‘);
}

اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

الصدق مثابة وفضل و إخلاص في العمل والعبادة وطريق إلى الجنة ، فمن صدق لحق بالأبرار وكان في رفقتهم يوم البعث ، ومن اتخذ غير الصدق طريقاً ومسلكاً فالله هادٍ عباده الفاسقين ، ومن عرف عنه الكذب بين الناس لا تؤخذ منه شهادة ولا تقبل شهادته وإن أقسم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً “. رواه مسلم

وقال تعالى في محكم تنزيله في سورة التوبة : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) الآية 119 . ويقول الطبري في تفسير الآية الكريمة أن هناك اختلافاً في المراد بالمؤمنين والصادقين ؛ حيث قيل : هو خطاب لمن آمن من أهل الكتاب ، وقيل : هو خطاب لجميع المؤمنين ؛ أي اتقوا مخالفة أمر الله . وكونوا مع الصادقين ، و هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا مع المنافقين ، أي كونوا على مذهب الصادقين وسبيلهم . وقيل أنهم الأنبياء ؛ أي كونوا معهم بلأعمال الصالحة في الجنة .. وقيل : هم الذين استوت ظواهرهم وبواطنهم . قال ابن العربي : وهذا القول هو الحقيقة والغاية التي اليها المنتهى فإن هذه الصفة يرتفع بها النفاق في العقيدة والمخالفة في الفعل ، وصاحبها يقال له الصديق كأبي بكر وعمر وعثمان ومن دونهم على منازلهم وأزمانهم .