لعلنا نساهم في تسليط الضوء على السلبيات، فالحل يكمن في التيقن من حقيقة الصورة التي ينقلها البعض لمسؤولي الاتحاد.