السمنة عند الأطفال تعد من أخطر الأمراض التي تفشت في المجتمعات المتقدمة والنامية وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة بحيث تضاعف عدد الأطفال البدناء في العالم وبحسب احدث البيانات فإن واحداً من أصل خمسة فتيان وواحدة من أصل أربعة إناث بين فئة الأعمار سنتين إلى 15 سنة يعانون من الوزن الزائد .

 والطفل هو أكثر أفراد العائلة الذي يحتاج إلى مراقبة طعامه ومدة بالفيتامينات والمعادن الضرورية دون اللجوء إلى حشو معدته وزيادة وزنه حيث تعتقد للأسف أمهات كثيرات أن السمنة في الأطفال دليل على الصحة الجيدة ولكن هذا الاعتقاد خاطئ.

فالأسرة يجب أن تعلم أطفالها ماذا يأكلون من أكل صحي قبل أن تعلمهم كيف يأكلون بالملعقة والشوكة ، وتعتبر فترة الطفولة هي مرحلة البناء الجسدي والصحي حيث أن التغذية الصحية من حيث الكمية والنوعية مهمة جداً لبناء الجسم وتكوين مناعة ضد الأمراض.

تبدأ السمنة عند الأطفال في الشهور الأولى من عمر الطفل بحيث تزيد الخلايا الدهنية حجماً وليس عدداً في السنة الأولى وبعد السنة الأولى وحتى سن البلوغ تبدأ الخلايا الدهنية في زيادة عددها لذلك من المهم جداً تفادي السمنة في الشهور الأولى لانه من الصعب السيطرة عليها لاحقاً حتى مع اتباع حميات تخفيف الوزن لأن الحمية تستطيع إنقاص حجم الخلايا الدهنية ولا يمكنها انقاص عددها.

أسباب سمنة الأطفال عديدة أهمها:-

– الوراثة

تلعب الوراثة عاملاً مهماً في تحديد كمية الدهن وتوزيعه في الجسم بحيث تشير العديد من الدراسات إلى وجود بعض الجينات تكون مسؤولة عن السمنة فالأطفال الذين ينتمون لعائلات يعاني فيها الأب أو الأم من السمنة يكون لديهم استعداداً كبيراً للسمنة في الكبر يصل إلى 40% في حالة أحد الأبوين و80% إذا كان كلا الأبوين يعاني من السمنة.

– الاضطرابات الهرمونية

كحدوث نقص في نشاط هرمون الغدة الدرقية أو الغدة النخامية أو انخفاض الهرمونات الذكورية والأنثوية يؤدي إلى السمنة كذلك الإفراط الزائد للكورتيزون من غده موجودة أعلى الكلى يسبب سمنة.

– مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة

وممارسة العاب الفيديو واللعب على الكمبيوتر لمدة طويلة وبلا حركة بالإضافة إلى مشاهدة إعلانات دعايات الطعام المغرية تدفع الرغبة عند الأطفال لتناولها.

– النوم المتأخر للأطفال

يدفعهم إلى تناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم مما لا يتيح الفرصة للجسم بأن يحرق الطعام فضلاً إلى أن الطفل يستيقظ متأخراً غير جائع وليس عنده وقت لتناول الفطور.

– سوء العادات الغذائية

مثل تناول الوجبات السريعة التي تكون مليئة بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة والأملاح الضارة والتي لا تحتوي على قيمة غذائية.

للمزيد:

توصيات هارفارد لطبق الطعام الصحي للطفل

– تناول المشروبات الغازية والعصائر فضلاً عن شرب الماء.

المشاكل الصحية التي تنتج عن السمنة المفرطة عند الأطفال عديدة أهمها:-

-الأطفال الذين يعانون من سمنة مفرطة يظهرون استعداداُ للإصابة بـ:

السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول و أمراض القلب، الربو، كثرة اللهث وشدة العرق، ضيق النفس مما يؤدي إلى اضطراب في النوم وعدم القدرة على ممارسة الرياضة، الام المفاصل واعوجاج العظام مع زيادة تقوس العمود الفقري.

كذلك السمنة المفرطة تسبب اضطرابات نفسية وعاطفية عند الطفل السمين بحيث يكون عادة مجال استهزاء وسخرية أصحابه في المدرسة مما يسبب له الإحراج والشعور بالنقص وإحساسه دائماً بأنه مثار انتباه الآخرين وهذا بالنهاية قد يؤدي إلى الإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس.

-كذلك تؤثر السمنة على التحصيل الدراسي للطفل لانه كلما زادت البدانة للطفل وكمية الشحوم المتراكمة على صدره يعجز عن التنفس الصحيح فتقل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم والمخ مما يسبب الخمول للجسم والضعف للعقل.

هناك العديد من الطرق التي تساعد على تجنب الإصابة بالسمنة المفرطة عند الأطفال أهمها:-

– تناول ثلاث وجبات رئيسية مع وجبتين صغيرتين ( سناك ) مع مراعاة أن تكون الوجبات صحية وغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل مثل كربوهيدرات – بروتينات –دهون- فيتامينات –معادن وماء.

– ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تخفيف الوزن وتسرع عملية حرق الطعام إضافة إلى أن الوقت الذي يمضيه الطفل أثناء ممارسة الرياضة يلهيه عن الطعام.

– الصراحة وعدم القسوة على الطفل وعدم نهيه عن تناول الأكل بشكل صارم وقاس مما يؤثر سلبياً على نفسيته وقد يدفعه إلى السرقة وتناول الأكل في الخفاء وانما السماح له بأكل كل ما يشتهيه ولكن بكميات قليلة.

– يجب أن يكون الطفل مقتنعاً بضرورة التخلص من الوزن الزائد حيث انه لن يجدي إجباره على اتباع نظام غذائي .

– محاولة وضع حدوداً بالنسبة للوقت الذي يقضيه الطفل يومياً أمام التلفزيون أو الكمبيوتر .

– محاولة إشراك الأطفال في التخطيط للوجبات الغذائية وفي التسوق عند شراء البقالة لتعليمهم كيفية اختيار الغذاء الصحي .

– محاولة التقليل من تناول المأكولات السريعة والشوكولاته والشيبس وانما التركيز على تناول الخضار والفواكه .

– عدم إحراج الطفل بمنعه من الأكل أمام الآخرين وعدم مقارنة الطفل السمين بغيره من الأطفال النحيلين .

– عدم استعمال الطعام كوسيلة لمكافأة أو لعقاب الأطفال .

– عدم تناول الطعام بشكل سريع وانما تعويد الأطفال على تناول الطعام بطريقة معتدلة وبطيئة مما يساعد على استهلاك سعرات حرارية أقل .

– على الأسرة أن تعرض طفلها البدين على طبيب عام وأخصائي تغذية لتحديد علاج مناسب وحمية غذائية مناسبة لعمره لأن اتباع ريجيم عشوائي للأطفال يؤثر على نموهم وعلى صحتهم العامة.

-يكفي في معظم الأحيان مساعدة الطفل في المحافظة على وزنه خلال نموه فزيادة الطول مع ضبط الوزن كفيلة وحدها بخفض خسارة الدهون من الجسم لذلك من الضروري متابعة وزن الطفل باستمرار حتى يمكن التحكم في زيادة الوزن أولاً بأول.

واخيراً أقول أن درهم وقاية خير من قنطار علاج حيث أن علاج البدانة صعب عند الكبار فما بالكم عند الأطفال فا حذروا…. سمنة أطفالهم.

للمزيد:

السمنة تهدد حياة الأطفال